أعاد حادث اختطاف السائحين فى أسوان، شبح العمليات الإرهابية التى كانت تقصد الاعتداء على السائحين فى مصر أو قتلهم، خاصة أن هذا الحادث جاء بعد أيام من تحذير إسرائيل لرعاياها من التواجد فى مصر، خشية تعرضهم لعمليات إرهابية.
لا أعمال إرهابية
اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة السابق، أكد أنه من المستبعد أن يكون وراء هذا الحادث أى تفكير إرهابى، لأن الجماعات الإرهابية الأساسية والكبرى مثل الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد وغيرها، قد قدمت مراجعات فكرية كان أساسها التراجع عن فكرة قتل السائحين، لهذا فمن الصعب أن تظهر جماعات أخرى جديدة تنتهج هذا الفكر.
وعن تحذيرات إسرائيل السابقة لرعاياها ونصحهم بمغادرة الأراضى المصرية، أشار إلى أن ما تطلقه إسرائيل من تحذيرات وتصريحات لا يتعدى دورها محاولة نشر البلبلة وعدم الاستقرار فى مصر، ولا يستند لأى معلومات ولا حقائق، وعادة ما تطلق إسرائيل تحذيرات مشابهة كل فترة، حتى تهدد استقرار الأوضاع وحركة السياحة. ويرجح علام ألا يتعدى الحادث كونه حادثاً إجرامياً عادياً من قبل بعض المجرمين، بغرض سرقة هؤلاء السائحين أو التفاوض بشأنهم والحصول على فدية.
سيناريوهات محتملة
الدكتور نبيل عبد الفتاح مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن هناك سيناريوهين لتفسير الحادث، أولهما أنه قد تم عن طريق مجموعة من قطاع الطرق والخارجين على القانون، مستغلين حالة الفوضى بهدف تحقيق مكاسب مالية، على نحو ما تم مؤخراً فى بعض البلدان مثل موريتانيا والصومال وأيضا الجزائر، والتى شهدت عدة حوادث اختطاف أثناء ممارسة "السفارى"، وتم الإفراج عنهم بعد دفع دية كبيرة.
أما السيناريو الثانى فيذهب إلى أن يكون هذا العمل محاولة من القاعدة أن تؤكد استمرار تواجدها فى المنطقة, خاصة فى ضوء الخطاب الذى وجهه الدكتور أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة عقب إحداث الدويقة، حيث وجه سهام الاتهام للحكومة بأنها السبب فى هذه الكارثة، مشيراً إلى أن ما تم فى باكستان أول أمس السبت من تدمير فندق الماريوت، وما حدث فى الجزائر وموريتانيا وأخيرا فى مصر، إن صحت الشكوك، فهو إنذار لاستعادة حركة طالبان لبعض مواقع القوى الخاصة بها فى المنطقة.
وحول ما إذا كان هذا الحادث ينذر بعودة الإرهاب لمصر مرة أخرى، أكد أن الإرهاب يسهل عودته لأى دولة بما فيها مصر، طالما توفرت ظروفه وحدث تراخٍ فى الجوانب الاستخباراتية، وبالفعل المناخ فى مصر يشهد بعض هذه الأمور، وهو ما يستدعى أن نتدارك هذا الوضع فى أقرب وقت حتى لا نعود لما حدث فى تسعينيات القرن الماضى من حوادث كلفت مصر الكثير.
تحذيرات إسرائيل
ولأن تحذيرات إسرائيل سبقت هذا الحادث بأيام، كان لابد أن نتساءل عن مدى جدية هذه التحذيرات، وهل كانت تتوقع إسرائيل وقوع أحداث مشابهة فى مصر؟ يجيب د.عماد جاد خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن التحذيرات الإسرائيلية فى هذا الشأن عادة ما تكون دورية ولا ترتبط بورود معلومات مفاجئة عن الإرهاب، بجانب أنها غالباً ما تركزعلى سيناء بوصفها مقصد السائحين الإسرائيلين الأول، فلا يخرج تركيز السياحة الإسرائيلية عن سيناء إلا نادراً، وأيضاً لقرب سيناء من أراضيهم، فيدعون وقتها أنهم يملكون معلومات استخبارية أو ما شابه.
لهذا فلا يجوز الربط بين التحذيرات الإسرائيلية وحادث خطف السائحين الأخير، والتركيز يجب أن يبقى على أن هذا الحادث يعد الأول فى مصر أن يتم اختطاف سائحين بغرض سرقتهم أو الحصول على فدية.
اختطاف سائحى الوادى الجديد ضربة جديدة للسياحة
اختطاف 15 سائحا بالوادى الجديد
محافظ الوادى الجديد: لم يبلغنى أحد بالاختطاف
الخاطفون سودانيون وطالبوا بفدية 4 ملايين دولار
المخابرات المصرية تفاوض خاطفى السائحين
خبراء: الإرهاب يسلم الراية لقطاع الطرق واللصوص
جرانة: لا شبهة سياسية وراء خطف السائحين
بعد اختطاف سائحى الوادى الجديد على أيدى قطاع الطرق
خبراء: الإرهاب يسلم الراية لقطاع الطرق واللصوص
الإثنين، 22 سبتمبر 2008 03:45 م