استأنفت أسواق المال فى منطقة آسيا المحيط الهادئ الخميس تراجعها الحاد متأثرة ببورصة نيويورك، بسبب مخاوف المستثمرين من كوارث جديدة فى القطاع المالى إثر تأميم مجموعة التأمين الأمريكية العملاقة "إيه.آى.جى".
وفى موسكو لم تفتح البورصة الرئيسية "آر.تى.إس" أبوابها صباح الخميس، بعدما علقت المبادلات فيها أمس الأربعاء بسبب أزمة ثقة فى القطاع المصرفى.
وفى طوكيو أغلق المؤشر نيكاى جلسة الخميس على تراجع نسبته 2.22%، وبلغ أدنى مستوى يسجله منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقد انخفض 260.49 نقطة وأغلق على 11489.30 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ 27 يونيو 2005.
وتراجع مؤشر بورصة هونج كونج 7.38% وبانكوك 5.82%، بينما سجلت شنغهاى خسائر نسبتها 1.70%. وأسهم المصارف وشركات التأمين هى الأكثر تضررا بسبب الأزمة المالية.
وأغلقت بورصة سيول على تراجع نسبته 2.30% وسيدنى 2.43% وتايبيه 2.74% ومانيلا 4.26% ونيوزيلندا 3.51%.
وانخفضت بورصة سنغافورة 2.67% وجاكرتا 3.22% وكوالالمبور 69.3% وبومباى 3.54%.
وكانت بورصة نيويورك وول ستريت سجلت تراجعاً حاداً جديداً الأربعاء تحت تأثير هجمات جديدة على الأسهم المالية، بينما أثار تأميم مجموعة التأمين "إيه.آى.جى" ارتياح المحللين الأكثر تشاؤما حول خطورة الأزمة.
وأغلق مؤشر داو جونز على تراجع بنسبة 4.06% والناسداك على 4.94%، بينما شهدت أسواق أوروبا وأمريكا اللاتينية يوماً أسود أيضاًً.
وقال وسطاء آسيويون إن المستثمرين يتساءلون أى مجموعة عملاقة أمريكية مالية أخرى ستسقط بعد "إيه.آى.جى"، و"ليمان براذرز"، و"فريدى ماك"، و"فانى ماى"، و"بير ستيرنز".
وأوضح محللون فى مصرف "كايلون" لوكالة "داو جونز نيوز وايرز" أن "الخوف يتصاعد داخل النظام المصرفى".
أما صحيفة نيويورك تايمز، فأكدت مساء الأربعاء أن مصرف "مورجان ستانلى" الأمريكى، الذى خسر نصف قيمة أسهمه فى البورصة منذ أسبوع يجرى مفاوضات للاندماج بمصرف "واشوفيا".
وذكرت شبكة التلفزيون الأمريكية "سى.إن.بى.سى" أن "مورجان ستانلى" آخر مصرف استثمارى مستقل فى وول ستريت مع جولدمان ساكس، يجرى مفاوضات مع المصرف الصينى "سى.آى.تى.آى.سى". فيما رفض المصرف الصينى الإدلاء بأى تعليق فى هذا الشأن.
وكانت أسهم "مورجان ستانلى" سجلت انخفاضاً كبيراً فى نيويورك أمس الأربعاء، على الرغم من النتائج الفصلية التى أعلنتها المجموعة وجاءت أفضل مما كان متوقعاً. وقد خسرت أسهم المجموعة نصف قيمتها منذ أسبوع.
وقال محلل فى مجموعة سيتى جروب فى لندن إن "ما يجرى يتجاوز حدود المنطق"، موضحاً أن "هذا يخيف الاقتصاد للسنوات العشر المقبلة", مضيفاً أن "المفاجئ أكثر هو السرعة التى تنهار بها هذه المؤسسات التى يتجاوز عمرها مائة سنة"، مشيراً إلى أن "نصف رسملة (اتش.بى.أو.إس) تبخر فى ساعتين".
ولتهدئة الأسواق ضخ بنك اليابان (المصرف المركزى اليابانى) ألف مليار ين (6.7 مليار يورو) فى السوق المصرفية اليابانية. وبذلك يرتفع إلى ثمانية آلاف مليار ين (53.3 مليار يورو) المبلغ الذى ضخه المصرف منذ مطلع الأسبوع للمصارف الخاصة.
وكان الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى والبنك المركزى الأوروبى وبنك إنجلترا والمصرفان المركزيان الهندى والأسترالى، ضخت مليارات الدولارات فى الأنظمة المصرفية لتأمين سيولة نقدية لها.
من جهة ثانية، اصطف مئات من عملاء مجموعة "إيه.آى.جى" وفرعها "أمريكان إنترناشونال انشورنس كومباني" فى سنغافورة الخميس لليوم الثانى على التوالى، أمام مكاتب الشركة لاستعادة جزء من ودائعهم.
ويسعى بعض الزبائن الذين لم يقتنعوا بخطة مساعدة المجموعة التى أعلنها الاحيتاطى الفيدرالى الأمريكى إلى إلغاء عقود التأمين التى يملكونها أو الحصول على تسليفات نقدية منها.
وكان أكثر من 1200 شخص تهافتوا إلى مكاتب فرع الشركة فى تايوان "نان شان لايف اينشورانس" الأربعاء للأسباب نفسها، بينما تشكلت صفوف انتظار طويلة أمام فرعها فى هونج كونج الذى أعلن أن أكثر من ألفى عقد تأمين ألغيت الخميس.
