النجمة الجميلة تمردت بـ"قلب ميت"

غادة عادل لم تعد "العروسة باربى"

الأحد، 21 سبتمبر 2008 08:21 م
غادة عادل لم تعد "العروسة باربى" مسلسل قلب ميت شهادة ميلاد لغادة عادل
بقلم محمد بركة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



لم تستهونى يوماً هذه النجمة الجميلة، لم أنبهر بأدائها فى أى فيلم، ولم يترك أى دور لها علامة ما بداخلى وظلت بالنسبة لى فنانة الأداء الفاتر ونجمة التمثيل المحايد الذى لا يلامس روحاً أو يعانق إحساساً! "إنها مجرد وجه جميل .. والسلام" هكذا كنت أردد بينى وبين نفسى وأقول لا داعٍ لأن أقسو عليها أو أحملها ما لا تحتمل، فأداؤها يشبه أيامنا، وحضورها مثل "غزل البنات" حلوى لذيذة، لكن ما إن تلامس لساننا حتى تذوب على الفور دون أن تمنحنا أى إحساس بالإشباع!

ولا أعرف بالضبط، لماذا كانت غادة عادل بملامحها الطفولية وأنوثتها الخجلى تذكرنى بالعروسة الشهيرة "باربى" ملامح تريح العين وأداء تمثيلى لا ينفذ إلى الأعماق. كان يحلو للكثيرين أن يصفوها بـ"النجمة" التى صنعتها أموال زوجها المخرج والمنتج مجدى الهوارى، تهمة ثقيلة طالما طاردتها على صفحات الجرائد وقرأتها فى العيون!
وأبداً ما كانت تعنينى الاتهامات الجاهزة وقوالب النميمة والشائعات المحلاة بنكهة الهمسات والأسرار! فقط أعنى بالعمل فى صورته النهائية كما ظهر للجمهور.

ومرت سنوات عديدة قبل أن يظهر مسلسل "قلب ميت" ويهدد عرش الكبار من أمثال الفخرانى "شرف فتح الباب" ونور الشريف "الدالى" ويسرا "فى أيد أمينة"! كان المسلسل مفاجأة السباق الرمضانى، وكانت غادة عادل مفاجأة المسلسل! فى البداية أشفقت عليها، بعدما عرفت طبيعة دورها ولم يكن المسلسل قد بدأ بعد، قلت نعم إن "باربى" قد تصلح لأدوار البنت الجميلة التى تتهادى على شاطئ خليج نعمة فى شرم الشيخ، لكن أن تتحول إلى فتاة شعبية تعيش على تقديم الشاى من "نصبة" أمام العمارات قيد الإنشاء "أهو ده اللى مش ممكن أبداً" على رأى العظيم عبد الفتاح القصرى!

والمفاجأة المذهلة أن غادة كان قلبها ميتاً فعلاً، لم تضع ذرة مكياج واحدة على وجهها وظهر شعرها هائشاً بلا توضيب، قارن من فضلك بين ذلك وبين الست فيفى عبده فى "قمر" وداليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده" اختارت ملابس الشخصية بعناية أمسكت بمفاتيحها جيداً، وأدت بمنتهى الإحساس والانفعال! لقد تمردت العروسى باربى، أكدت أن الموهبة مثل الجريمة لا يمكن إخفاؤها طوال الوقت.

وجاء تجسيدها للدور يتسم بالتلقائية والبساطة بلا تشنج فى الأداء أو افتعال فى اللهجة، ومن حسن الحظ أن معظم نجوم العمل كان سفراء فوق العادة لدى مدرسة السهل الممتنع والصدق والتلقائية، خصوصاً شريف منير الذى شكلت معه غادة "ديوتو" هو الأنجح على الإطلاق فى سباق رمضان، وخاضت معه معركة فى الأداء السلس الذى ينفذ للقلب، والغريب أن غادة لم تكسب هذه المعركة كما لم يكسبها شريف وإنما كسبها الجمهور.

ويبدو أن غادة كان تحتاج إلى هذا الدور بشدة، أن تبتعد قليلاً عن السينما وأن تمثل وهى متحررة من نمط فاتر بليد لمنتج جبان أو مخرج انتهازى لا يريد أن يمنحها الفرصة لتغيير جلدها أو تكشف عن طاقتها الحقيقية المختزلة...!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة