شهدت أسواق المال العربية بداية هذا الأسبوع، حالة نشطة من التداول عوضت الكثير من خسائرها خلال الأسبوع الماضى، بعد تأثرها الكبير بالانهيارات التى تعرضت لها أسواق المال العالمية، على أثر انهيار أحد البنوك الكبرى فى أمريكا وتأثر معظم المؤسسات المالية الدولية بذلك، وهو ما أثر بالسلب على الأسواق المالية العربية، خصوصا تلك التى تربطها علاقات مالية مع المؤسسات المنهارة.
ومع بداية تحسن الأداء المالى للأسواق العالمية بعد تدخل الحكومات لدعمها والحفاظ عليه، انتعشت الأسواق العربية بدرجة كبيرة أيضا متأثرة بهذا التحسن فى الأداء الدولى، حيث شهدت سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) اليوم ارتفاعا كبيرا على مدار جلسة تميزت مؤشراتها باللون الأخضر، حيث شهدت فيها كل المؤشرات ارتفاعات قياسية كانت فقدتها خلال الأيام الماضية من جراء أسباب محلية تصدرتها اكتتابات فى زيادات رؤوس أموال الشركات، وأخرى خارجية متنوعة ما بين أمنية وفنية.
أغلق مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية فى نهاية تداولات اليوم على ارتفاع قدره 490.6 نقطة، مسجلا بذلك أحد الأرقام القياسية للصعود فى يوم واحد ليستقر عند مستوى 13148.4 نقطة.
بلغت كمية الأسهم المتداولة 382.6 مليون سهم بقيمة بلغت 205 ملايين دينار كويتى، وبلغ عدد الصفقات 10012 صفقة نقدية.
وارتفعت جميع القطاعات الثمانية فى السوق ليسجل قطاع الخدمات أعلى مستوى مرتفعا بمقدار 900.8 نقطة، يليه مؤشر قطاع الاستثمار 723.7 نقطة، ومؤشر قطاع البنوك 639.9 نقطة، ومؤشر قطاع الصناعة 282.1 نقطة.
كما ارتفع قطاع الشركات غير الكويتية 279.7 نقطة، ومؤشر قطاع العقارات 270.1 نقطة، ومؤشر قطاع الأغذية 160.2 نقطة، وقطاع التأمين 6.5 نقطة.
وكان السوق الكويتى تعرض الأسبوع الماضى لخسائر قياسية وانخفضت قيمته السوقية خلال أيام بنحو عشرة مليارات دينار كويتى .
وقال عدد من المتداولين فى سوق الكويت فى لقاءات مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن المتغيرات الرئيسية للسوق شهدت اليوم ارتفاعات أعادت إلى الأذهان تداولات بداية العام، ما يشير إلى إمكانية معاودة القفزات التاريخية، لاسيما بعد انتهاء حجة البعض بأنه مشتت استثماريا بسبب بعض الاكتتابات، الأمر الذى سيزيد من أحجام السيولة التى افتقدتها السوق منذ بداية الربع الأول.
وأرجع البعض ارتفاع السوق اليوم إلى القوة التى أصابت أسواق المال الخليجية بعد هدوء أوضاع الأزمة المالية العالمية، التى استنزفت أسواق المال وألقت بظلالها على الأسواق العربية، كما ارتفع المؤشر العام لسوق مسقط (عمان) للأوراق المالية فى منتصف الأسبوع بمقدار 4.330 نقطة ليقفل على 8.0542 نقطة.
وبلغت قيمة التداول بسوق مسقط للأوراق المالية اليوم 13 مليونا و51 ألفا و431 ريالا عمانيا بينما بلغت قيمة الصفقات 4.084 صفقة.
وبالنسبة لأداء الشركات فى السوق العمانى، فإن أكبر الشركات ارتفاعا بالسوق اليوم هى الشرقية للاستثمار والوطنية للمنظفات والأنوار القابضة وانك القابضة وعمان والإمارات ،وكانت ظفار للتأمين الأكثر انخفاضا بالسوق.
وتم التداول اليوم الأحد بأسهم 51 شركة ارتفعت أسعار 43 شركة وانخفضت أسعار شركة واحدة، واحتفظت بقية الشركات بأسعار إقفالاتها السابقة.
كما سجلت أربعة أسواق خليجية بقيادة سوق دبى ارتفاعات كبيرة عند افتتاح هذه الأسواق مدعومة بانتعاش الأسواق العالمية بنهاية الأسبوع الماضي.
وارتفع سوق دبى بأكثر من 6 % وأبو ظبى بأكثر من 5 % وافتتح سوق الدوحة مرتفعا بأكثر من 7 %، فيما يسجل سوق مسقط ارتفاعا بنحو 5 %.
وكانت الأسواق الأربعة تعرضت لعمليات بيع كثيفة خلال الأسابيع الماضية أدت لتسجيل هذه الأسواق لأدنى مستوياتها خلال عام 2008، كما عانت هذه الأسواق الأربعة بشكل خاص من خروج صناديق استثمارية ومؤسسات مالية أجنبية بشكل متواصل.
وفى دبى تم تسجيل تداولات نشطة زادت قيمتها على 1.3 مليار ريال بعد أقل من ساعة ونصف من افتتاح السوق، بفعل الطلب القوى على أسهم إعمار والتى سجلت ارتفاعا بالنسبة القصوى (+ 15%) قبل أن يتراجع السهم بعد ذلك، وسجلت معظم الأسهم النشطة ارتفاعات تتراوح بين 5 و 10 % مثل أرابتك وأملاك وسوق دبى وتمويل ودبى الإسلامى.
وفى أبو ظبى قادت أسهم البنوك الكبيرة (أبو ظبى الوطنى وأبو ظبى التجارى والخليج الأول) وأسهم العقار (الدار وصروح ورأس الخيمة العقارية) عملية الارتفاع بنسب ارتفاع اقتربت من الحد الأقصى (+ 10 %) لكل من هذه الأسهم.
وفى سوقى الدوحة ومسقط شمل الارتفاع أغلب الأسهم المدرجة فى عملية تصحيح للأعلى للتراجعات الحادة التى شهدتها هذه الأسهم مؤخرا.
ويتوقع المستثمرون أن تحافظ الأسواق الخليجية والعربية على مكاسبها خلال الأيام القادمة، خصوصا بعد التحسن فى أداء أسواق المال العالمية.
انتعاش أسواق المال العربية بعد تحسن البورصات العالمية
الأحد، 21 سبتمبر 2008 04:32 م
حالة نشطة من التداول بالبورصات العربية