أبو تريكة : الكرة تسببت فى سب "أمى وأبويا"

محمد أبو تريكة نجم الأهلى ومنتخبنا الوطنى المعروف بدماثة الخلق، انفعل بشدة عقب إحرازه هدف التعادل خلال لقاء القمة الأفريقية، فأقدم على تصرف لم تتعوده الجماهير بكل ألوانها منه، فاعتبروه فعلا يخلو من "طعم" النجم الموهوب والمحبوب.. الأمر الذى اضطره لتقديم اعتذار " شديد اللهجة " لكل المتابعين، واصفا فعلته الانفعالية بأنها ليست جريمة، بعدما تعرض والداه للسباب طوال المباراة وقبلها بـ3 ساعات دون أى ذنب لهما – بحسب تعبيره.
أبوتريكة الذى يلقبه البعض "بالقديس" تحدث مع اليوم السابع عن القمة.. وعن سلوكه المفاجئ الذى حوله البعض لصدمة لكثير من الجماهير، رغم أن "القديس " لا يراه كذلك تقريباً.

محمد أبو تريكة.. لماذا اعتذرت لجماهير الزمالك رغم ما تبديه من عدم قناعة بفظاعة الخطأ؟
لأننى شعرت أنى ارتكبت خطأ فى حقهم ومن قبلهم فى حق نفسى عندما تعمدت الإشارة إليهم بالسكوت والتزام الصمت، ولذا كان لابد من الاعتذار، وذلك عن قناعة بداخلى لأننى لم اعتد ارتكاب مثل هذه الأفعال البعيدة عن الكرة، وأطلب من الجماهير أن تسامحنى على هذا التصرف، رغم أننى أرى نجوما كبارا فى العالم يفعلونها باعتبارها "إفيه" أو من توابع إحراز الأهداف العظمى التى تنتظرها الجماهير فى المباريات الهامة "الدربيات".

هل الاعتذار كاف؟
يكفى أنه نابع عن قناعة بداخلى ولم يفرضه على أحد، بالإضافة إلى أننى لم أرتكب جريمة حتى تتم مطالبتى بأكثر من ذلك، ومن الظلم أن تتم محاسبتى أصلاً بطريقة استعمال بنود الجزاءات الكروية.

لكن جماهير الزمالك طالبت بإيقافك؟
مع احترامى لجماهير الزمالك ليس من حقها المطالبة بإيقافى إضافة إلى أننى لم ارتكب جريمة رفع الحذاء أو توجيه سباب أو ألفاظ تخدش الحياء أو الإشارة لهم بإشارات بذيئة أو حتى ضرب زميل فى فريقى، مفهوم طبعا، كل ما فعلته أننى طلبت منهم التزام الصمت، وكما قلت إنها حركة معتادة فى كل ملاعب العالم ما دامت داخل نطاق الأدب، ورغم هذا كان بداخلى إحساس بوجوب ترضية الجماهير البيضاء.

لماذا أقدمت على هذا التصرف؟
كل من فى الملعب شاهد ما حدث معى منذ نزولى مع زملائى للإحماء، وتعرضى للسباب والشتائم بأبشع الألفاظ لوالدى ووالدتى اللذين ليس لهما ذنب، خاصة أننى لم ارتكب أى جريمة فى حق الجماهير ولم يكن هناك موقف بينى وبين أى من لاعبى الزمالك أو صدام معهم، فلم أجد مبررا لما حدث معى.

لكن جماهير الأهلى قامت بتوجيه نفس الهتافات تقريباً ضد جمال حمزة ولم يصدر منه نفس التصرف؟
من قال إننى أوافق جماهير الأهلى على هذا التصرف فى حق زميل وكان لابد أن تشجع فريقها بمثالية بعيداً عن توجيه أى هتافات عدائيه للاعبى الفريق المنافس، وأنا أوجه رسالة إلى جماهير الكرة المصرية بصفة عامة أن يعودوا للتشجيع المثالى بعيداً عن التعصب وتوجيه أى هتافات عدائيه ضد الفرق الأخرى.

فى كل الأحوال هذا التصرف غير معتاد منك؟
أنا بشر ولست ملاكا وتعرضت لضغوط عصبية مختلفة قبل اللقاء وأى إنسان له طاقة، وقد يعبر عن عدم رضاه من موقف بطريقة أو بأخرى، والحمد لله أننى لم أقم بأى فعل خارج مثلما فعل البعض وسيطرت على نفسى بدرجة جيدة وطاقة تحملى كبيرة تجاه أية ضغوط، لكن هذه الطاقة نفذت أمام "شتائم "جمهور الزمالك لأمى وأبويا.

ماذا تقصد بالضغوط التى تعرضت لها؟
أولا توجيه سباب وشتائم لوالدى ووالدتى دون أن يكون لهم يد فى هذا الموضوع التنافسى الدائم بين الأهلى والزمالك، وهو ما جعلنى أشعر بالذنب لأن لعبى للكرة تسبب فى توجيه الشتائم لهما بالإضافة إلى قرارات الحكم التى كانت معظمها أخطاء ضدنا، وأيضا ما تردد قبل اللقاء عن تفويت المباراة لصالح الزمالك.

الحكم سيىء
هل كان الحكم سيئاً لهذه الدرجة ؟
بكل أمانة الحكم "السيشلى" لم يكن على مستوى اللقاء، وكان أقل بكثير من أن يكون حكما للقاء القمة والديربى رقم "8" على مستوى العالم، وارتكب أخطاء كثيرة كان لها دور كبير فى خروج المباراة بهذا المستوى وبهذه النتيجة سامحه الله.

هل تغاضى الحكم عن ركلة جزاء لمصلحتك لدرجة احتجاجك عليه بصورة غير معتادة منك؟
بالفعل كانت ركلة الجزاء صحيحة و100% واسالوا محمد أبو العلا الذى عرقلنى وجذبنى من الفانلة حتى يعيقنى عن تسجيل الهدف الثانى.. وأنا متأكد أنه اعترف بذلك.

هل يعنى كلامك أن الحكم تعاطف مع الزمالك؟
كل ما يمكن أن أقوله إن الحكم "أدى ماييه" لم يحتسب لمصلحتنا أخطاء كثيرة استفاد منها الزمالك، سواء كان عدم احتساب ركلة جزاء أو التغاضى عن توجيه كروت صفراء وحمراء للاعبى الزمالك، لكن لا أملك أن أقول إن هذه الأخطاء جاءت عن عمد ولكن المباراة انتهت ونحن ننظر للأمام.

هل أنت راض عن مستواك فى هذه المباراة؟
أعترف أننى لم أقدم المستوى المطلوب منى فى هذه المباراة، ولكن هناك ظروف معينة جعلتنى خارج اللقاء، سواء الضغوط التى سبقت اللقاء أو سباب وشتائم الجماهير بدون وجه حق قبل المباراة، بالإضافة إلى قرارات الحكم كما قلت، والتى تستفز أى لاعب وتخرجه من المباراة .

لكن لم نعتد هبوط مستواك بسبب هتافات الجماهير ضدك؟
صدقونى تعرضت لضغوط وعوامل أخرى أحاطت بى وبأغلب زملائى فى الفريق جعلت اللقاء يخرج بهذا المستوى غير اللائق بالفريقين، حتى أن لاعبى الأهلى لم يكونوا فى مستواهم المعهود، خاصة أن بعض وسائل الإعلام خرجت قبل اللقاء تؤكد فوز الأهلى بعدد وافر من الأهداف، مما جعل هناك حمية زائدة لدى لاعبى الزمالك الذين استأسدوا أمام الأهلى.. بالإضافة لمسحة ثقة زائدة فى فريقنا.

لا تعاطف
هل هذا يؤكد ما تردد عن تعاطف لاعبى الأهلى مع الزمالك؟
مستحيل أن يحدث لأن الأهلى أكبر من ذلك، بالإضافة إلى أن هذا الكلام فيه ظلم كبير للزمالك لأنه منافس قوى وند للأهلى وبذل جهدا كبيرا فى المباراة ولم يقصر.. وما ذكرته وسائل الإعلام جعل زملاءنا فى الزمالك يستأسدون، فلم يكن لديهم أى خيار، وبمعنى آخر لعب الزمالك بخطة أكون أو لا أكون .

هل الأهلى حقق هدفه من المباراة؟
من الجانب المنطقى الأهلى حصل على نقطة جعلته يضمن صدارة المجموعة دون منافس، ولكن الأهلى له هدف فى كل مباراة وهو تحقيق الفوز، لأننا نضع شعار الفوز أمامنا، وهو ما لم يتحقق فى لقاء الزمالك .

هل هذا هو سر غضب جوزيه؟
حتى أكون واقعيا مستر جوزيه من حقه أن يغضب، لأن أداءنا فى الملعب لم يكن بالشكل المطلوب أو المخطط له قبل المباراة، خاصة أنه تحدث عن هذا الموقف بين شوطى المباراة، مؤكدا أنه لابد من السيطرة على اللقاء، ولكن الهدف المبكر لأجوجو فى الشوط الثانى أربك الحسابات.

هل تحدث معكم جوزيه حول هذا المستوى الذى لم يرضه عقب المباراة؟
بالتأكيد شرح الأخطاء التى وقعنا فيها وكيفية تلاشيها، لاسيما وهو يعرف مستوى لاعبى الأهلى الذين لعبوا مباراة قبلها بأسبوع أمام ديناموز هرارى بكل قوة وإجادة.

لم نستغل التقدم

هل ترى أن الأهلى أضاع فوزاً كان فى متناول يديه؟
أولاً الحمد لله على هذه النتيجة ولكن بالفعل المباراة كانت فى متناول يدى لاعبى الأهلى، ولكن لا ننسى أننا نلعب أمام فريق كبير ومنافس قوى ولديه الحافز الأقوى، خاصة أنها الفرصة الأخيرة التى تحدد مصيره فى البطولة.

لكن الأهلى تفوق مبكرا بهدف فلافيو؟
نعم أعترف أنه كان من المفترض أننا نستغل الهدف المبكر وإحراز المزيد من الأهداف، ولكن قرارات الحكم وتراجع مستوى لاعبى الأهلى حال دون تحقيق الفوز.

وماذا عما تردد عن عقوبات ضد اللاعبين؟
أعتقد أننا لم نرتكب جريمة أو نتعرض للهزيمة حتى توقع علينا عقوبات، وهناك نظام فى الأهلى مستمر ودائم ولا توجد قرارات عشوائية، خاصة أن الفريق يتصدر المجموعة.

ماذا عن الهدف الذى أحرزته فى مرمى عبد الواحد السيد؟
الحمد لله كان هناك توفيق كبير فى أننى وقفت فى المكان المناسب قبل تمريرة فلافيو، وبمجرد استلام الكرة نظرت إلى مكان عبد الواحد السيد ولعبت الكرة بذكاء فى الزاوية البعيدة، مما جعل حارس الزمالك ينظر لها فقط دون أن يستطيع إيقافها.