جمال الشناوى

قذاف الدم

الجمعة، 19 سبتمبر 2008 03:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الرجل لا أعرفه، لكنه لفت نظرى منذ سنوات طويلة بشكله الجاذب للانتباه وحركته المستمرة بين المدن المصرية والليبية، وكثيرا ما تصورت أنها جزء من الحلم الليبى القديم المتجدد بإزالة الحدود مع مصر، فوجهة النظر الليبية ترى أن الشعب واحد، نصفه يعيش فى الشطر المصرى، والباقى يعيش فى ليبيا. وهى رؤية واقعية ..والدليل على ذلك ذلك المشهد المثير لقائد الثورة الليبية وهو يهدم بوابات الحدود بين مصر وليبيا.

الرجل البارز الذى يجذب انتباهى بشدة هذه الأيام هو أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية .. والذى تفرغ تماما فى السنوات الأخيرة لوظيفة ليس لها نظير فى العلاقات الدولية ولم تكن موجودة فى سنوات الود الشديد فى عهد الرئيس عبد الناصر.

فى الفترة الأخيرة ..عاد أحمد قذاف الدم إلى النشاط الواسع بين مصر وليبيا، وأمسك بيده بعض الملفات الهامة عربيا وأفريقياً ..قذاف الدم الذى تحول إلى الاتصالات العميقة فى الملف الأفريقى.. قذاف الدم الذى تفرغ تماما لترسيخ المد العربى فى منطقة جنوب الصحراء ..لكن مالفت انتباهى وجعلنى أتوقف كثيرا أمام شخصية أحمد قذاف الدم هو معالجته لبعض المشاكل التى تعرض لها المصريون فى ليبيا ..الرجل تطوع لإنقاذ عدد من الشباب الذى يواجه عقوبة الإعدام .. قذاف الدم تقدم خطوة للإمام، وقرر أن يبدأ مفاوضات مع أسر المجنى عليهم، واستغل ثقله فى الجماهيرية لإقناع أصحاب الحق الليبيين بقبول الدية ..والرجل كان يستطيع ألا يتحرك .. ولن يستطيع أحد لومه فالأحكام قضائية ..والمتهمون اعترفوا بالجريمة ..

مالفت نظرى ليس فقط المبالغ المالية التى دفعها لإنقاذ حياة بعض الشباب المصرى ..ولكن فجأة قفزت إلى مخيلتى وأنا أتابع ما يحدث صورة الكفيل فى الخليج العربى ..فهناك الكفيل هو صاحب عمل ..يتحول بفعل قوانين غير عادلة وأعراف بالية إلى سياسة تفرقة عنصرية ..الكفيل الخليجى يتعامل مع الشباب المصرى بأسلوب الرقيق ..فمنذ وصل العامل المصرى سواء كان طبيبا أو مهندسا، عليه أن يسلم جواز سفره إلى الكفيل، ولا يرد إليه إلا برضا الكفيل، ويواجه الشاب المصرى التفرقة العلنية فى التعاملات، فهو لا يستطيع امتلاك مشروع إلا تحت ستار الكفيل الذى يتحول بمرور الوقت إلى عاطل بالكفالة مثل العاطل بالوراثة ..وينتظر أرباح الشاب المصرى ..حتى يأتى الصيف فيهرع الخليجى إلى أوروبا حيث اللهو والمتعة ..ويرضى المصرى بالفتات ..والسبب أنه ليس من مواطنى الدولة الخليجية ..

لا أعرف أحمد قذاف الدم ..ولم أدخل إلى الأراضى الليبية إلا مرتين، آخرهما كان بمناسبة حفل افتتاح النهر الصناعى ..ويومها طلب منى أساتذتى فى أخبار اليوم أن أعد تحقيقا عن أوضاع العمالة المصرية هناك ..بسب احداث شهدتها مدينه سرت ..المهم أننى لست من المقربين من الرجل ولا أعرف أحدا من أصدقائه ولا أكتب طلبا لتقرب لن يحدث .. فقط لفت انتباهى تلك المقارنة بين أوضاع الشباب المصرى فى ليبيا والخليج ..رغم بعض التحسن لأحوال أبنائنا فى دولة الإمارات التى انفتحت على العالم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .. أحمد قذاف الدم الذى التقى الرئيس مبارك قبل أيام ..لإعادة الحماس للاتفاقات بين الشعبين الشقيقين ..ومناقشة الملف السودانى .

الذى أدركت ليبيا خطورة إهماله مرة أخرى ..وتقرر تنسيق التعاون لإفشال مخططات عزل درافور الغنية بالثروات المعدنية ..قذاف الدم ناشد المستثمرين العرب بالتوجه إلى مصر وضخ المليارات إليها بدلا من ذهابها إلى الغرب ..قذاف الدم كان صادقا وهو يتكلم، فالرجل يعى أهمية أن تقوى مصر اقتصاديا بأموال عربية شقيقة لا تفرض شروطا قاسية ولاتهدد أمن مصر القومى .. الذى هو فى الأصل أمن العرب القومى ..قذاف الدم قال وهو يدعو العرب للقدوم إلى مصر إن الأرباح التى حققتها الاستثمارات الليبية مرتفعة جدا .
قذاف الدم قرر عدم تصدير محصول القمح من المزارع الليبية فى الإسماعيلية وبيعه فى السوق المحلى ..

أخيرا ..قذاف الدم الرجل الذى تفرغ للعمل الجاد لصالح الشعب فى ليبيا ومصر يستحق منا كلمة شكر على ما يفعل، وليت الآخرون يتحركون ..بنفس الأخلاقيات والرؤية الأخوية الصادقة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة