"الإخوانيات" على خطى "الإخوان المسلمين"

الخميس، 18 سبتمبر 2008 03:13 م
"الإخوانيات" على خطى "الإخوان المسلمين" الفرع النسائى للإخوان بدأ منذ عام 1933
إعداد ديرا موريس عن صحيفة ليبراسيون الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفردت صحيفة الـ"ليبراسيون" الفرنسية تحقيقاً عن الفرع النسائى لجماعة الإخوان المسلمين، استعرضت فيه تاريخ نشأتهم، وسماتهم. ونقلت الصحيفة على لسان عائشة، إحدى "الإخوانيات" قولها: من السهل جدا التعرف على الأخوات المسلمات.. إذ أن مظهرنا يكشفنا على الفور: نرتدى العبايات، لا نلجأ إلى الألوان الزاهية، لا نستخدم أدوات التجميل، ولا نقوم بتهذيب الحواجب!! من الصعب علينا إذاً التخفى. ومن له علاقة قريبة بجماعة الإخوان المسلمين يكتشفنا على الفور.. بدءا من أجهزة الأمن!!

وقالت عائشة، أحد الوجوه العديدة من الفرع النسائى للجماعة، الذى رأى النور فى 1933، إن كل أفراد عائلتها ينتمون إلى الجماعة. وإنها شاركت منذ طفولتها فى الأنشطة الاجتماعية للإخوان من أعياد ورحلات، وترددت على دار الحضانة التابع لهم. وكان من الطبيعى أن تنضم، عند التحاقها بجامعة القاهرة، إلى الخلية الإسلامية فى كليتها.. وتضم تلك الخلية مجموعة صغيرة من الفتيات مقارنة بمثيلاتها فى الكليات الأخرى.. فهى مكونة من حوالى عشر فتيات يجتمعن فى عجالة بين المحاضرات، فى زاوية المصلى التى لا يخلو أى مبنى من مبانى جامعة القاهرة العريقة من واحدة منها.

وتروى عائشة أنه: "فى إحدى اجتماعاتنا، شاهدنا بعض عمال النظافة وقاموا بإبلاغ الأمن.. الأمر الذى اضطرنا إلى البحث عن مكان آخر نجتمع فيه لبعض الوقت، حتى لا نتعرض لأية مشكلة".

تؤكد الأخوات المسلمات أن الحديث بينهن نادرا ما يتطرق إلى السياسة. وتقول عائشة: "ما نسعى إليه هو بالأحرى شرح الدين للفتيات اللاتى يظهرن اهتمامهن بذلك.. نتناقش حول طرق التأثير الممكنة على المجتمع ليصبح مجتمعا أفضل، ونضع أطرا لأنشطة الأطفال". بخلاف ذلك، تأتى واحدة من الأخوات الأكبر سنا، من وقت لآخر، لتحاضر لتلك الفتيات.

عندما تنشب المظاهرات فى الجامعة، تقوم جميع المجموعات بالتنسيق فيما بينها، ويسير الشباب والفتيات جنبا إلى جنب شاهرين القرآن فى أيديهم.

"لا يصير الفرد ناشطا سياسيا إلا إذا رغب هو فى ذلك.. وعلى الرغم من كونه أمرا خطرا، إلا أنه متاح لأى شخص، سواء كان إسلاميا أو منتميا إلى أى حركة من حركات المعارضة الأخرى. إننا على علم تام بأبعاد هذه المخاطر".. هذا ما تشرحه نورا، البالغة من العمر 25 عاما، والتى تلمس عبايتها الأرض.

وتنتمى نورا إلى جماعة الإخوان، ولكنها فى الوقت نفسه على صلة بحركة "كفاية"، التى تضم فى صفوفها جميع أطياف المعارضة المصرية.. نشأت تلك الحركة فى 2004، لمعارضة السلطة المطلقة للرئيس مبارك ومحاولة تمرير الحكم لابنه.

وتوضح نورا، التى تعشق المجادلة مع إخوانها من الرجال داخل الجماعة، هدف الحركة قائلة: "نحن نطالب بالتغيير والديمقراطية".

من جهته، يقول الخبير السياسى خليل العنانى، الباحث فى مركز الدراسات بالأهرام، إن دور الأخوات المسلمات مساندة الرجال وإنهن فى غاية التحفظ. تفكر الغالبية العظمى منهن أنه ليس من اللائق منح المرأة أى شكل من أشكال السلطة، سواء أكانت سياسية أو تنظيمية. ينحصر دورهن بالتالى فى تعبئة الأسرة بأكملها وراء الجماعة".. أو فى إضفاء "لمسة حداثة" على تلك المؤسسة الإسلامية، إذا استدعت الظروف.

وهو ما حدث بالفعل خلال الانتخابات التشريعية فى 2005، عندما حاولت الجماعة، تحت ضغط من الجناح الإصلاحى بها، إظهار وجه جديد لها بهدف جذب المجتمع الدولى.. فظهر شبابها مبتسما ونشيطا، بعيدا عن الصورة التقليدية للإخوان "مجرد عجائز ملتحين ذى وجوه عابسة".. وقامت سيدات من الجماعة بوضع تلك "اللمسة النسائية" مثل مكارم الديرى التى رشحت نفسها عن جماعة الإخوان، بهدف إثبات فكرة أن الجماعة لا تضطهد المرأة أو تهمشها كما يتصور البعض. لهذا السبب، ضاعفت مكارم الديرى فى تلك الفترة من إصدار تصريحاتها التى تدعم فكرة تفوق الرجل على المرأة!!!

وهو ما أزعج نورا وعائشة، حيث تعتقد الفتاتان أن للمرأة دور هام فى المجتمع، وتؤكدان على أن الإسلام برئ من اضطهاد المرأة، وأن الفكر الذكورى الشرقى هو المسئول عن حبس المرأة داخل إطار "الخضوع".

وهما ليست الوحيدتين فى التفكير بهذا الشكل. منذ عامين بدأت أخوات أخريات فى اللجوء إلى المدونات للتعبير عن تخيلهم لصورة المجتمع المثالى، بعيدا عن الفكر الرجعى للمرشد العام للجماعة، محمد عاكف. أخابت انتخابات مجلس قيادة الجماعة الأخيرة ظن تلك الفتيات، اللاتى آسفن على رؤية الجناح المحافظ يفوز على الإصلاحيين داخل الجماعة. هؤلاء المحافظين هم أصحاب مشروع برنامج سياسى للجماعة ينكر على المرأة – وعلى المسيحيين – حق الترشيح لرئاسة الجمهورية.

إلا أن كل تلك الأمور لا تعنى بأى حال من الأحوال بالنسبة للفتيات ترك الجماعة، إذ أن "الفكر الذكورى ليس حكرا على الإخوان المسلمين"، كما تقسم تلك الفتيات.. "المتمردات".. لكن ليس بالقدر الكافى..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة