صراع على فضائيات وصحف وفنادق واستثمارات وفنانات

حرب باردة بين السعوديين والليبيين فى مصر

الأحد، 14 سبتمبر 2008 01:52 م
حرب باردة بين السعوديين والليبيين فى مصر لا توجد فرصة فى الأفق لوقف الحرب الباردة الليبية السعودية
كتب أحمد عليبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرب باردة بين السعودية وليبيا تدور رحاها هذه الأيام على أرض مصر، وتتجدد مشاهدها بين الحين والآخر، بلا هوادة، وبحسب رؤية عدد من المراقبين لا توجد فرصة فى الأفق القريب لوقفها، مع وجود من يشعل وطيسها على الجانبين، كما لا تعدم استخدام سلاح المال والنفوذ وأجهزة المخابرات، بينما تقف القاهرة فى منتصف المسافة بين فريقين لا تريد خسارة أحدهما على حساب الآخر، غير أنها تتدخل لضبط إيقاع الجدل السياسى والمكائد والغيرة بين الحين والآخر، حين يتعلق الأمر بأمنها القومى.

أحدث فصول الحرب السعودية الليبية رصدتها مصادر رفضت الكشف عن هويتها قالت، إن أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية يقود الجانب الليبى فى الحرب، بينما يديرها عن الجانب السعودى هشام ناظر سفير السعودية فى القاهرة، ويشمل الصراع قنوات فضائية واستثمارات وفنادق وأرضاً أحياناً.

سياسياً، دبلوماسية الكراهية بين الجانبين ممتدة، وفى كل مرة كانت القاهرة مسرحاً للحرب السعودية الليبية.
اقتصادياً، سعت الرياض هذا العام إلى زيادة استثماراتها فى القاهرة، لتصل إلى 2.8 مليار دولار، وردت عليها ليبيا بزيادة قيمة استثماراتها هى الأخرى لتصل إلى مليارى دولار، حسبما أكد قذاف الدم في شهر مايو الماضى، ودخل الطرفان فى مباراة الاستثمار ففى الوقت الذى حصل فيه مستثمرون سعوديون على مئات الآلاف من أمتار الأراضى فى القاهرة والساحل الشمالى بعد رفع الحظر عن تملك الأجانب، نجح قذاف الدم فى الحصول على 500 فدان أرض بناء فى منطقة التجمع الخامس - شرق القاهرة - فى مزاد أجرى لهذا الغرض فى العام الحالى.

التنافس امتد إلى المنشآت السياحية والفندقية، فالسعوديون يمتلكون أفخم الفنادق المصرية مثل فورسيزون وجراند حياة وغيرهما، فى المقابل حرص الليبيون على أن يكون لهم موطأ قدم فى هذه الصناعة، بامتلاك شيراتون القاهرة وهيلتون الغردقة وسويس إن، فى دهب وغيرها، وفى الوقت الذى يقوم السعوديون بتمويل جمعيات أنصار السنة المحمدية فى القاهرة وفروعها يقوم الجانب الليبى بتمويل مشروعات فى المنطقة الغربية، خاصة بين صفوف قبائل أولاد على فى مرسى مطروح وعلى المسافة الممتدة حتى الحدود الليبية.

أحدث فصول التناحر السياحى محاولة الجانب الليبى شراء فندق جراند حياة الذى يمتلكه رجل الأعمال السعودى الوليد إبراهيم، والذى تسبب فى أزمة مكتومة مؤخراً بمنع تقديم الخمور فى الفندق، وهو ما أثار استياء القيادة المصرية، وقد حاول الليبيون الاصطياد فى الماء العكر، إن جاز التعبير، فعرضوا شراء الفندق وهو ما تحفظ عليه السعوديون، ليس كرها فى بيعه، لكن رفضاً أن يؤول إلى الليبيين.

يتفق السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق مع القول، بإن هناك حالة من التنافس على الجانبين، وهى مشكلة مزمنة وليست حديثة العهد، لكن الجديد هو أن التنافس قائم على جسد مصر، وهناك لكل جانب مجموعة فى مصر تروج لأهدافها ولعدائها مع الجانب الآخر، وفى المنتصف بين الجانبين إعلاميون واقتصاديون يقبضون ثمناً باهظاً ويحصدون مكاسب جراء هذا الصراع، لدرجة أن لكل فريق قوائم مدرجا عليها من معه ومن ضده. كما أن بعض رجال الأعمال من الجانبين يجرى توجيههم سياسيا فى العملية الاقتصادية، ويتلقون الأوامر لإبرام نوعيات معينة من الصفقات.

عبد العظيم المغربى أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب، يؤكد ما ذهب إليه الأشعل فى أن التنافس السعودى - الليبى أمر قائم، ولا يمكن إنكاره على المستويين السياسى والاقتصادى، وقال: هو تنافس شديد ومصر تكف يدها عنه، ولا ينتظر حله فى الأمد القريب، السعوديون قبليون أكثر من اللازم، وهو صراع يضر بالصف العربى ويزيده تصدعا. وأضاف: مصر فى النهاية يعنيها جملة الاستثمارات التى تتدفق إليها من الخارج، ولا يهمها الصراع من هذه الوجهة، لكن يهمها فى المقابل ضبط إيقاع العمل الدبلوماسى على أراضيها حين يتعلق الأمر بأمنها القومى.

الحرب الثقافية والإعلامية مجال آخر للصراع والسعودية كان لها قصب السبق بمجموعة قنوات أوربت، وإيه.آر .تى، إلى جانب الاستعانة بمجموعة من الصحف المصرية التقليدية، الأهرام والأخبار، أما الجانب الليبى فلا يزال يحبو إعلاميا فى مصر من خلال قناة الساعة، أو عبر صحف مثل الأسبوع والكرامة والنهار والأخيرة صحيفة صغيرة مغمورة.

الساحة الفنية بدورها لم تكن بمنأى عن دوائر الصراع السعودى - الليبى وأشهرها شركة «شعاع» للإنتاج الفنى التى يساهم النظام الليبى نفسه فى تمويلها، حيث أقيل مديرها الدكتور عمر صميدة، على خلفية ظهوره فى المناسبات وأجهزة الإعلام مع شخصيات إعلامية سعودية وعربية وثيقة الصلة بالمملكة، فكان الرد الليبى هو إرسال أحد رجال المخابرات، وهو يوسف الدبرى العقيد فى جهاز المخابرات الليبى لإدارة الشركة، مع زيادة رأسمال الشركة من 3ملايين دولار إلى 50 مليون دولار لهذا الغرض، حتى إن محاولات الرفض المصرية التى وجهها رجل الأعمال المصرى محمد أبو العنين أحد المساهمين فى الشركة للجانب الليبى لم تفلح، وتفاقمت الأمور بعد مجىء الدبرى إلى القاهرة، حيث اتخذ لنفسه مقراً فى أحد الفنادق الشهيرة لاستقبال الفنانين والفنانات المصريين والعرب الذين يتفقون والميول الليبية.
ميزان القوى بين الدولتين فى مصر يميل لصالح السعودية كما هو واضح، إذ يمكنها استخدام جميع أسلحتها فى حال تحول الصراع من بارد إلى ساخن مع ظهور بوادر أية أزمة سياسية ستكون مصر مسرحها الإقليمى بالتأكيد، ولا يخفى أن للدولتين سفارتين بالقاهرة، كل منهما بها رجال أمن ومخابرات ومستشارون شأن أية سفارة بأية دولة فى العالم، والرجال على كل جانب يراقبون الرجال على الجانب الآخر ويرصدون تحركات بعضهم البعض ويرفعون بها التقارير اللازمة إلى عاصمتى بلديهما.

مقر الجامعة العربية تحديداً ساحة للتصادم فى القاهرة وإن كان من وراء الكواليس وأحياناً أمامها، آخر شواهد هذا التصادم وثيقة البث الفضائى العربى التى سعى السعوديون ومعهم مصر إلى إخراجها إلى حيز النور، فيما تكتل الليبيون ومعهم القطريون لإرجائها، وتبقى الحرب دائرة.

لمعلوماتك
فى 2007 أثار القذافى ضجة، حين تحدث عن أن الخلافة الفاطمية فى مصر تعد النموذج الأمثل للحكم الإسلامى، الذى يجب إعادته من جديد، وهو ما أغضب السعوديين على وجه الخصوص وتباروا فى الرد عليه وتفنيده.

2002 قام ليبيان بصفع وزير الخارجية السعودى سعود الفصيل على وجهه فى أحد فنادق القاهرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة