محمد بركة يكتب.. شاهد "ناصر" ولا تشترى 3 مجلدات تاريخية
الأربعاء، 17 سبتمبر 2008 10:23 م
ناصر فى المسلسل أقوى من القراءة
بقلم محمد بركة
أن تسترخى فى مقعدك ـ وثيراً كان أم ضيقا - تستمتع بطبق الكنافة بالمكسرات، ويشتبك عيالك مع ما تيسر من "ياميش" رمضان، وتنفرد المدام بـ"شوب" العصير. كل ذلك وأنتم متحلقون أمام التلفزيون تشاهدون السيرة الذاتية لأشهر زعماء العصر فى بلادك، تتعرف على أسرار طفولته ومسارات حياته، وأهم الملابسات السياسية والاجتماعية فى زمانه من خلال أداء درامى ممتع، وإتقان لتفاصيل الملبس والمأكل والحوار، وكأنك انتقلت عبر آلة الزمن عشرات السنين إلى الوراء!
طبعاً وعلى رأى بتوع الكورة "لا أجمل ولا أحلى من كده"!
وهذا بالضبط ما تفعله مسلسلات السيرة الذاتية.
خذ عندك مسلسل "ناصر"، كم من الكتب والمجلدات كنت تحتاجها حتى تطلع على مشوار حياته وظروف عصره.. ليس أقل من 15 كتاباً أو 3 مجلدات، أى ما يكلفك على الأقل 200 جنيه، وستأتى الكتب أو المجلدات لكنها ستأوى إلى ركن النسيان على رف المكتبة.. والحجة جاهزة: فلا أنت تملك الوقت وسط مشاغل الحياة، ولا الأولاد لديهم الرغبة وسط دوامة الموبايل والنت! هذا إذا افترضنا أصلاً أن حضرتك - ولا مؤاخذة - تملك مكتبة فى منزلك العامر.. أو لديك رفاهية إنفاق هذا المبلغ على "قال إيه" الكتب بدلاً من مصاريف المدارس واللحمة والخضار "واللى يحتاجه البيت يحرم على الكتب، يا بو كتب"؟! والاستنكار ليس من عندى بل من عند حرمكم المصون! ولا تحزن أو تتضايق، فكلنا هذا الرجل!
السيرة الذاتية لمشاهير الثقافة والفن والسياسة فرضت نفسها بقوة على الدراما العربية، ولاقت هوى عند الجمهور، من "قاسم أمين" كمال أبو رية إلى " أم كلثوم" صابرين، فضلاً عن اللوحة الفنية البديعة المعروفة باسم "الملك فاروق".
وهذا العام دخل السباق "ناصر" مجدى كامل، و"أسمهان" سولاف فواخرجى، و"الإمام الأكبر" حسن يوسف، و"على مبارك" كمال أبو رية.
أربع مسلسلات قوية تملك مبررات المنافسة، فعبد الناصر، رغم الانقسام الشديد حوله، ما زال أيقونة الكبرياء المفقود لدى الأمة من المحيط إلى الخليج، وأسمهان دراما الفن والسياسة ومأساة العمر القصير لمطربة لعنتها الجمال، والإمام الأكبر يبدع فيه النجم حسن يوسف الذى نضج على نار إعلام الأئمة الهادئة مثل الشيخ المراغى وإمام الدعاة الشعرواى، أما على مبارك فيقدمه النجم المثقف كمال أبو رية صاحب الاختبارات.
وبالطبع تتفاوت تلك المسلسلات فيما بينها على مستوى الأداء الفنى وسرعة الإيقاع وبراعة نقل اللحظة التاريخية، والسيناريو المحكم الذى ينفذ إلى أعماق الشخصية، فلا يقدمها على أنها ملاك، بل بشر مثلنا بتناقضاتها وأخطائها، بانتصاراتها الصاخبة ولحظات ضعفها الإنسانى، ورغم هذا التفاوت، تلتقى هذه المسلسلات عند نقطة واحدة، هى تقديم شهادة على عصر لم نعشه، ورسم ملامح زمن نحتاج لعشرات الكتب والمراجع حتى نلم بظروفه وملابساته.
تحيا دراما السيرة الذاتية...
يحيا الفن حين يجمع بين التثقيف والإمتاع!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تسترخى فى مقعدك ـ وثيراً كان أم ضيقا - تستمتع بطبق الكنافة بالمكسرات، ويشتبك عيالك مع ما تيسر من "ياميش" رمضان، وتنفرد المدام بـ"شوب" العصير. كل ذلك وأنتم متحلقون أمام التلفزيون تشاهدون السيرة الذاتية لأشهر زعماء العصر فى بلادك، تتعرف على أسرار طفولته ومسارات حياته، وأهم الملابسات السياسية والاجتماعية فى زمانه من خلال أداء درامى ممتع، وإتقان لتفاصيل الملبس والمأكل والحوار، وكأنك انتقلت عبر آلة الزمن عشرات السنين إلى الوراء!
طبعاً وعلى رأى بتوع الكورة "لا أجمل ولا أحلى من كده"!
وهذا بالضبط ما تفعله مسلسلات السيرة الذاتية.
خذ عندك مسلسل "ناصر"، كم من الكتب والمجلدات كنت تحتاجها حتى تطلع على مشوار حياته وظروف عصره.. ليس أقل من 15 كتاباً أو 3 مجلدات، أى ما يكلفك على الأقل 200 جنيه، وستأتى الكتب أو المجلدات لكنها ستأوى إلى ركن النسيان على رف المكتبة.. والحجة جاهزة: فلا أنت تملك الوقت وسط مشاغل الحياة، ولا الأولاد لديهم الرغبة وسط دوامة الموبايل والنت! هذا إذا افترضنا أصلاً أن حضرتك - ولا مؤاخذة - تملك مكتبة فى منزلك العامر.. أو لديك رفاهية إنفاق هذا المبلغ على "قال إيه" الكتب بدلاً من مصاريف المدارس واللحمة والخضار "واللى يحتاجه البيت يحرم على الكتب، يا بو كتب"؟! والاستنكار ليس من عندى بل من عند حرمكم المصون! ولا تحزن أو تتضايق، فكلنا هذا الرجل!
السيرة الذاتية لمشاهير الثقافة والفن والسياسة فرضت نفسها بقوة على الدراما العربية، ولاقت هوى عند الجمهور، من "قاسم أمين" كمال أبو رية إلى " أم كلثوم" صابرين، فضلاً عن اللوحة الفنية البديعة المعروفة باسم "الملك فاروق".
وهذا العام دخل السباق "ناصر" مجدى كامل، و"أسمهان" سولاف فواخرجى، و"الإمام الأكبر" حسن يوسف، و"على مبارك" كمال أبو رية.
أربع مسلسلات قوية تملك مبررات المنافسة، فعبد الناصر، رغم الانقسام الشديد حوله، ما زال أيقونة الكبرياء المفقود لدى الأمة من المحيط إلى الخليج، وأسمهان دراما الفن والسياسة ومأساة العمر القصير لمطربة لعنتها الجمال، والإمام الأكبر يبدع فيه النجم حسن يوسف الذى نضج على نار إعلام الأئمة الهادئة مثل الشيخ المراغى وإمام الدعاة الشعرواى، أما على مبارك فيقدمه النجم المثقف كمال أبو رية صاحب الاختبارات.
وبالطبع تتفاوت تلك المسلسلات فيما بينها على مستوى الأداء الفنى وسرعة الإيقاع وبراعة نقل اللحظة التاريخية، والسيناريو المحكم الذى ينفذ إلى أعماق الشخصية، فلا يقدمها على أنها ملاك، بل بشر مثلنا بتناقضاتها وأخطائها، بانتصاراتها الصاخبة ولحظات ضعفها الإنسانى، ورغم هذا التفاوت، تلتقى هذه المسلسلات عند نقطة واحدة، هى تقديم شهادة على عصر لم نعشه، ورسم ملامح زمن نحتاج لعشرات الكتب والمراجع حتى نلم بظروفه وملابساته.
تحيا دراما السيرة الذاتية...
يحيا الفن حين يجمع بين التثقيف والإمتاع!
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة