على طريقة هشام سليم

الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"

الإثنين، 15 سبتمبر 2008 11:18 م
الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة" الصحفيون يضربون كفاً بكف كلما رأوا أنفسهم على شاشة التلفزيون
تحليل يكتبه محمد بركة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرضت شخصية الصحفى نفسها على دراما رمضان لهذا العام، ولكنها للأسف جاءت فى صورة سطحية تفتقد للعمق وتخلو من مفردات الواقع، وبالتالى خلت من المصداقية، وأصبح الصحفيون كلما رأوا أنفسهم على شاشة التلفزيون ضربوا كفاً بكف وتندروا فى سخرية ومرارة!

لقد اعتدنا أن تأتى شخصية الصحفى على هامش الأحداث، وقلما كانت شخصية محورية، ولكن المشهد اختلف فى السنوات الأخيرة، أصبحنا نرى البطل صحفياً أو صحفية، كما أصبحت أجواء العمل فى جريدة يومية أو مجلة أسبوعية شيئاً مألوفاً لجمهور المسلسلات.

آخر تجليات هذا التطور، عدة مسلسلات أهمها على الإطلاق "فى إيد أمينة" فى هذا المسلسل نجد هشام سليم رئيساً لتحرير صحيفة يومية مستقلة، شخصية تتراوح بين الانتهازية والتردد، سكرتيرته شابة لعوب، يقدم على طرد عدد كبير من المحررين فى خطوة مفاجئة ضغطاً للنفقات، ولا يتورع عن عقد "صفقة" مع رجل أعمال فاسد تقوم الجريدة بمقتضاها بتلميع رجل الأعمال والإشادة بمواقفه ومشاريعه، مقابل أن يساهم بحملة إعلانية كبيرة لدعم الصحيفة.

ولنا هنا أكثر من ملاحظة، فالسيناريو لم ينفذ لتفاصيل العمل الصحفى اليومى ولو بشكل عابر، والمحررون فى الجريدة يظهرون فى كل لقطة وكأنهم بلا عمل حقيقى ومعظمهم فوق الأربعين، مع أن الواقع يؤكد أن الوقود المحرك للصحافة المستقلة هم شباب صغير السن، فى بدايات العشرين من العمر، والغريب أن المصور الصحفى يحمل ـ طوال المسلسل- كاميرا بدائية تجاوزها الواقع، ولم يظهره السيناريو وهو يضبط زاوية أو يلتقط صورة بحرفية، وما يفترض أنها "صالة تحرير" الجريدة، تبدو كما لو كانت "كافيه" شبابى، لا عمل للصحفيين فيه سوى أن يندبوا حظهم كلما تعرضوا لمشكلة مع رئيسهم ويضعوا أياديهم على خدودهم انتظاراً للفرج الذى يأتى دائماً على يد "أمينة" أو يسرا، التى فات على السيناريو أن يخصص لها مكتباً مستقلاً يتساوى مع مكانتها فى الجريدة، ما دامت من القيادات الصحفية بها!

هشام سليم بأدائه الناضج، البعيد عن الانفعال، استطاع أن يمسك بروح الشخصية، لكن المشكلة أكبر من تتوقف على الأداء التمثيلى، فالمساحة الأكبر تحظى بها يسرا، فقد كان المؤلف حريصاً على أن يظهرها كمغامرة تتحدى الأهوال بحثاً عن الحقيقة، وهذا أوقعها فى العديد من مظاهر الافتعال مثل مشهد المواجهة المضحكة بينها وبين شاب مجرم.

وهنا تتجلى مشكلة أخرى من مشاكل تعامل الدراما التلفزيونية مع شخصية الصحفى، فهو إما فاسد يبتز رجال الأعمال، وإما مغامر يتحدى الصعاب والأهوال حتى يكشف الحقيقة التى لا يعرفها دائماً رجال الأمن! والدراما الجيدة هى التى تشتبك مع الواقع، ولا تكتفى بتقديم النمط الجذاب جماهيرياً فقط، فـ 99 % من الصحفيين ليسوا فاسدين مبتزين، كما أنهم ليسوا مغامرين أو أبطالاً!


موضوعات متعلقة..

◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة