رمضان يتحول لشهر للتسوق والسهر رغم ارتفاع الأسعار فى الأردن

الإثنين، 22 سبتمبر 2008 12:54 ص
رمضان يتحول لشهر للتسوق والسهر رغم ارتفاع الأسعار فى الأردن
عمان (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من غلاء الأسعار، تحول رمضان فى السنوات الأخيرة فى الأردن إلى شهر للتسوق والسهر وموعد للصلاة والقيام فى المساجد حتى موعد السحور. وبعد خمول يوم رمضان الطويل تدب الحياة فجأة فى شوارع ومقاهى ومطاعم وأسواق ومتاجر عمان، ليتحول ليلها إلى شبه نهار من شدة الازدحام. وفى الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء، بات مألوفاً أن تزدحم الأماكن العامة بعد الإفطار مباشرة وحتى ساعات متأخرة من الليل، برواد السمر.

المقهى هو المكان المفضل
وتتحول مقاهى عمان الكبرى خصوصاً تلك الواقعة فى مناطق الشميسانى والصويفية وعبدون فى ليالى رمضان إلى مراكز ترفيهية يتوجه إليها الشبان والفتيات على حد سواء، لتبادل الأحاديث وتدخين الشيشة (النرجيلة) ومتابعة المسلسلات التلفزيونية من على شاشات كبيرة أعدت خصيصاً لهذا الغرض وحتى ساعات طويلة.

ويقول الشاب إبراهيم محمد (24 عاماً) وهو يتوسط مجموعة من أصدقائه فى مقهى فى الشميسانى وسط عمان "حال انتهائى من تناول وجبة الإفطار مع باقى أفراد العائلة آتى إلى هنا، المسألة لا تحتاج إلى تفكير: ماذا سأفعل فى البيت؟". ويضيف "هنا يمكننى أن ألتقى أصدقائى وأقضى معهم أحلى الأوقات بعد يوم شاق وطويل"، مشيراً إلى أن "هذه أحد طقوس رمضان أن يتجمع الناس ويقضوا أحلى الأوقات معاً". غير أن الليل فى مكان آخر يمثل أيضاً موعداً للرجال للصلاة والقيام فى المساجد حتى موعد السحور.

قضاء الليل فى صلاة التراويح
ويقول زيد (30 عاماً) الذى يعمل فى شركة اتصالات، بينما يركن سيارته فى موقف بالقرب من أحد مساجد جبل عمان، "أفضل أن أقضى الليل بالمسجد لأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن". ويضيف "قد تبعدنا زحمة الحياة عن الفرائض لكن يبقى رمضان أفضل مناسبة للعبادة والتقرب إلى الله".

وبعيداً عن المساجد تزدحم الأسواق التجارية بالناس، حتى بدا للناظر وكأنه اليوم الأول من رمضان رغم ارتفاع الأسعار. ولم يخف ناصر خليل وهو موظف حكومى جاء للتسوق مع زوجته وأطفاله الثلاث انزعاجه من ظاهرة الازدحامات وارتفاع الأسعار التى تواكب هذا الشهر الفضيل التى "يفترض أن يكون شهراً للتقشف والزهد والبساطة". ويقول وهو يبحث من بين أنواع اللحوم عن ما هو أقل ثمناً "لا أفهم هذا التهافت على التسوق مع أن الأسعار جنونية ولا ترحم من هم مثل حالى".

ويرى حازم أحمد، بينما كان يشق طريقه بصعوبة بين المتسوقين، أن "هذا التهافت غير مفهوم خصوصاً أن رمضان هو شهر للصوم والزهد والبساطة". ويضيف ساخراً "من يرى هؤلاء الناس وهم يتسوقون بهذا الشكل يظن بأن الأسواق لن تفتح أبوابها بعد اليوم". لكن الحاج عمر الذى ملأ عربته بالمواد الغذائية يرى أن هذا التهافت على المشتريات "أمر عادى فى شهر يكون فيه الصائم عبداً لشهواته بعد الإفطار".

تضخم اقتصادى كبير..
وسجل الأردن رقماً قياسياً بالتضخم فى أغسطس الماضى إذ قارب 15% مقارنة مع العام الماضى. وكان الأردن يستورد معظم احتياجاته من النفط الخام من العراق، وقد عمد إلى زيادة أسعار المشتقات النفطية لأكثر من مرة منذ الغزو الأميركى لهذا البلد فى 2003. وكان العراق يزود الأردن بكميات من النفط بأسعار تفضيلية وأخرى مجانية فى عهد الرئيس الراحل صدام حسين، ويقدر معدل دخل الفرد السنوى فى الأردن بـ2700 دولار أى ما يعادل نحو 225 دولاراً شهرياً.

.. ومنحة حكومية
ومن أجل مساعدة الناس فى تحمل ولو جزء يسير من أعباء رمضان، قررت الحكومة الأردنية صرف مئة دينار (نحو 150 دولاراً) لموظفى الدولة، بينما أمر العاهل الأردنى الملك عبد الله بصفته القائد العام لقوات المسلحة بصرف مائتى دينار (نحو 300 دولار) لجميع منتسبى الجيش لنفس الغرض. كما أصبحت مواعيد الدوام الرسمى فى شهر رمضان فى الدوائر والمؤسسات الحكومية من الساعة 00.9 إلى الساعة 00.14 بتوقيت الأردن. إلى ذلك أدت الحياة العصرية فى الأردن إلى غياب العديد من الطقوس والتقاليد والعادات الشعبية التى كانت ترافق هذا الشهر الكريم. فلم يعد المسحراتى موجوداً فى الكثير من الحارات والأزقة، بينما استعيض عن فوانيس رمضان بأحدث أساليب الإنارة الكهربائية.

وفى الأردن كما فى باقى الدول الإسلامية يمثل شهر رمضان شهراً للمآدب المتنوعة والكبيرة. غير أن طبق "المنسف" الذى يعشقه الأردنيون وحده يمثل القاسم المشترك بين جميع موائد الطعام فى رمضان. وبالإضافة إلى "المنسف" لا يتخلى الأردنيون عن "القطايف" الحلوى الموجودة بشكل يومى على مائدة الجميع رغم ارتفاع الأسعار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة