نقلت صحيفة الفايننشيال تايمز عن رئيس مجلس إدارة الصناديق والمحافظ المالية فى المجموعة المالية "هيرمس" هاشم منتصر، أن الشرق الأوسط أصبح مركزاً جاذباً للاستثمار الأجنبى، خاصةً مع فتح السعودية "صاحبة أقوى سوق للأوراق المالية فى المنطقة" أبوابها أمام المستثمرين الأجانب، مؤكداً أن هذا يعد علامة بارزة على طريق الاستثمار فى المنطقة.
لكن منتصر يرى أن فرض قيود على حجم ملكية الأجانب للشركات المدرجة فى بورصات المنطقة، يمثل عائقاً لتدفق الاستثمارات الأجنبى إلى المنطقة، ويضيف أن خريطة الاستثمار فى المنطقة قد تغيرت ملامحها مع تنامى اهتمامات وطموحات المستثمر، إذ أصبحت المنطقة أكثر قدرة على المنافسة مع تزايد عدد الشركات الكبرى بها. وأشار رئيس شركة هيرميس أن المجموعات الدولية الكبرى مثل: دويتشه، وميريل لينش، وجى. بي.مورجان، بدأت فى البحث عن فرص استثمار لها فى الشرق الأوسط، وشجعها على ذلك افتتاح مجموعات مالية كبرى مثل هيرمس، مجموعة من المكاتب فى دبى، معتبراً أن الأمر سيشجع دخول المزيد من كبار اللاعبين إلى أسواق الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح منتصر أنه منذ إنشاء أول صندوق للمجموعة فى المنطقة "ميدا" فى 2005، تنامى حجم الأصول التى يديرها الصندوق من 50 مليون دولار إلى 3.5 مليار دولار، من إجمالى 8 مليارات دولار مجموع الأصول التى تديرها المجموعة المالية هيرمس، هذا وقد أنشأت هيرمس فرقاً لإدارة الصناديق والمحافظ المالية فى مصر والإمارات والسعودية وقطر، تتركز أنشطتها على خدمة المستثمرين من المؤسسات الأجنبية.
وأكد رئيس المجموعة المالية هيرميس أن صندوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للفرص، بلغت أصوله مليار دولار منذ إنشائه فى سبتمبر الماضى، كما بلغت صافى عائداته المجمعة نحو 31% حتى نهاية يوليو الماضى. ويرى منتصر أن أكثر الأسواق المالية جاذبية فى المنطقة هى السوق السعودية بعد هبوطها بنسبة 30%، حيث يتم التداول فيها بمضاعفات ربحية بلغت 31 مرة فى عام 2008. كما يرى أن أسواق دبى وأبو ظبى تمثل فرصاً استثمارية جيدة، بالرغم من تضخم قطاع العقارات لديها، لكنه يعتقد أن أى حركة تصحيحية للأسعار فى قطاع العقارات فى دبى ستكون معتدلة، ولن تؤدى إلى انهيار، ويتوقع ألا يتجاوز الأمر مجرد هبوط بسيط، كما يعتقد أن الأسواق الأصغر حجماً تمثل فرص استثمار طيبة مثل قطر التى تتمتع باحتياطى ضخم من الغاز، وتلقى قطاعات البتروكيماويات والمصارف والعقارات اهتماماً كبيراً.
وأشار أنه على الرغم من أن كل دولة فى المنطقة تختلف من حيث السيولة فى أسواق الأوراق المالية وحجم تعاملات المستثمرين الأجانب ومستوى الحوكمة، إلا أنه لا يزال هناك اتجاه من قبل المستثمرين للتعامل مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككتلة واحدة، مشيراً إلى أن هذا الوضع سوف يتغير مع زيادة معرفة المستثمرين بكل سوق على حده، وأضاف أن الأزمة العالمية للائتمان أدت إلى انخفاض إقبال المستثمرين على الأسواق الناشئة، إلا أن الاهتمام عاد إلى أسواق الشرق الأوسط، وأصبحت شهية الاستثمار أكبر الآن مما كانت عليه منذ ثلاث سنوات.
وكشف منتصر عن خططه لإطلاق صندوق للأوراق المالية طويلة الأجل، يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية بحلول نهاية العام، تلبية للطلب المتنامى على المنتجات الإسلامية. هذا وتوقع منتصر أن خطوة انفتاح السوق السعودية للأجانب ستؤدى إلى دخول المزيد من أسواق المنطقة إلى مؤشر (مرجان ستانلى كابيتال إنترناشونال) للأسواق الناشئة، بالإضافة إلى مصر والمغرب مما سيزيد من جاذبية المنطقة.
رئيس مجلس إدارة المجموعة المالية هيرمس
الشرق الأوسط مركز جذب للاستثمارات الأجنبية
الإثنين، 15 سبتمبر 2008 11:42 م