لم يكن حادث التفجير الذى تعرضت له السفارة الأمريكية اليوم، الأربعاء، فى صنعاء، الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فهو يندرج ضمن سلسلة تفجيرات أخرى تعرضت لها السفارة الأمريكية فى العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ففى فبراير الماضى اجتاح متظاهرون مقر السفارة الأمريكية فى العاصمة الصربية بلجراد، جراء اعتراف أمريكا بدولة "كوسوفو"، وفى ديسمبر 2007 اقتحم حوالى 24 متظاهرا مقر السفارة الأمريكية فى مانيلا بالفلبين مطالبين بنقل المجند البحرى الأمريكى "لانس سميث "، الذى أدين فى ديسمبر 2006 باغتصاب امراة فلبينية ، أما فى سبتمبر 2006 فقد أحبط الحرس السورى محاولة لتفجير السفارة الأمريكية فى دمشق، وقتل خلال العملية ثلاثة مسلحين وشرطى سورى، وفى مارس 2003 اشتبكت الشرطة مع متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية فى اليمن عندما تجمهر حوالى ثلاثين ألف متظاهر ضد الهجوم الأمريكى على العراق، وقتل اثنا عشر أمريكيا فى تفجيرات متزامنة عام 1998 على السفارتين الأمريكيتين فى نيروبى بكينيا ودار السلام بتنزانيا، وألقيت مسئولية الهجمات فيما بعد على تنظيم القاعدة .
أبعاد التفجير
لا تختلف أبعاد تفجير السفارة الأمريكية بصنعاء من وجهة نظر اللواء جمال مظلوم- مستشار مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية- عن أبعاد التفجيرات السابقة، فيرى أن سبب التفجير يعود إلى غضب العالم أجمع ومن قبله المنطقة العربية من السياسة الأمريكية، فى دعمها لإسرائيل من ناحية وحملتها على أفغانستان والعراق وفلسطين وغيرهما من ناحية أخرى.
وأضاف المستشار مظلوم أن شعور أمريكا بهذا الغضب ومحاولتها تحسين صورتها فى المنطقة ووعودها الزائفة للعرب، كل هذا دفع الجماعات الإسلامية المتشددة سواء فى اليمن أو غيرها من الدول إلى استهداف السفارة الأمريكية، كما أن هذا التفجير من الممكن أن تعود أسبابه إلى حادث 11 سبتمبر من خلال جماعات تحاول تذكير أمريكا بأن حملتها على الإرهاب لم تؤتى ثمارها، وأن حادث 11 سبتمبر لن ينتهى وستكون له توابع كثيرة .
من جانبه فسر المستشار حسن أحمد عمر – خبير فى الشئون الدولية والسياسية – الهجوم الذى حدث فى صنعاء على السفارة الأمريكية بأنه بداية للهجوم على المصالح الأمريكية فى العالم، وتقوم بهذا الهجوم مخابرات دول متعددة تحت مسمى "القاعدة"، فأمريكا اليوم تدفع ثمن ما زرعته فى المنطقة والعالم، وأصبحت المخابرات الأجنبية فى الدول الكبرى المعادية لأمريكا تنتهز الفرص وتضرب مصالحها وتنتقم منها وهى مطمئنة بأن هناك من سيتصدى لهذه الهجمات ويتحمل مسئوليتها، فالجماعات الإسلامية كتنظيم القاعدة فى اشتياق لتحمل مسئولية أى تفجيرات ضد أمريكا.
البلاد العربية والإسلامية تعرضت فى الفترات الأخيرة إلى الكثير من العنف بسبب وجود خلايا القاعدة المنتشرة، وهذا ما أشار له الدكتور عمرو الشبكى –خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية – مؤكدا أن ما حدث فى صنعاء لن يحول اليمن إلى عراق آخر، وأن ما قام به تنظيم القاعدة والعناصر الجهادية من تفجيرات مسألة ستستمر وستظل تمثل نوعاً من التهديد لليمن فى الفترة القادمة، وسيكون هناك مزيد من الضغوط الأمريكية على الحكومة اليمنية مقابل ذلك، والتى تتمثل فى تدخل أمريكا فى برامج التعليم اليمنية ومحاولة تجفيف منابع الإرهاب هناك، وبشكل عام تطبيق الروشتة الأمريكية التى سبق وأن نفذتها فى أفغانستان .
وبسؤاله عما إذا كان تفجير السفارة الأمريكية يمثل امتداداً لسلسة تفجيرات السفارة الأمريكية فى دول أخرى، أجاب قائلا "لا أعتقد ذلك فهذه عمليات فردية، ومن الصعب القول بأن هناك استراتيجية منظمة أو كيان مركزى منظم لتنفيذ ذلك".
قراءة تحليلية لتفجيرات اليمن
الخبراء: دول معادية لأمريكا نفذت هجوم صنعاء
الأربعاء، 17 سبتمبر 2008 05:05 م
تفجيرات اليمن حلقة جديدة من حلقات الانتقام من أمريكا - AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة