فى رمضان يتصرف الصائمون بطريقة مختلفة، بطريقة أقرب إلى الإرهاق والتعب، يقولون عنه إنه شهر الخير والرحمة، ولكن سلوكهم أقرب إلى الكسل .. يتخذونه شهرا للراحة والتراخى والتواكل، نهارا نوما مستمرا وليلا جلسات طويلة أمام التليفزيون، وكأن رمضان فرصة لذلك .. سلوكيات مختلفة يقوم بها المصريون تطرح أمامنا العديد من التساؤلات!!
النوم نهارا
يستمتع المصريون بالنوم نهارا فى رمضان، يتخذونه متكأ وراحة من العناء، وكأن هذا هو الصيام الذى فرضه الله. الموظفون يغيبون عن عملهم فى رمضان، أو يذهبون إلى مكاتبهم، وينامون عليها أو يمسكون المصحف فى أيديهم، وإذا كانت لك مصلحة، فلن يلتفت إليك هذا الموظف، رغم أن هذا هو عمله. فى المنزل ينام الرجل إلى آخر النهار، الطالب الجامعى "يكسل" فى الذهاب للكلية، وكذلك أساتذة الجامعة بعضهم يلغى محاضرات رمضان، وإذا سألت الطالب " لماذا لم يذهب للجامعة" يجيبك "أنا مش عايز أفطر".
التليفزيون ليلاً
الجلوس أمام التليفزيون متعة الجميع فى رمضان، موسم المشاهدة الأعلى، مشاهدة المسلسلات الدرامية والفوازير التى يبلغ عددها هذا العام أكثر من مائة مسلسل، وكأن القائمين على الدراما يعرفون قيمة رمضان ومكانته "كموسم" للراحة لدى المواطنين.
الإفطار على سيجارة
يفطرون على سيجارة، رغم التحذيرات الصحية من ذلك، وكأن السيجارة هى طوق النجاة من الحرمان من الأكل والشرب طوال ثلاث عشرة ساعة .. يعتبرها العديد من الصائمين كنزاً وحياة ونعمة .. وكأنهم يعودون مع صوت المؤذن إلى محبوبتهم وعشيقتهم التى حرموا منها لأكثر من اثنتى عشرة ساعة .. يقول أحدهم "أعيش عصبيا طول النهار، أكون انطوائيا أتعامل مع الآخرين بحدة، وأنتظر موعد الإفطار بفارغ الصبر"، مؤكدا أن نسبة تدخينه فى رمضان تزداد عن غيره.
الطلاق يزداد
فى الشهر الذى من المفترض أن تزداد فيه الطاعات والعبادات، يزداد فيه الطلاق، والأسباب لكلمة لم تعجب الزوج من الزوجة، أو تأخرها فى تجهيز الإفطار أو أن الإفطار لا يعجب الزوج، وغيرها من الأسباب.
الخناقات والمعارك اليومية
معارك يومية فى كل حى وفى كل شارع فى رمضان، بين السائقين فى الموقف، والباعة والناس فى الشوارع، لا فرق بين الأطفال والكبار، المريض والسليم، معارك بعضها يصل بأصحابها إلى عاهات مستديمة، وإلى الوفاة أحيانا، خاصة فى فترة ما قبل المغرب .. شتائم من الأب لأبنائه، وللجيران، شتائم من السائق لآخر، أو لراكب، والعكس بالعكس .. معارك فى الحى، وكلها معارك تافهة كثير منها لا يحدث فى غير رمضان.
الإفطار على كوب شاى
"نصوم.. نصوم.. ونفطر على بصلة؟ ".. كوب شاى هو المذاق المختلف بالنسبة للصائم، إنهم مدمنو الشاى الذين يشرب بعضهم أكثر من 15 كوبا يوميا. تمر وكوب شاى على معدة خاوية هما غذاؤه.
لكن مع كل هذه السلوكيات، صورة مهمة جدا لن تستطيع أن تمحوها من ذاكرتك، وأنت ترى من يمارس هذه السلوكيات، صورة هذا الشاب وقت أذان المغرب وهو يمسك بطبق عليه أكواب من التمر أو قمر الدين أو العرق سوق أو التمر ويوزعه على المارة.. على السيارات .. وكأنه يطلب الثواب، يطلب التكفير عن كل أخطائه المستمرة فى رمضان، رغم صيامه وصلاته وعبادته وقراءته للقرآن، وكأنه يطلب التكفير، عن نومه وإهماله لعمله، سبابه للآخرين، تعامله السىء مع أبنائه، وكأنه اعتذار عن التقصير، ولكن هل يكفى، هل يفهمون الحكمة من فرض الصيام؟
