تداعيات استقالة إيهود أولمرت

الأحد، 21 سبتمبر 2008 09:22 م
تداعيات استقالة إيهود أولمرت أولمرت يعلن استقالته فى اجتماع مجلس الوزراء -AFP
كتب حاتم عطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نبأ استقالة إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل من منصبه، الذى أعلنه أولمرت فى مجلس الوزراء اليوم، الأحد، نبأ متوقع بعد فوز وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى فى انتخابات حزب كاديما، وبعد تورط أولمرت فى عدد من قضايا الفساد، مما دفعه إلى تقديمه وعداً فى الأسابيع الماضية بأنه سيستقيل بمجرد إجراء انتخابات كاديما.

استقالة أولمرت.. استقالة مكلفة
ورغم تصريحات أولمرت التى قال فيها إنه يرى قرار استقالته ليس قرارا سهلا وتأكيده أنه سوف يقف بجانب ليفنى خلال هذه العملية حتى تتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة، أكد خبراء سياسيون فى إسرائيل أن استقالة رئيس الوزراء ستأتى بآثار سلبية على الحياة السياسية فى إسرائيل.

الأمر نفسه أكده حاييم رامون نائب أولمرت أمس، السبت، فى اجتماع حزب كاديما الأول بعد فوز ليفنى فى انتخاباته، بقوله إن استقالة أولمرت المبكرة ستؤدى إلى خسائر فادحة فى داخل الحكومة الإسرائيلية، كما رفض رامون مطالب ليفنى لأولمرت بالاستقالة من منصبه لتشكيل حكومة جديدة، لأنه أكد أن انسحاب أولمرت المبكر من الحكومة سيؤدى إلى عدم تشكيل "حكومة ائتلاف" فى الحكومة المقبلة، ولهذا طالبها رامون بعدم مطالبة أولمرت بالإسراع فى الاستقالة، مؤكداً لها أن إسرائيل ستخسر "سياسياً" فى حالة إجبار أولمرت على الاستقالة، وستخسر أيضاً سمعتها ونزاهتها دولياً، مشيراً، ضمنياً، إلى حجم المتاعب الاقتصادية التى يمكن أن تحدث فى إسرائيل بسبب استقالة رئيس وزراء مبكرة نتيجة لتورطه فى قضايا فساد.

ليفنى ومواجهة اليمين الإسرائيلى
ترتب على استقالة أولمرت التراجيدية موافقة قادة اليمين الإسرائيلى اليوم على إجراء انتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة تضارب الحكومة إلى تنوى ليفنى تشكيلها، جاءت هذه الموافقة بعد إعلان استقالة أولمرت بساعات، حيث طالب رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو بإجراء انتخابات مبكرة، وتقابل أيضاً مع الزعيم الروحى لحزب شاس الدينى المتطرف عوفاديا يوسف ليتضامن معه فى بدء انتخابات مبكرة، وأيضاً طالبه بعدم الانضمام لحكومة الائتلاف التى تدعو إليها وسترأسها رئيسة حزب كاديما تسيبى ليفنى.

كما طالب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب ليكود جدعون سار مسئولى كل الأحزاب فى الكنيست بالاتفاق على موعد لإجراء انتخابات عامة، مما سيعوق ليفنى من تشكيل حكومة برئاستها فى الأيام المقبلة، وأعلن رئيس الحزب الوطنى الدينى آورى آرييل أنه خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز سيقترح إجراء انتخابات مبكرة سريعة.

إيهود باراك وزير الدفاع وبنيامين نتانياهو رئيس حزب الليكود، كلاهما كان رئيسا سابقا للحكومة فى اسرائيل، وكلاهما قلق من وصول ليفنى إلى الحكم لأنها يمكن أن تعزز شعبيتها وأن تفسح المجال لحزب كاديما فى ظل رئاستها ليطغى على شعبية حزب الليكود وحزب العمل، فى حال إجراء انتخابات تشريعية أخرى.

سلم إيهود أولمرت استقالته إلى الرئيس بيريز مساء اليوم، ومنذ لحظة تسليم الاستقالة، من المقرر أن يتشاور بيريز فى مهلة أقصاها 7 أيام مع قادة الأحزاب الـ13 الممثلة للكنيست "البرلمان الاسرائيلى"، وسيقوم بيريز بتعيين النائب الذى يعتبره الأفضل موقعا للسعى إلى تشكيل حكومة جديدة، ومن المرجح أن تعانى تسيبى ليفنى لترأس الحكومة المقبلة إذا تمت الانتخابات المبكرة بين الأحزاب الإسرائيلية، لأنها ستواجه اليمين الإسرائيلى الضارى فى هذه الانتخابات، وذلك رغم تمتعها بكل الفرص المؤهلة ليختارها بيريز لتشكيل الحكومة الجديدة، وفى هذه الحالة سيكون أمامها مهلة 42 يوما لتشكيل حكومة وإلا فسيتم تنظيم انتخابات مبكرة خلال 90 يوما.

لكن عملية تبادل السلطة فى إسرائيل بين حكومة أولمرت المستقيلة وبين الحكومة المقبلة ستتأخر، لتوارد أنباء عن سفر الرئيس شيمون بيريز مساء الاثنين إلى أمريكا لإلقاء خطاب بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيعود إلى إسرائيل الأحد المقبل، لهذا لم تنتظر ليفنى موافقة بيريز وبدأت مشاورات غير رسمية لتشكيل حكومة، حيث وافقت على إبقاء ائتلاف الحكومة على شكله الحالى ليضم إلى جانب كاديما، حزب العمل وشاس اليمينى المتطرف وحزب المتقاعدين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة