تامر وشوقية .. دراما "سيت كوم" تفوق نجومها على المسلسلات الرئيسية
بقلم محمد بركة
اخترع الوجدان الشعبى المصرى تلك المقولة الإنسانية الخالدة: "اضحك قبل ما الضحك يغلى" وفى رواية أخرى: "اضحك يا راجل.. الضحك معلهوش ضرايب"! والشاهد هنا أن كائناً أمه هى مصر، وأبوه هو النيل، لم يعد "ابن نكتة"، بل ابن أزمات طاحنة وكوكتيل مصائب وكوارث أفقدته معظم – وليس كل – مخزونه التاريخى من الفكاهة والسخرية، ومن هنا تتردد تلك المقولات التى تدعو إلى الضحك ورمى الهموم وراء الظهر.
ورغم المزاج السوداوى وحالة الاكتئاب العام، لا يزال المصريون "يتلككون" من أجل الضحك، ويشتاقون للفرحة ويحنون للبهجة! وبالطبع لم يكن أمامهم سوى الأقدام الذهبية "لحلوانى" الكرة المصرية محمد أبو تريكة لتنسيهم – ولو مؤقتاً – عفريت الغلاء وما تيسر من حرائق وانهيارات.
وفى جزئه الثالث، يطرح مسلسل "تامر وشوقية" نفسه كأحد مصادر البهجة فى حياة المواطنين، بإيقاعه السريع وشخصياته المرسومة بعناية، وأداء أبطاله الذين قطعوا شوطاً كبيراً على طريق التفاهم والانسجام والعمل – فعلاً وليس قولاً بروح الفريق.
أثبت أحمد الفيشاوى أن العته والبلاهة ليسا قدراً مكتوباً على كل "كوميديان"، كما أن الرقص بالمؤخرة والتلاعب بالإيحاءات الجنسية ليسا حتماً مقضياً من أجل النجاح الجماهيرى. يكفى أن يتمتع الممثل بالحد الأدنى من خفة الظل، ومع السيناريو المحكم والحوار الذكى ستتفجر الكوميديا من الموقف نفسه. لم يتأثر المسلسل بخروج "أحمد مكى" من فريق العمل، فالبطولة هنا جماعية، والتناقض الطبقى والتفاوت الحاد فى المستوى الثقافى والاجتماعى بين تامر بعائلته وشوقية بعائلتها، هو البوابة الذهبية لمفارقات ضاحكة لا تنتهى.
رجاء الجداوى تتألق فى دور الأرستقراطية "الأنزوحة" فى الوقت الذى جاء أداؤها فاتراً وهى تقوم بدور الأم فى حارة شعبية فى مسلسل "هيما"، ومى كساب أصبحت الضيف الرائع فى كل بيت مصرى، فقد أبدعت فى دور الزوجة الشعبية الجاهلة، وتلبستها الحالة تماماً وأصبحت بتعبيرات وجهها والمنديل "إياه" الذى تربطه على شعرها، حدوتة فنية!
ولأن المسلسل ينتمى إلى كوميديا "الست كوم" فقد أصبح بطبيعته مضاداً للترهل والاستطراد والمط، وهو الثلاثى الشهير الذى تعانى منه مسلسلاتنا المصرية الباسلة، كما نجا من فخ "النجم الأوحد" الذى تتمحور الأحداث حول شخصيته الميمونة ويُفصّل السيناريو على مقاسه الفخيم!
وليس مهماً أن يكون المسلسل متأثراً بأشهر مسلسلات الست كوم الأمريكية "Friends" أو الأصدقاء، أو أن يكون قد جرى على عادته فى استضافة نجوم شرف يظهرون من فترة لأخرى، فيأتى أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومنة شلبى كما جاءت جوليا روبرتس وبراد بيت وبروس ويلز، فالمهم هو المصداقية وإطلاق الضحكات انطلاقاً من مفارقات البيئة المصرية الحميمة، وهو ما نجح فيه المسلسل باقتدار.
موضوعات متعلقة..
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اخترع الوجدان الشعبى المصرى تلك المقولة الإنسانية الخالدة: "اضحك قبل ما الضحك يغلى" وفى رواية أخرى: "اضحك يا راجل.. الضحك معلهوش ضرايب"! والشاهد هنا أن كائناً أمه هى مصر، وأبوه هو النيل، لم يعد "ابن نكتة"، بل ابن أزمات طاحنة وكوكتيل مصائب وكوارث أفقدته معظم – وليس كل – مخزونه التاريخى من الفكاهة والسخرية، ومن هنا تتردد تلك المقولات التى تدعو إلى الضحك ورمى الهموم وراء الظهر.
ورغم المزاج السوداوى وحالة الاكتئاب العام، لا يزال المصريون "يتلككون" من أجل الضحك، ويشتاقون للفرحة ويحنون للبهجة! وبالطبع لم يكن أمامهم سوى الأقدام الذهبية "لحلوانى" الكرة المصرية محمد أبو تريكة لتنسيهم – ولو مؤقتاً – عفريت الغلاء وما تيسر من حرائق وانهيارات.
وفى جزئه الثالث، يطرح مسلسل "تامر وشوقية" نفسه كأحد مصادر البهجة فى حياة المواطنين، بإيقاعه السريع وشخصياته المرسومة بعناية، وأداء أبطاله الذين قطعوا شوطاً كبيراً على طريق التفاهم والانسجام والعمل – فعلاً وليس قولاً بروح الفريق.
أثبت أحمد الفيشاوى أن العته والبلاهة ليسا قدراً مكتوباً على كل "كوميديان"، كما أن الرقص بالمؤخرة والتلاعب بالإيحاءات الجنسية ليسا حتماً مقضياً من أجل النجاح الجماهيرى. يكفى أن يتمتع الممثل بالحد الأدنى من خفة الظل، ومع السيناريو المحكم والحوار الذكى ستتفجر الكوميديا من الموقف نفسه. لم يتأثر المسلسل بخروج "أحمد مكى" من فريق العمل، فالبطولة هنا جماعية، والتناقض الطبقى والتفاوت الحاد فى المستوى الثقافى والاجتماعى بين تامر بعائلته وشوقية بعائلتها، هو البوابة الذهبية لمفارقات ضاحكة لا تنتهى.
رجاء الجداوى تتألق فى دور الأرستقراطية "الأنزوحة" فى الوقت الذى جاء أداؤها فاتراً وهى تقوم بدور الأم فى حارة شعبية فى مسلسل "هيما"، ومى كساب أصبحت الضيف الرائع فى كل بيت مصرى، فقد أبدعت فى دور الزوجة الشعبية الجاهلة، وتلبستها الحالة تماماً وأصبحت بتعبيرات وجهها والمنديل "إياه" الذى تربطه على شعرها، حدوتة فنية!
ولأن المسلسل ينتمى إلى كوميديا "الست كوم" فقد أصبح بطبيعته مضاداً للترهل والاستطراد والمط، وهو الثلاثى الشهير الذى تعانى منه مسلسلاتنا المصرية الباسلة، كما نجا من فخ "النجم الأوحد" الذى تتمحور الأحداث حول شخصيته الميمونة ويُفصّل السيناريو على مقاسه الفخيم!
وليس مهماً أن يكون المسلسل متأثراً بأشهر مسلسلات الست كوم الأمريكية "Friends" أو الأصدقاء، أو أن يكون قد جرى على عادته فى استضافة نجوم شرف يظهرون من فترة لأخرى، فيأتى أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومنة شلبى كما جاءت جوليا روبرتس وبراد بيت وبروس ويلز، فالمهم هو المصداقية وإطلاق الضحكات انطلاقاً من مفارقات البيئة المصرية الحميمة، وهو ما نجح فيه المسلسل باقتدار.
موضوعات متعلقة..
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة