"الحفيدة الأمريكية" الرواية الثالثة للكاتبة العراقية المهاجرة إنعام كجه جى، بعد روايتيها "لورنا" و"سواقى القلوب".
تقدم الرواية عالماً من الشك والتساؤل حول عديد من المفاهيم والمسلمات .... الاحتلال، المقاومة، العدو، النضال، هل هناك فرق قيادات قوات الاحتلال من السياسيين البعيدين عن ميادين القتال وبين الجنود صغار السن الذين جاءوا للعراق بحثاً عن راتب أعلى؟ هل جميعهم محتلون؟ وما الفرق بين الذين تم تعذيبهم فى سجون البعث العراقى وسجون أبو غريب؟ هل الفرق فى جرعة التعذيب، أم فى بشاعته؟
تقيم إنعام كجه جى، حبكتها الروائية من خلال شخصيات مركبة، فتاة أمريكية من أصل عراقى هاجرت عائلتها إلى أمريكا فراراً من سجون صدام حسين التى حطمت أسنانه أبيها وأذاقته جرعة من الهوان، وعندما فر إلى أمريكا ترك عائلته ولجأ إلى الخمر لينسى من خلالها صدمته وخوفه، لكن الابنة "زينة" التى شبت وهى تحتفظ بذاكرتها العربية والأشعار التى حفظها إياها أبوها فى سنوات طفولتها العراقية، تعود إلى بلدها العراق مترجمة بين عربية وطنها الأم وإنجليزية جيشها الأمريكى، طلباً لمزيد من المال لعلاج أخيها الذى أدمن المخدرات، وهرباً من رداءة البيت الخشبى الذى تسكنه وعائلتها.
تعود زينة للعراق بتصور طفولتها عن بلدها، وتعود محملة مشطورة نصفين بين جدتها العراقية وأخيها فى الرضاعة الذى وقعت فى غرامه، وبين حياتها الأمريكية الهشة، لا تستطيع الاستمرار فى عراقها الدامى ولا تستطيع البقاء فى أمريكا التى ضاقت بها روحياً.
"الحفيدة الأمريكية" رواية تراجيدية بحساب، وعذبة بحساب، وكوميدية بحساب أيضاً، فضلاً عن كونها رواية تعيد للصدارة السؤال الذى راج فى المد الوجودى فى الستينيات عن الإنسان وقدره ومصيره.