سيناء تحت الحصار بسبب .. غزة

الأمن المصرى يعاقب الفلسطينيين لأنهم فرطوا فى أرضهم

الإثنين، 15 سبتمبر 2008 10:22 ص
الأمن المصرى يعاقب الفلسطينيين لأنهم فرطوا فى أرضهم الأمن يمنع مظاهر التأييد لأهالى غزة
كتب سهام الباشا ومحمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أوامر عليا بمنعكم من المرور .. أنتم بتعملوا كده ليه .. الفلسطينيون هم السبب فى اللى بيحصلهم .. هما اللى باعوا أرضهم" ، أقاويل رددها رجال الأمن على مسامع المواطنين الذين حاولوا العبور إلى رفح، ضمن الحملة الشعبية لفك الحصار عن غزة، لإقناعهم بالعودة إلى بيوتهم. ومن لم يقتنع، يظل عالقا على أبواب الإسماعيلية، ممنوعا من الدخول إليها، خاصة بعدما أجبر الأمن ثلاثة أتوبيسات على الرجوع بدون ركاب بما فيها من أغراض شخصيه ووجبات للإفطار.

لم يشفع للحملة مشاركة 15 قاضياً و11 عضو مجلس شعب، بل تم اعتراضها مع أول نقطة مرور على أبواب الإسماعيلية، لتؤكد سيناريو الاعتراض الأمنى الذى رسمه فهمى هويدى فى أحد مقالاته خلال الأسبوع الماضى.

هويدى قال، إن الأمن لن يعترض القوافل من نقطة تحركها بدار الحكمة بشارع قصر العينى بالقاهرة، وذلك خوفا من أن يعقب ذلك مظاهرات أو اشتباكات مع المواطنين وسط الشارع الأكثر أمنا فى مصر، بل سيكون الاعتراض خارج حدود القاهرة ومع أول نقطة مرور.

وتمثلت أولى المضايقات الأمنية فى سحب الرخص واختطاف المفاتيح وإجبار السائقين على الرحيل، وذلك فى التاسعة صباحا أمام معبر تحصيل الرسوم بالإسماعيلية، الذى تحول إلى ثكنة عسكرية. وكان اعتراض الأمن على مرور القافلة أثار غضب الشباب المشاركين فى الحملة، مما دعا بعضهم للهتاف بحماس شديد وبصوت عال، فيما افترش فريق آخر الأرض ليقطع الطريق أمام السيارات المتجهة إلى الإسماعيلية، كوسيلة للضغط على الأمن بالسماح لهم بالمرور، لكن رجال الأمن استخدموا كاميراتهم فى تصوير الشباب وهم يقطعون الطريق. فى الوقت الذى منع رجاله العديد من مصورى الصحف والقنوات التليفزيونية، على رأسها bbc من التصوير بحجة عدم الحصول على الترخيص.

وأمام هؤلاء، وقف أحد الشباب ويدعى أحمد يوسف ـ فى منتصف العشرينيات من عمره ـ يبكى بكاء شديدا بدون توقف، فاقتربنا منه لنسأله عن السبب .. فأجاب قائلا "أكثر حاجة أثرت فى نفسى هو أن أحد الضباط قال لى إن البعض بيقول إن أنتم قابضين!، ساعتها صدمت صدمة عمرى وأخرجت له محفظتى عشان يشوف معايا كم من الجنيهات".

وقبل أن ينهى أحمد جملته سمعنا سيدة تصرخ فى وجه عقيد شرطة .. وعندما ذهبنا إليها عرفنا أن سبب صراخها هو رفضها لما يقوله لها ولمن معها، حيث قالت "حرام دول غلابة ومعملوش حاجة إيه اللى أنت بتقوله دة"، هنا بادرها العقيد قائلا "الفلسطينيين هم اللى باعوا قضيتهم، وبدل ما تودوا مساعدات للخارج إدوها للفقراء اللى موجودين عندنا".

والغريب أن الأمر لم يقتصر عند هذا الحد بل تعداه لمحاولة إعطاء دورات تدريبية فى صحراء الإسماعيلية حول مفهوم الديمقراطية!

كان المحاضر بالطبع ضابط أمن دولة، والمشاركون فيها هؤلاء المواطنون الثائرون الذين تركوا قضية فك الحصار عن غزة، حيث بدأ المحاضر كلامه بأنهم يتمتعون بأسمى معانى الديمقراطية بدليل الهتافات والشعارات التى يرددونها للتنديد بالنظام الحاكم ومطالبتهم إسقاطه، وأضاف قائلا "دانتم حتى ماخلتوش حاجة إلا وقولتوها حتى التوريث اتكلمتوا عنه، رغم أن ده مش موضوعكم النهاردة أنتم عاوزين إيه أكتر من كدا؟"..

فرد عليه أحد المشاركين بأن هذه الحرية والديمقراطية (مقيدة ومزعومة)، مستنداً إلى عدم قدرتهم على التحرك داخل بلدهم، بالرغم من أن القانون كفل لهم ذلك .. وهنا ثار غضب الضابط ورد بصوت عالى "أنتم بتعرفوا كل حاجة على مزاجكم طبعا الديمقراطية مش بالهرجلة دى".

أما بالنسبة لبعض تصرفات الأمن مع المواطنين .. فقد اتسمت بالكثير من الشد والجذب، أهمها إجبار المواطنين على ترك الأتوبيسات، بما فيها من أغراضهم الخاصة وسحب رخص قيادة سائقى الأتوبيسات التى كانت ستنقلهم لرفح.

وفى أول رد فعل من أحد المشاركين على تعليقات الضابط، قرر ضياء الصاوى أحد أعضاء حزب العمل الإسلامى والبارز فى مجموعة شباب 6 أبريل، أن يسير على قدميه حتى يجد أية وسيلة مواصلات يستقلها ويتجه إلى رفح بمفرده .. وبالفعل سار على قدميه أكثر من 5 كيلو مترات حتى استقل أحد الميكروباصات، واستطاع المرور من أول كمين بسلام، لكنه لم يسلم من الكمين الآخر، حيث عرفه رجال الأمن وقالوا له "انزل يا ضياء أنت واللى معاك .. مش هتروحوا".

ولم تسلم وسائل الإعلام هى الأخرى من تشدد رجال الأمن، فبالرغم من قيام العديد من القنوات الفضائية، وعدد من مصورى الصحف بتصوير ما يحدث، إلا أنه عندما اقترب مصور الـbbc جاء أحد الضباط، وقال له "ممنوع التصوير!"، كأنها الوسيلة الإعلامية الوحيدة الموجودة أو القادرة على نقل ما حدث.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة