إن من كسب كل هذه المليارات لا يمكنه أن يكون تافها إلى حد تغييب إنسان بالقتل. إن شخصا بحجم هشام طلعت مصطفى، لا يمكنه الهبوط إلى درج الدعارة والقتل، لأنه ببساطة كان بإمكانه إسكات صوت سوزان تميم مدى الحياة بعشرة ملايين دولار، وقصر وخدم وحشم، وما إلى ذلك لإسكاتها، كما كان يمكنه تغييبها بطرق رخيصة أخرى، يعرفها رجال السياسة والأعمال، ممن لا تعرف الرحمة قلوبهم. هكذا قالت سيدة أعمال سعودية، حين سمعت بالخبر للمرة الأولى، قبل نحو أسبوعين.
أضافت امرأة أخرى فى مجمل دفاعها عن هشام، إنه سليل الحسب والنسب والمال والأعمال، وهؤلاء يتلقون تربية صعبة للغاية، تجنبهم النزول لدرك أبناء الناس العاديين، وراهنت على أن هشام يتعرض لمخطط إجرامى لتصفيته، وإنهاء أسطورته المالية فى مصر، على أيدى لوبى مالى آخر، لا يعترف بالرحمة.
كنت أتمنى أن يصدق حديث السيدة السعودية، التى أقسمت أنه زاملها فى رحلة طويلة إلى باريس على متن طائرة الخطوط الفرنسية من القاهرة، وصلى خلال الرحلة مرتين، ولم يكن فى كابينة الدرجة الأولى سواهما، ما كان يعنى أنه لم ينافق أحدا، ولم يكن يعنيه أن يطمئن راكبة واحدة فى الطائرة على الملاءة المالية لإمبراطورية اقتصادية، ساحت فى دول العالم من خلال طرح أسهمها فى البورصة.
ما هذا الجبروت الذى يبنيه هؤلاء بأموالهم، حتى يغلفوا وجوههم وأرواحهم برداء البراءة، بينما الدماء تسيل من بين أنيابهم المكسوة أيضا بالذهب والفولاذ؟
إن حديثا من باب التنظير والتحليل قبل ظهور نتائج التحقيق، كان سيحسب من باب إطلاق التهم الجزافية، لكن اليوم لم يعد باستطاعة هشام أن يلعق أحاديثه التلفزيونية وأسطوانات الثقة التى شرخها القضاء المصرى النزيه اليوم.
أعرف أن هشام الآن يعيد قراءة تاريخه من داخل حبسه، ولعله يسأل نفسه حاليا: ماذا لو تنازلت عن مليار دولار لسوزان، وبقى تاج العز والشهرة والحصانة، كى أظل منافسا لأحمد عز مدى الحياة، وحتى أظل منظرا بثقة تامة أمام كاميرات التلفزيون فى باب الحفاظ على اقتصاد مصر، والثروة الوطنية.
رحماك ربى، فالمهندس طلعت مصطفى، أحد الذين شاركوا فى بناء تاريخ مصر المعمارى الحديث، لم يكن ـ يرحمه الله ـ يظن أبدا أن طاووسه الأكبر هشام، زير نساء، لأنه ـ أى هشام ـ لم يكن فى حاجة إلى ارتكاب المعاصى، كونه كان يقدر على تغيير أربع نساء يوميا، على طريقة غريمه ومنافسه وشريكه وحبيبه الوليد بن طلال، الذى عرف عنه أنه لا يقرب الزنا أبدا، مادام يستطيع تجديد زيجاته كل ساعة، ويملك من السماسرة والخاطبين والخاطبات ما يعينه على ذلك.
إن من يسعده الحظ بإلقاء نظرة على الجناح الخاص المعد للوليد بن طلال فى منتجع "فور سيزون" شرم الشيخ، المملوك للطاووسين (المصرى والخليجى)، والشاطئ الخاص الذى لا يسمح بارتياده حتى بالخطأ لنزلاء المنتجع، يعرف حتى قبل ثبوت تهمة القتل على هشام، أن تيجان القياصرة ضعيفة أمام الإغواء النسائى، حين يكون القيصر أو الطاووس مهزوزا من الداخل، وحين يكون دمه قد تشبع من أجواء الفساد.
اللهم لا شماتة، حيث لا تنفع فى هذه اللحظة، لكن السؤال الذى يزلزنى من الداخل، ويطرح نفسه بقوة على كل من سمع الخبر:
لماذا عاد هشام طلعت مصطفى من خارج مصر، على الرغم من ضلوعه فى مقتل المطربة التى لم تكن تساوى فصلا واحدا من التاريخ العائلى لهذا الهشام؟
أظن أن الإجابة ستكون واحدة على لسان كل من يقرأ هذا السؤال أو يسمعه، وهى أن هشام تم التغرير به بالعودة من طرف خسيس، وهمه بأن الأمر سيكون أقل بكثير من قضية ممدوح إسماعيل، وغيرها من القضايا التى تراكم عليها غبار الفساد، وما إن وقع فى الفخ، حتى انفض من حوله المولد الذى وهمه بأنه سيخرج من الموضوع مثلما تخرج شعرة سوزان تميم من عجينته الساذجة.
يا الله: ستنهار اللافتات العملاقة من على طريق مصر – الإسكندرية الصحراوى للمدينة العالمية التى بنيت على أرض مصرية. ستتحول المدن العملاقة إلى مراتع للخفافيش، حتى لو كان "السيستم" بديلا للشوارب وسواعد الرجال التى تطوق الفساد، ليسقط منها الوطن فى طرفة عين.
يا الله: سوزان تميم امرأة بـ "شلن" قوضت كيان اقتصادى حجمه بطول الأرض وعرضها، الذى انتهك فى لحظة لا يساويها أى مأتم وطنى.
m.batghoty@youm7.com
موضوعات متعلقة:
◄الـ"دى.إن.أيه": دماء سوزان تميم على ملابس السكرى
◄سؤال كبير عن هشام طلعت مصطفى!!
◄السلطة والمال.. من يسيطر على الآخر؟!
◄مصر 2008.. علاج الشورى برماد هشام طلعت
◄سعيد شعيب يكتب: فطام هشام طلعت مصطفى
◄سوزان تميم .. من صفحات الفن إلى الحوادث
◄حتى البسطاء تأثروا بقضية طلعت مصطفى
◄مصائب طلعت .. عند بيبو مصائب
◄قانونيون: طلعت مصطفى ينتظر الإعدام أو المؤبد
◄كيف تحول ضابط أمن دولة إلى قاتل متوحش ؟
◄طلعت مصطفى..دراما الواقع أقوى من واقع الدراماذ
◄سوزان تميم من صفحات الفن إلى الحوادث
◄قصص عراقية فى حياة سوزان تميم ووفاتها
◄قرار النائب العام يتسبب فى مأزق لعمرو أديب
◄طارق يخلف هشام فى مجموعة طلعت مصطفى
◄مؤشر البورصة يهبط 2.3% عند الإغلاق
◄هشام مصطفى .. قلق فى الشورى والإخوان حذرون
◄النائب العام يقرر حبس هشام طلعت مصطفى
◄هشام طلعت: وضع شركتنا المالى فوق الشبهات
◄طلعت مصطفى يطالب بقانون لتجريم الشائعات
◄هشام طلعت مصطفى لم يهرب ويعود إلى مصر الأحد
◄برلمانى يطالب بتطبيق "الحرابة" على السكرى
موضوعات متعلقة:
◄الـ"دى.إن.أيه": دماء سوزان تميم على ملابس السكرى
◄سؤال كبير عن هشام طلعت مصطفى!!
◄السلطة والمال.. من يسيطر على الآخر؟!
◄مصر 2008.. علاج الشورى برماد هشام طلعت
◄سعيد شعيب يكتب: فطام هشام طلعت مصطفى
◄سوزان تميم .. من صفحات الفن إلى الحوادث
◄حتى البسطاء تأثروا بقضية طلعت مصطفى
◄مصائب طلعت .. عند بيبو مصائب
◄قانونيون: طلعت مصطفى ينتظر الإعدام أو المؤبد
◄كيف تحول ضابط أمن دولة إلى قاتل متوحش ؟
◄طلعت مصطفى..دراما الواقع أقوى من واقع الدراماذ
◄قصص عراقية فى حياة سوزان تميم ووفاتها
◄قرار النائب العام يتسبب فى مأزق لعمرو أديب
◄طارق يخلف هشام فى مجموعة طلعت مصطفى
◄مؤشر البورصة يهبط 2.3% عند الإغلاق
◄هشام مصطفى .. قلق فى الشورى والإخوان حذرون
◄هشام طلعت وسوزان تميم
◄النائب العام يقرر حبس هشام طلعت مصطفى
◄هشام طلعت: وضع شركتنا المالى فوق الشبهات
◄طلعت مصطفى يطالب بقانون لتجريم الشائعات
◄هشام طلعت مصطفى لم يهرب ويعود إلى مصر الأحد
◄5 سيناريوهات ناجحة لقتل سوزان تميم والفاعل مجهول!!
◄"السكرى" أكبر دليل على خيبة جهاز أمن الدولة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة