عادت حوادث اختطاف السياح تكشر عن أنيابها من جديد فى أرض المحروسة، وعادت من جديد الطريقة الفريدة والمميزة التى نتعامل بها مع الكوارث على اختلاف درجة فداحتها.
وحادثة اليوم تكشف عورات النظام الحاكم الذى لا يريد أن يغير أدنى تفصيلة من تفاصيل المعالجات العشوائية التى تعود أن يقوم بها فى حالات البلاء التى تصيب مصر كل فترة والثانية. فهل توجد جهة واحدة تتعامل مع ما حدث؟ بكل أسف لا. كل مسئول يصرح من ناحيته بأشياء لا يعقل أبداً أن تصدر من أشخاص يتولون مسئولية 80 مليون نسمة.
كان الهم الأول للمهندس زهير جرانة هو أن ينفى فى مؤتمر صحفى أقامه، شبهة الإرهاب الأصولى عن الحادث. إذن الحمد لله أنهم مش إرهابيين، دول قطاع طرق عاديين يهجمون على سياح السفارى من وقت لآخر، لسرقة أموالهم وكاميراتهم والتحرش بهم. وفى اتصال تالٍ مع التلفزيون البريطانى، أكد جرانة أن الاتصالات مع الخاطفين لا تتم عن طريق الوزارة (تصوروا..) بل بواسطة أحد المصريين المختطفين والذى يحمل معه تليفوناً يعمل بالقمر الصناعى. يعنى المخطوفون يتعاملون بأنفسهم مع الخاطفين، دون تدخل أى جهة رسمية. انظروا معى: المخطوف يتحدث مع زوجته ويبلغها بالأخبار، وبدورها تتصل الزوجة بوزارة السياحة لتنقل لها الأخبار. وما الذى تفعله السياحة؟ لا شىء. تنتظر مكالمة الزوجة. هل تتفاوض مع الخاطفين؟ لا. التفاوض يتم بين الخارجية الألمانية والخاطفين والمخطوفين. جاء ذلك فى تصريح بارد على التلفزيون والفضائيات. فهل يلومنا أحد إذا طالبنا باستقالة وزير السياحة، الذى لم يتصل لا بالخاطفين أو بالمخطوفين؟
كانت هيئة البى بى سى (الأجنبية) أول من أعلن عن عملية الاختطاف، والإعلام المصرى صائم على الأخبار ومعتكف فى العشرة الأواخر مثله مثل الكثيرين. فى البداية، نشر الخبر على أساس أن من بين المختطفين سائحين إسرائيليين، مما قد يشكل تهديداً للعلاقات بين مصر وإسرائيل وأمريكا والعالم والكرة الأرضية وكواكب المجموعة الشمسية وبقية المجرات عموماً. لكن إسرائيل نفت ذلك، وجاء النفى المصرى "طبعاً" بعد النفى الإسرائيلى. الحمد لله تانى مرة: مفيش إسرائيليين في الموضوع.
الساعة الثالثة بعد الظهر، بعد أربع ساعات كاملة من متابعتنا الصحفية فى اليوم السابع. اللواء أحمد مختار محافظ الوادى الجديد التى جرت الواقعة داخل حدودها، لم يبلغه أحد بما حدث ولا يملك أية معلومات عن ذلك، انتهت النكتة.
النكتة رقم 2
وزير السياحة يعلن أن الخطف تم يوم الجمعة الماضى.
انتهت النكتة.
وكالة أنباء الشرق الأوسط تبث خبراً يقول إن رئيس مجلس الوزراء يتابع الأحداث بنفسه "أولاً بأول"، فهل لدى سيادة رئيس الوزراء طريقة أخرى للمتابعة غير تليفون المدام زوجة المخطوف؟
سيبكم من كل حاجة، المهم مفيش إرهاب ومفيش إسرائيليين، وفى ستين داهية الباقى كله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة