دعوة إضراب 20 سبتمبر التى دعت إليها حركة كفاية، ليست أولى دعوات الإضراب التى يعبر خلالها المصريون عن غضبهم واعتراضهم على تردى الأوضاع فى مختلف القطاعات.
الإضراب الأخير الذى جمع العديد من القوى السياسية، أعاد الجدل حول جدوى الإضرابات وقدرتها على التغيير بعد فشل آخرها "إضراب 4 مايو" ، لتتبعه زيادات فى الأسعار بعد علاوة الـ 30% التى أقرها الرئيس مبارك فى عيد العمال، دون أن أى تحرك إيجابى من القوى الشعبية أو السياسية.
يبقى السؤال الذى طرحه اليوم السابع على مجموعة من السياسيين.. هل يمكن لإضراب 20 سبتمبر الذى دعت إليه حركة كفاية، أن يحدث تغييرا فى السياسات الحكومية المستفزة للشعب المصرى؟ أم يكون استكمالا لفشل إضراب 4 مايو؟
كل إضراب يخرج إلى الشارع يكون أملا أمام المواطنين الذين يعانون من مشاكل، ولكن وسط هذه الإضرابات تخرج أشياء مثيرة تقلل من دورها الأساسى، هذا ما أكده الدكتور منير فخرى عبد النور نائب رئيس حزب الوفد، مشيرا إلى أن ذلك استخدام الإضراب دون التركيز فى الهدف الأساسى يزيد من احتمال الفشل ويقلل المصداقية عند الجماهير.
أما أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى ففى رأيه أن المعلمين هم من يمتلكون القوى الأكثر فى الدفاع عن مطالبهم، واختيار هذا اليوم للإضراب ليس له قيمة لأن معظم شباب الجامعات لا يذهبوا إلى الجامعة فى هذا اليوم، تاركين الشباب الجدد لكى يتعاملوا مع الحياة الجامعية الجديدة وهو ما يؤدى لاقتناع البعض أن هذا الإضراب سينجح، مضيفا أن ما يحدث يقلل الهدف السامى للإضراب، أو فيما يخص زيادة الأسعار فالإضراب ليس الحل لهذه المشكلة، بل لا بد أن يكون هناك حشد كبير بين القوى السياسية والقوى الوطنية والحركات، ولكن ما حدث هو احتكار من حركة كفاية لهذا الإضراب وهو ما يؤكد على فشله.
لكن سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع كان له رأى آخر، حيث أكد إيمانه بهدف الإضراب إذا كان له قضية واحدة ومحددة مثل قضية التضامن مع المعلمين فى خوضهم لامتحانات الكادر فقط، أما إذا تكتلت القضايا فى إضراب واحد فليس له قيمة.
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو الشوبكى خبير النظم السياسية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية أن إعلان اشتراك حركة كفاية فى إضراب 20 سبتمبر القادم ما هو إلا استسهال للفكرة، ولكن عند التركيز فى المضمون لا تجد أى شى ذى قيمة لكى يقوم من أجله الإضراب، ومن المفترض أن يقوم الإضراب على فكرة شائكة وهامة، بالإضافة إلى أن الإضراب يكون من أجل مشكلة واحدة، ولكن ما يتطرق إليه هذا الإضراب عن امتحانات الكادر ما هو إلا خلط بين الأمور السياسية والاجتماعية، فالدور الأساسى لهذه الحركات أو القوى الوطنية هو الدفاع من الجانب السياسى وليس من الجوانب الاجتماعية.
ولكن جورج إسحاق أحد قيادات حركة كفاية الذى كان له رأى مخالف للآراء السابقة لإيمانه الشديد بنجاح الإضراب لصدق القضية، واعتقادا منه بأن الامتناع عن الدراسة فى هذا اليوم، مطالبين بتأجيل سداد المصروفات الدراسية إلى النصف الثانى من العام الدراسى على أن تكون فى حدود ما حدده القانون، والحفاظ على كرامة المعلمين بصرف مستحقات الكادر لهم جميعاً دون ربطها بامتحانات. وصرف أجر شهر إضافى بمناسبة شهر رمضان لجميع العاملين بالدولة وأصحاب المعاشات لمواجهة حريق الأسعار المتواصل، هو ما سيكون سببا فى نجاح هذا الإضراب وليس لفشله كما يدعى البعض.
السياسيون يؤكدون أن كثرة الإضرابات بدون هدف محدد تفشل قبل أن تبدأ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة