إسلام عزام تكتب: هنا مصر .. حيث سن الشباب يصل إلى الستين فى المسلسلات

الخميس، 18 سبتمبر 2008 10:43 م
إسلام عزام تكتب: هنا مصر .. حيث سن الشباب يصل إلى الستين فى المسلسلات منير يجسد دوراً لشاب فى مقتبل العمر بمسلسل "قلب ميت
بقلم إسلام عزام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



يبدو الشباب بلا مخرج، تلك هى الأزمة التى تواجهها الدراما المصرية بكافة أنواعها، عندما يتعلق الأمر بعمر النجم، والذى غالبا ما يتوقف سنوات طويلة جدا عند مرحلة الشباب، بحيث يصعب للغاية على النجم أن يتخطاها.

وهذا ما يفسر مثلا تقديم نجم مثل خالد صالح لدور طالب جامعى، ثم صحفى مبتدئ فى مسلسل "بعد الفراق"، وشريف منير دورا لشاب مازال يتحسس خطواته الأولى فى الحياة فى مسلسل "قلب ميت"، وغادة عادل لفتاة تبيع الشاى فى نفس المسلسل، وخالد النبوى لشاب فى بدايات طريقه فى الست كوم "كافيه تشينو"، وهذا ما فعلته داليا البحيرى فى مسلسل "بنت من الزمن ده"، وغيرهم الكثير.

الواقع والتاريخ يؤكدان أنه دائما هناك أزمة فى الممثلين النجوم فى التمثيل، فمن ناحية تعانى الوجوه الجديدة كى تجد فرصتها فى العمل فى مجال التمثيل، ومن ناحية أخرى يعانى النجم نفسه فى كيفية الحفاظ على صورته كنجم. خصوصا وأن السن يتقدم به عاما بعد عام، وبالطبع فإنه لا توجد لدينا مؤسسات لصناعة النجوم كتلك الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تتلقف الوجوه الواعدة وتدعمها منذ بدايتها وحتى بعد تخطيها لمرحلة الشباب.

الحقيقة أن تلك الأزمة تحول الأمر إلى فوضى صارخة، وربما من أبرز الأمثلة على ذلك نجم مثل محمد هنيدى، كانت بداية عمله بالتمثيل فى النصف الأول من الثمانينيات، حيث يمكننا تذكر مشاهد عابرة له فى فيلم مثل "الهروب" لعاطف الطيب، لكن هنيدى لم يلتفت له أحد قبل مشاركته عادل إمام فى دور ثانوى فى فيلم "بخيت وعديلة" ومن بعده فيلم "إسماعيلية رايح جاى"، عندما قدم شخصية صديق البطل ومنه انطلقت نجومية هنيدى بعد أكثر من ستة عشر عاما، ليظهر وهو فى سن النضوج فى دور شاب يافع حاصل على الثانوية العامة فى فيلمه الأول "صعيدى فى الجامعة الأمريكية".

بالطبع سحر النجومية يدفع أصحابها للتمسك بالمرحلة السنية الملائمة لها، ولهذا فإن نجومنا لا يعترفون بعوامل الزمن، وبالتالى لا يجدون غضاضة فى تأدية أدوار لا تلائم أعمارهم الحقيقية.

والمسألة تصبح شديدة الفجاجة فى دراما رمضان تحديدا، التى تسعى لحشد أكبر عدد من نجوم السينما، لتضمن العدد الأكبر من المشاهدين، وبالتالى سهولة التسويق. كما حدث هذا العام عندما تدافع منتجو الدراما التلفزيونية للتعاقد مع نجوم السينما من جيل النجوم الحاليين، والذين يطلق عليهم مجازا جيل الشباب، خصوصاً بعد أن فشلت من قبل مسلسلات كبار نجوم السينما، والذين لم يعد بإمكانهم اقتطاع سنوات أكثر من أعمارهم الحقيقية، كما حدث مع نبيلة عبيد فى "العمة نور"، ومحمود عبد العزيز فى" محمود المصرى"، ونادية الجندى فى ثلاثة مسلسلات متتالية.

المفارقة أنه بعد أن كان التليفزيون بمسلسلاته معملا لتفريغ أجيال من النجوم، تتلقفهم السينما فيما بعد – بالطبع لغزارة الإنتاج التلفزيونى مقارنة بالسينما- كما حدث مع نور الشريف وشريف منير ومنى زكى ومنة شلبى وأحمد السقا وأحمد عز، صار الأمر يسير بالعكس اليوم. حيث تحول التلفزيون لوسيلة تتلقى النجوم السينمائيين كى تنجح بهم، وبدلاً من التعامل مع التليفزيون على أنه أداة لتعريف الناس بالوجوه الجيدة والمواهب التمثيلية الناشئة، أصبح النجوم يتعاملون معه على أنه سبوبة مهمة "ماديا بكل تأكيد".

ولهذا فليس مهماً أبداً المحتوى الذى تقدمه تلك السبوبة، ولا مدى مصداقيته مع الواقع. لكن ما يعد أكثر خطورة هنا، هو ما بات يحدث على مدار السنوات الأخيرة، حيث صار النص التليفزيونى يتم تفصيله على مقاس النجم السينمائى وطبقا لرغبته وما يرضيه، وبالطبع يأتى ذلك على حساب مضمون وجودة العمل الدرامى نفسه، وهذا تحديداً أحد أهم أسباب انهيار الدراما التليفزيونية فى مصر، التى يتباكى عليها النجوم أنفسهم ليل نهار.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة