شن أمين لجنة السياسات جمال مبارك هجوما عنيفا على المعلمين أثناء كلمته التى ألقاها بمحافظة الفيوم أمس الخميس، فى حضور وزير التربية والتعليم، حيث قال إن منتقدى كادر المدرسين والادعاء بأنهم – أى المدرسين – يتعرضون لإهانات بالغة عندما يضطرون إلى خوض امتحانات مثلهم مثل التلاميذ، وقال: "هؤلاء لا يعجبهم شيئا، ويكتفون بتوجيه الاتهامات ليس أكثر، فهم أنفسهم من طالبوا بتطبيق اللامركزية، وأعرف أنه بمجرد الإعلان عنها، سيقولون إن الوقت غير مناسب، وإننا لا نملك أدوات التطبيق".
وواصل جمال مبارك هجومه عليهم بقوله: " الكادر ليس مجرد زيادة فى رواتب المدرسين دون أن يقدموا شيئا فى المقابل، فالهدف من الكادر هو الارتقاء بمستواهم المهنى من خلال الدورات التدريبية والاختبارات المتتالية، وإلا فكيف لهؤلاء المنتقدين أن يتركوا أبناءهم فى أيدى المدرسين، وهم لا يضمنون أنهم على المستوى المطلوب".
كما فاجأ أمين لجنة السياسات الحضور عندما أعلن عن بدء تطبيق نظام لامركزية التعليم فى محافظتى الفيوم والإسماعيلية ومدينة الأقصر، من العام الدراسى الجديد، والذى لم يتبق على انطلاقه سوى 24 ساعة فقط.
القرار أصاب مسئولى التعليم بحالة من الدهشة والاستغراب، مستنكرين عدم إبلاغهم بالقرار قبل وقت كاف. ولم تفلح محاولات الوزير خلال كلمته المضطربة باللقاء فى إقناع الحضور بأهمية تنفيذ هذا البرنامج، فسرت بعض "الهمهمات" الناقمة على ذلك الإعلان المفاجأة، بينما نظر أحدهم إلى ساعته محاولا حساب عدد الساعات المتبقية على بدء العام الدراسى الجديد، مما انعكس على الوزير فبدا تائها إلى حد ما، ومكررًا للعديد من جمله وأفكاره.
وكان الدكتور حسام بدراوى هو نجم اللقاء، وفرض شخصيته وحضوره تماما، خاصة على وزير التربية والتعليم، فهو من أدار الحوار بحرفية عالية، ووضع الدكتور يسرى الجمل فى موضع الاختبار أكثر من مرة، عندما واجهه بالعديد من الأسئلة الصعبة وكيف سيواجه المشكلات والتحديات الجديدة عن تطبيق الكادر .
ووضح من "الرؤية" التى قدمها بدراوى أن لجنة التعليم بأمانة السياسات فى الحزب الوطنى هى من تضع الخطط والاستراتيجية العامة، بينما دور وزارة التربية والتعليم لا يتجاوز دور"المنفذ" الذى يرجع باستمرار إلى "الموجه" فى معظم الأمور، وربما يكون ذلك مؤشرا قويا عن قرب تحقق هدف بدراوى فى أن يكون وزير التعليم المقبل .
