مناظرة ساخنة بين يوسف البدرى وإسلام بحيرى

الإثنين، 15 سبتمبر 2008 01:18 ص
مناظرة ساخنة بين يوسف البدرى وإسلام بحيرى كتابات بحيرى .. لا تزال محل جدال!!
كتب وائل السمرى وعمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البدرى: البخارى سمى كتابه بـ"الصحيح"، فكيف نقول إنه ضعيف؟
بحيرى: أريد الدفاع عن النبى محمد وعقيدته وصورته أمام الناس

فى المناظرة الثانية التى استضافتها قناة الصفوة لمناقشة كتابات الباحث إسلام بحيرى الكاتب باليوم السابع، جمع الإعلامى جمال عنايت بينه وبين الشيخ يوسف البدرى عضو مجمع البحوث الإسلامية، واستهدفت المناظرة مناقشة فكرة مراجعة كتب التراث، بما فيها كتب الحديث .. وبدأ بحيرى حديثه "إن التفرقة بين صحيحى البخارى ومسلم وباقى كتب التراث، تفرقة ظالمة، وإن كانت هذه الكتب بها ضعف"، مشيراً إلى أن أى باحث فى الدين لديه خطة، فإذا كان يستطيع أن ينقح من التراث، فسوف يصطدم بالبخارى ومسلم، لأن الكثير يأخذون عنها أنها كتب مقدسة، ولكنهم فى النهاية بشر ولهم مساحة من الخطأ وهو ما نريد البحث فيه. وتابع بحيرى "حينما أتكلم عن البخارى فأنا لا أشتم فيه، ولا أشكك فى شخص البخارى، لأن الدين محفوظ به وبمن جاءوا بعده من العلماء".

بدأ يوسف البدرى حديثه هادئاً على غير العادة قائلاً: لقد صدمنى إسلام بحيرى (بغير إسلام) وهو مجرد دارس جامعى تنتمى ثقافته إلى قوم معينين، لكن لو درس فى الأزهر فى قسم دراسات إسلامية أو لغة عربية أو أية جامعة أخرى، لاختلف انتماؤه الحضارى والفكرى عما هو عليه الآن، وقال البدرى: إن القرآن أتى بأشياء هو – أى إسلام – ينكرها مثل حديثه عن الجن وقوله، إنه من الظلم التفرقة بين البخارى ومسلم وكتب التراث الأخرى، وكذلك إشارته إلى أن كل الكتب القديمة تعود الى 14 قرناً مضت من الزمان، وما لا يصح عندهم قد لا يصح عندنا .. واستكمل البدرى قائلاً "هو ينسب إلى الرسول مرضاً عجيباً، وهو الهلاوس (وهو إن صح) فمعنى ذلك أن الرسول كان مصاباً بالهلاوس مما سحر عقله وغيبه".

وتساءل البدرى: ماذا قرأ إسلام بحيرى من كتب الفقه والأحاديث وكتب التراث؟ وكيف استطاع أن يعرف ضعف سند هذا الحديث أو ذاك؟ هل أجاد علم هؤلاء الرجال؟، يقصد البخارى ومسلم، ماذا يعرف عن المقبول والمردود من الأحاديث؟. وهاجم البدرى بحيرى قائلاً "إنت حافظ كلمتين وتريد أن تشكك فى أحاديث النبى بعد أن انتهى الباحثون جميعاً إلى أن الحديث يثبت بالنقل لا بالعقل".

لكن بحيرى رد عليه بأن سأله: هل كل من لم يدرس فى الأزهر، لم يدرس الإسلام الصحيح وليس له خلفية دينية؟، وعلى الرغم من ذلك – يكمل بحيرى – فإن الإمام محمد عبده وهو شيخ للأزهر رد أحاديث للبخارى ومسلم سنداً وعقلاً، وكذلك فعل تلميذه الشيخ رشيد رضا. واستشهد بحيرى برواية البخارى عن سحر النبى وقال: إن هذا الحديث باطل والشيخ محمد الغزالى ـ وهو أحد الأزهريين أيضاً ـ قال رفضوا هذا الحديث، كما رفض العديد من الأحاديث الأخرى، وطالما خالف الحديث المعقول فيجب أن يرفض.

هنا، رد عليه البدرى، متهماً بحيرى بأنه "معتزلى"، وأن المعتزلة كانوا يعلون من شأن العقل على حساب النقل، وهذا ما ينكره البدرى، جملة وتفصيلاً.. واستطرد البدرى "أنه لام الشيخ الغزالى على اتباعه لفرقة المعتزلة، وأنكر عليه ذلك".. فقال البحيرى، نحن لا نعلم شيئاً عن هذا، فالشيخ الجليل محمد الغزالى توفى، لذلك لا نستطيع من التثبت من ادعاء البدرى، وتابع "إن كلام البدرى يحتوى على مغالطة كبيرة، وهى أن فكر المعتزلة ليس فكراً فى الفروع ولكنه فكر فى العقائد، والمعتزلة أبعد ما يكونوا عن ذلك، ومن يرد حديثاً فى البخارى فهذا ليس معناه أنه يرد رسول الله، ولكنه يكذب من نقل عن رسول الله، ويجوز أن يوجد فى البخارى كثير مما لا يعقل أو يصدق نقلاً من المدلسين والضعفاء". وأشار بحيرى إلى أن هناك 1300 حديث معلق ذكرهم البخارى مما أسقط سنده لشخص، مثل حديث "إن النبى كان يجد أثر السم الذى أكله فى خيبر فمات شهيداً بالسم"، وهذا الحديث معلق وهو كذبة كبرى.

فى المقابل، رد البدرى أن ما من أحد فى الدنيا فعل مثلما فعل البخارى .. لدرجة أنهم قالوا إن "من ترجم له البخارى فقد اجتاز القنطرة"، وهذه الأحاديث المعلقة دافع عنها بالتفصيل الإمام ابن حجر العسقلانى فى كتابه "هدى السارى .. مقدمة لفتح البارى"، وأضاف البدرى: البخارى إذا علق حديثاً فإنه يعرف كيف يعلق، والأحاديث التى صححها جمعها من بين 500 ألف حديث، وقال إن ما تركت من الصحيح يبلغ أضعف ما جمعته.

وأكد البدرى أن المراجعة لمثل هؤلاء الناس – أى البخارى ومسلم - تكون لبعضهم البعض، لأنهم كانوا فى عصر العلم وقريبين من عهد النبوة، لكن بحيرى اعترض عليه بأن الإمام الألبانى أيضاً رد 8 أو 9 أحاديث للبخارى، وهو رجل من المعاصرين الذين يقول عليهم الشيخ – أى البدرى – لا يجوز أن يراجعوا البخارى، ونحن بذلك نريد أن نثبت مبدأ المراجعة لكتب التراث.

لكن يوسف البدرى احتد عليه قائلاً: هل أنت الألبانى؟ ثم إن الألبانى أعاد هذه الأحاديث قبل موته، مما دفع بحيرى ليقول له "الألبانى لم يفعل ذلك .. إن تلاميذ البخارى أنفسهم كانوا يضعفون أحاديث لمسلم".

وهنا تدخل الإعلامى جمال عنايت موجهاً حديثه لبحيرى: ماذا تريد بدعوتك هذه لمراجعة كتب الحديث؟، فرد عليه بحيرى "كل ما أريده الدفاع عن النبى محمد وعقيدته وصورته أمام الناس". وتدخل البدرى قائلاً "يا أخى دافع عنه ضد الإسرائيليات التى تطعن فى سيرة الرسول أو الصور التى تأتى من هولندا، لماذا لا تراجع التوراة التى تقول إن نبياً سقته ابنتاه خمراً ليعاشرهما؟".

وأضاف البدرى لا يجوز لنا مراجعة كتب الحديث إطلاقاً، والإمام البخارى سمى كتابه بـ"الصحيح"، فكيف نقول إنه ضعيف؟، وتابع البدرى "البخارى كان يضع شروطاً قاسية للقبول بالأحاديث، وحينما وجه له البعض انتقادات وجهوها له لتغاضيه عن بعض هذه الشروط". فرد بحيرى عليه: لماذا تغاضى عن هذه الشروط؟، فأجاب "لأنه لا يحتاجها"، مما دفع بحيرى إلى الرد قائلاً "كون أن البخارى سمى كتابه الصحيح فهذا لا يشفع له، والبخارى كان لا يحتكم إلا لنفسه، وفى الأول والآخر البخارى "بشر" يجوز أن يخطئ ويجوز أن يصيب، وبالفعل أورد البخارى أحاديث لآحاد ولمدلسين، ومن روى حديث زواج النبى بعائشة وهى بنت تسعة أعوام هو نفسه الذى روى حديثاً يقول فيه، إن النبى الكريم سحره طفل يهودى فمكث ثلاثة أشهر لا يدرى ما يقول، فكيف إن صدقنا هذا الحديث أن نصدق القرآن الذى نزل على النبى فى تلك الفترة؟، وأنا بالطبع لا أريد أن أشكك فى القرآن، ولكنى لا أصدق أن الرسول المحفوظ من قبل الله والمعصوم من الخطأ يسحره طفل يهودى.

الشيخ البدرى اعترض على ما قاله بحيرى وقال أنت تفتش فى "الزبالة" وتخرجها علينا، فقال بحيرى: "ولماذا تريدنا أن نتحفظ بالزبالة؟!".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة