رمضان بالإسكندرية لا يختلف كثيراً عن رمضان بأى محافظة أخرى بمصر، إلا أن توقيت رمضان هذا العام قد جعله يؤثر على موسم الاصطياف، وجاء رمضان بدون مايوه ولا بلاج، وأثر على ارتفاع أسعار الشقق والإيجارات نظراً لقصر فترة الموسم.
ولم يمض على رمضان بضعة أيام، إلا وبدأ الاستعداد لاستقبال موسم دراسى جديد بالإسكندرية، حيث اختلطت المنتجات الرمضانية الشهيرة بالأسواق بمستلزمات المدارس من شنط وأحذية وأدوات مكتبية، وتشهد منطقة المنشية – أكبر تجمع لتلك المعروضات ـ ازدحاماً وإقبالاً كبيرينً من المواطنين لشراء تلك المستلزمات، خاصة مع مواكبة ذلك مع موسم الأوكازيون السنوى.
وقررت مديرية أمن الإسكندرية، تنظيم حملات مرورية لتوفير السيولة المرورية الكافية وعدم حدوث تكدسات تعوق حركة الطلاب والمواطنين، وتعيين خدمات مرورية من أفراد ومجندى المرور أمام المدارس، لمساعدة التلاميذ على عبور الطريق، ووضع العلامات الإرشادية التى توضح لقائدى السيارات ضرورة تهدئة السرعة أمام مجمعات المدارس بالطرق الرئيسية.
كما تنظم المديرية حملات يومية منذ اليوم الأول لشهر رمضان، وذلك لمواجهة الاختناقات المرورية التى تحدث فى أوقات الذروة، حيث تقوم إدارة شرطة المرور بتكثيف جهودها فى مجال الخدمات المرورية فى الساعات السابقة لساعات الإفطار لمواجهة أى حوادث أو اختناقات وتكدسات مرورية تنجم عن ضرورة عودة المواطنين إلى منازلهم قبل انطلاق مدفع الإفطار.
على صعيد آخر، تعيش الإسكندرية رمضان بطقوسه المعروفة، فتمتلئ المساجد بالمصلين وتنتشر صلوات التراويح والتهجد بالمساجد. ومن أهم مساجد الإسكندرية مسجد أبو حنيفة ببولكلى ومسجد الصحابة بالشاطبى ومسجد الصدقة بسيدى بشر ومسجد التوحيد بكيلوباترا، ذلك فضلاً عن جامع القائد إبراهيم حيث يأتيه حشود المصلين من جميع مناطق وأحياء الإسكندرية ومن مسافات بعيدة حتى وصل عدد المصلين فى رمضان العام الماضى وخصوصاً فى العشر الأواخر إلى 250ألف مصلى، ويلتف المصلون حول المسجد بطول شارع أحمد بدوى وحتى الأزاريطة، وبامتداد محطة الرمل والكورنيش وحتى إلى مناطق بعيدة عن مكان المسجد وتتعطل حركة المرور نهائيا وتغلق بعض الشوارع لضخامة عدد المصلين منذ منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر.
ويتميز الجامع بالعديد من المشايخ ذوى الصوت الرائع، أشهرهم الشيخ الشاب حاتم فريد والشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ أحمد إبراهيم والشيخ شعبان المنشاوى والشيخ محمد الناعم والشيخ سامح قنديل وأحمد أبو المعاطى. وبالرغم من قرار المحافظ عادل لبيب بإلغاء موائد الرحمن التى كانت تنظمها المؤسسات الحكومية، إلا أن الشوارع ظلت تنتشر بها موائد الرحمن التى يقدمها بعض رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب.
ويتم توزيع الصدقات على المحتاجين طوال شهر رمضان، كما يتم ختم قراءة القرآن الشريف فى المنازل والجوامع، وتنتشر المودة والرحمة بين الناس وتنسى الخلافات, وقبل آذان الفجر بدقائق ينتشر المتطوعون فى الطرقات لتوزيع الماء والتمر والعصائر على من تأخروا فى الذهاب إلى بيوتهم.
وتنتشر بشوارع الإسكندرية منافذ بيع الكنافة والقطائف التى تقام لها الشوادر وتبنى لها الأفران، خصيصاً كل عام لبعض محلات الحلويات والمخبوزات، وكذلك تنتشر بالشوارع خاصة قرب موعد الإفطار، عربات محملة بعصائر العرق سوس والسوبيا خاصة فى الميادين العامة كميدان محطة مصر.
ولا تزال شوارع الإسكندرية يعلوها صوت المسحراتى فى الأوقات المتأخرة لتستمع إلى أشهر العبارات التى يرددها على مسامع الساهرين. كما لا يزال رمضان فى الإسكندرية ذا طابع فريد.
