كشفت وحدة "مكتوب" للأبحاث، عن النتائج المبهرة التى أظهرها البحث الإلكترونى الذى قامت به الوحدة مؤخراً، حول تمسك المسلمين فى الوطن العربى بممارسات وعادات وتقاليد شهر رمضان المعظم.
حيث أظهرت أن أغلبية ساحقة من الذين شملهم الاستطلاع وتصل نسبتها إلى 96% تتمسك بصيام رمضان، وأن 89% يعتبرون رمضان مناسبة مهمة لضبط النفس والانضباط، فى حين أن 71% يعتقدون بأن هذا الشهر الفضيل يتيح لهم الفرصة للشعور بالألفة والتضامن وإبداء مشاعر الأخوة التى تجمع بين المسلمين. لكن اللافت فى نتائج الاستطلاع، أن 67% من المستطلعين اعتبروا أن عروض ولائم الإفطار والسحور التى تقدمها المطاعم والفنادق صارت تجارية بعض الشئ.
أجريت الدراسة خلال شهر أغسطس الماضى، أى قبل بداية الشهر الفضيل مباشرة، وشملت آراء 6128 مسلماً بالغاً من مختلف أرجاء العالم العربى. تعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قالت تامارا ديبريز مديرة "مكتوب" للأبحاث، "ألقت الدراسة الضوء على ما يعنيه رمضان اليوم بالنسبة للمسلمين، ولاحظت كيفية اتباعهم للعادات والتقاليد والممارسات المشتركة الخاصة بهذا الشهر الفضيل. لقد أظهرت نتائج الاستطلاع أنه على الرغم من حظوة الحياة الحديثة والمدنية والتغييرات الملحوظة على أساليب الحياة، فإن العالم العربى لا يزال يتمسك بالروحانية التى تصاحب هذا الشهر الكريم ويتمسك بإيمانه العميق بكل الأمور التى تتعلق بديانته وعقيدته وبشكل أكبر للغاية فى رمضان.
وتوصلت هذه الدراسة التى قامت بها وحدة مكتوب للأبحاث إلى الكشف عن عدة معطيات مثيرة من أبرزها، أن 62% من المستطلعين رأوا أنه لابد على غير المسلمين الذين يعيشون فى البلدان العربية أن يكفوا عن تناول الطعام والشراب فى العلن خلال النهار احتراماً لمشاعر المسلمين وتبجيلاً للشهر الفضيل، وأن 52% طالبوا بضروة إغلاق المطاعم وما شابهها أمام غير المسلمين أيضاً أثناء فترة الصيام للأسباب ذاتها.
وقال 74% من الذين شملتهم الدراسة إنهم يقرأون القرآن الكريم بأكمله خلال شهر رمضان، بينما أكد 43% منهم على أنهم يشاهدون التلفزيون خلال هذا الشهر الفضيل بدرجة أقل على الرغم من انتشار المسلسلات الرمضانية خلاله.
وحول الجدل الدائر حول المنهجية المستخدمة فى تحديد بدء الشهر الكريم، أعرب 62% من المستطلعين عن اقتناعهم التام بضرورة الأخذ بالمنهجية التقليدية والشرعية من خلال رؤية هلال القمر بالعين المجردة، فى الوقت الذى حظيت فيه منهجية الاعتماد على التقنيات البديلة المستخدمة من جانب علماء حركة الكواكب والحسابات الفلكية بموافقة نسبة لا بأس بها.
ومن اللافت للنظر فى نتائج هذا الاستطلاع أيضاً، أن 79% أكدوا حرصهم على توفر معلومات المحتوى الإسلامى على هواتفهم النقالة خلال شهر رمضان، مثل الأحاديث الشريفة ومواقيت الصلاة ومعانى القرآن الكريم وتفسيراته حيث تأتى فى المقام الأول لخيارات المحتويات المفضلة لديهم.
وأعربت غالبية المستطلعين عن كونها تفضل الاحتفال بالإفطار مع عائلاتها فى المنازل، لكن هناك أيضاً جزء لايستهان به يفضل كسر صيامه مع الأصدقاء أو من خلال حضور الاحتفالات الدينية.
ومن بين النتائج الأخرى، أظهر الاستطلاع أن 83% من المستطلعين يخططون لإعداد لفتة خاصة نحو العائلة أو الأصدقاء خلال شهر رمضان المعظم أو مع قدوم عيد الفطر المبارك، وأكد غالبية هؤلاء أن هذه اللفتة الخاصة غالباً ما تتمثل فى منح "العيدية" وهى عبارة عن مبلغ من المال، إلى أحبائهم.
والمثير أن كل المستطلعين من المغرب وعددهم 760 شخصاً، أكدوا نيتهم لصيام الشهر الفضيل هذا العام أى بنسبة 100%، فى حين كانت النسبة 99% فى سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، و85% فى الإمارت العربية المتحدة.