مينا ملاك عازر

يا خسارة الفلوس

الجمعة، 19 سبتمبر 2008 11:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبرز ما يطالعنا أثناء مشاهدتنا للتلفزيون فى رمضان غير البرامج السخيفة والدراما الكئيبة والمستخفة بعقولنا الإعلانات، والإعلانات فى رمضان قديماً كانت تركزعلى المأكولات السمن والسكر والشاى ومنتجات الحلوى، ولكن رمضان هذا العام حظى بإعلانات كارثية تبعث على الغم والنكد ولكم بعض الأمثلة المثيرة.

إعلانات الشبكة الأولى للمحمول فى مصر عن تجديد شبكتها كم هو إعلان مؤلم إذ يظهر لنا أن فخر العرب ومصر صار فى الشبكة الجديدة التى هى "فشر" شبكة الحضرى، وهنا نسأل إن كان علينا أن نفتخر بالشبكة الجديدة فمصنعها ماذا يفعل، نحن فقط نستخدمها أما من أعدها ممكن يطق من الغرور وبعدين يُظهِر لنا الإعلان سفه الشارع المصرى حينما يسأل على الشبكة القديمة ما أهمية مصير الشبكة القديمة لنا، هل من منطلق العشرة مثلاً ولا لأننا فاضيين وفضوليين وعايزين نملأ وقت فراغنا!!.

أما إعلان الشبكة التانية فى مصر والأولى على العالم كم يظهرنا بخلاء وما عندناش دم، الأم يتصل بها ابنها ليخبرها بأنه فى القسم لا ما تتصلشى اتكلم بالليل وفّر كام صاغ! ولا الأب اللى بيتصلوا بيه أفراد العصابة خلوا بالكم هما اللى بيتصلوا يبلغوه بخطف ابنه، فالراجل شهم بقى وخايف عليهم فيطلب منهم أن يقفلوا ويتصلوا بالليل! يا نهار أبيض كم نحن بلهاء إن كانت هى الحقيقة هكذا!.

ولا الشبكة التالتة التى تعبر عن الحب المتبادل بين الرجل وحماته والاحترام لها، فالإعلان يرسى قيما نبيلة نعم كيف يكذب الرجل وينفى وجوده فى المنزل لئلا تأتى حماته وعدم ترحيبه بها، ما هذا الخلق الرفيع الذى نظهر به نحن المصريين أو يظهرونا به!.

دعكم من إعلانات الشبكات الثلاث، ولننتقل لإعلان مش عارف مين اللى عمله هدفه الأساسى مع تنوع طرقه ترشيد الإنفاق، سواء فى الماء أو الأكل مدعياً أن ذلك سيحسن المعيشة ملقياً تهمة غلاء الأسعار على الفشخرة التى بيتفشخرها المصريون، هما المصريون اللى بجد حيلتهم يتفشخروا يا عم الحاج دول قاعدين على موائد الرحمن بيتفرجوا على حاجات عمرهم ما سمعوا عنها حتى، الإعلان ده به قدر من الاستفزاز غير عادى لطبقة عريضة من الشعب المصرى لا ترى هذه الأصناف التى يذكرها المعلن متجاورة أبداً فى مائدة واحدة، وأظنهم لن يروها للأسف ما دامت الحكومة تنصحهم بغلق الصنبور والكف عن الفشخرة وتنسى هى صنبور الفلوس اللى فتحاه على نفسها بدل نزول وبدل طلوع وبدل ركوب وبدل نوم وبدل قزقزة لب وبدل ما تزهأوا ننتقل لإعلان آخر.

هذا الإعلان الذى سأحدثكم عنه أراه عم الإعلانات كلها، وهو إعلان يدافع عن الضريبة العقارية ويوضح أن تسعين فى المائة من المصريين لا يملكوا عقارات تزيد قيمتها على نصف مليون جنيه بصراحة مش عارف بأى وش بيقولوا كده علناً بالذمة مش مكسوفين!.

وبعدين الإعلان بيوضح إن اللى بيملك عقار فوق النصف مليون هو اللى سيدفع، وأخذ يضرب أمثلة بالقيمة التى سيدفعها أصحاب العقارات والمواطن سعيد لأنه لن يتأثر وكأنه أبله لا يفهم الحقيقة التى كلنا ندركها، حتى المعلن نفسه أن من سيدفعون الضريبة العقارية هؤلاء الذين لا يتعدوا العشرة فى المائة سيدفعونها من جيوبنا حين يرفعوا أسعار ما يبيعوه لنا أو يخفضوا مرتبات عمالهم، يعنى هما لما منعوا أصحاب المدارس والجامعات من رفع تعريفة التعليم الخاص كان حد امتثل رغم تهديدات الوزير لا طبعاً، أكيد من سيتضرر من الضريبة العقارية سيأخذها بطريقة أو بأخرى صحيح خسارة الفلوس المدفوعة فى الإعلانات اللى حرقت أعصابنا واستخفت بعقولنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة