أكدت مصادر عقارية فى المقطم، تضرر أسعار العقار بسبب حادث الدويقة الذى انهارت فيه عدة منازل تحت صخرة انهارت من حافة الجبل، ليسجل التراجع نسبة تتراوح بين 20 و25%.
وفيما نفى المهندس محمد شريف رئيس مجلس إدارة شركة المدينة المنورة للمقاولات، هذا الأمر، بمبرر أن المقطم له عشاقه الذين لا يتأثرون بالأحداث الطارئة، قال الدكتور يحيى القزاز أستاذ الجيولوجيا فى جامعة حلوان، إنه من الطبيعى أن تتأثر أسعار العقارات بحوادث الانهيارات المبنية على أسس علمية، مؤكداً أن معدل التآكل فى الحواف يبلغ 1.7 متر سنوياً، ما يعنى أنه خلال 50 عاماً، سيصل التآكل منطقة القصور الفارهة التى بنيت فوق الهضبة العليا.
ودلل القزاز على صحة حديثه بالدراسات الجيولوجية التى رصدت تآكلاً فى حواف المقطم بلغت 55 متراً خلال الأعوام الـ 39 الماضية.
وقال عقارى، طلب عدم ذكر اسمه، إن معدل الحجز فى مشاريعه العقارية تأثر بصورة ملحوظة "تجمدت نهائياً"، بسبب حادث الانهيار، مما دفعهم للهبوط بالأسعار وتبليغ مكاتب العقارات فى المقطم بالأسعار الجديدة، لتشجيع الإقبال، لكن النتيجة لا تزال سلبية جداً.
وأوضح المصدر نفسه، أن كثيراً من الحجوزات كادت تلغى من أصحاب الشقق الذين دفعوا مقدم حجوزات منذ أكثر من عام فى مشاريع عقارية تملكها شركته فى المقطم، لولا تطمينات هندسية، أعادت بعض الثقة إلى نسبة قليلة منهم.
لكن المهندس محمد شريف يقول إن الإقبال على الشراء تأثر منذ عام ونصف العام تقريباً، بسبب ارتفاع أسعار الحديد، وليس بسبب حادث الدويقة، مؤكداً أن الحوادث تؤثر على السوق تأثيراً لحظياً لا تتجاوز مدته شهراً، ثم تعاود الحجوزات وضعها الطبيعى.
وعاد المصدر العقارى الذى طلب عدم ذكر اسمه للحديث، مؤكداً أن أسعار العقارات فى المقطم تلقت ضربتين فى النصف الأخير من أغسطس الماضى، الأولى بسبب تراجع أسعار الحديد، وإعلان شركة عز رسمياً هذا الانخفاض، مما اضطر الكثير من راغبى الشراء لتجميد حجوزاتهم، ترقباً لتراجع الأسعار، وبالتالى تراجع الطلب.
وأضاف العقارى ذاته، أن الضربة الثانية كانت الأقوى، وتتمثل فى انهيار صخرة الدويقة، حيث تخوف الكثير من راغبى السكن فى المقطم، من احتمالات تعرض الهضبة لهزات أو تداعيات انهيار أخرى، "وهذه الضربة جمدت أيضاً الحجوزات بشكل أثر على الطلب أمام المعروض، لتنهار الأسعار".
يذكر أن أسعار العقارات فى المقطم تراوحت بين 3000 و4000 جنيه للمتر المربع للشقق السكنية فى العمائر متعددة الطوابق (4 طوابق فوق الأرضى)، وبين 2500 و3000 جنيه للمتر المربع فى الفلل ذات الطابقين فقط.
وسجلت الأسعار الجديدة تراجعاً بمقدار 750 جنيهاً للمتر المربع فى الشقق و500 جنيه للمتر المربع فى الفلل، ولا يتوقع أن تتماثل عقارات المقطم للشفاء قبل عام، لتتكرر الحالة نفسها الخاصة بزلزال 1992.
ومن المعروف جيولوجيا، أن جبل المقطم عبارة عن تبة من الحجر الجيرى عمقها 11 متراً، عائمة فوق طبقة من الطفلة القابل للتمدد والانكماش، وبالتالى إحداث التصدعات والفواصل تأثراً بمياه الصرف الصحى ورى الحدائق، وغسيل الشوارع والأرصفة، ما يهدد بحدوث تشققات وانهيارات أرضية، تصيب سكان الهضبات الثلاث فى الجبل بالهلع.
وعاد الدكتور يحيى القزاز لتحذير السكان من صعود الجبل، مؤكداً أن الانهيار سيفاجئ سكان الهضبة الوسطى، بعد 50 عاماً لا محالة، طبقاً لأبحاث علمية موثقة.
أبراج نصير ومشروعات إعمار تعجلان بانهيار جبل المقطم
جيولوجيون: لا تسكنوا الجبل .. سينهار بعد حين
صخرة الدويقة تحطم أسعار عقارات المقطم
الأحد، 14 سبتمبر 2008 01:54 ص