قالت صحيفة الواشنطن تايمز، إن القاهرة أصبحت عاصمة التناقض، حيث تجد لوحات الإعلانات للفيلات والمدن الفاخرة تصطف على جانبى الطرق السريعة، وتجد المزيد من المشروعات العقارية الضخمة والتى تقتصر على الأثرياء فقط، فلقد أعلن مستثمر خليجى مؤخراً عن مشروع يتكلف 2.1 مليار دولار، لبناء فيلات ذات مواصفات فاخرة فى الوقت الذى نجد فيه أن حوالى 40% من الشعب المصرى يعيشون على أقل من دولار يومياً، كما أن التضخم ارتفع لأكثر من 20%.
وأضافت الصحيفة، أن العديد من الناس يرون الأموال لا تتدفق سوى لحساب رجال الأعمال الأثرياء الذين يسيطرون على حكومة مبارك، حيث تزداد تلك الطبقة العليا ثراءً، والفقراء يزدادون فقراً، فلقد قام أهالى حى الدويقة الذى وقعت فيه كارثة الصخرة التى أودت بحياة أفقر فقراء مصر، ودفنت أسر بأكملها تحت صخور المقطم بضرب المسئولين بالأحجار، خاصة أن الحكومة لم تبذل جهداً كافياً لمساعدة وحماية هؤلاء، وفق وصف الصحيفة.
ويعيش حوالى نصف سكان القاهرة فى أحياء فقيرة ذات بنايات عشوائية تم بناؤها بعد دفع رشاوى لمسئولين وموظفين حكوميين، ويقطنها معظم من أتوا من الريف بحثاً عن عمل، وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الخبراء نبهوا إلى احتمالية حدوث كارثة الدويقة، ولكن الحكومة لم تهتم ولم تلتفت.
وأوضحت الصحيفة، أنه قبل عشرين عام، قامت الحكومة ببناء مساكن مؤقتة بالقرب من الدويقة، ولكنها أصبحت فيما بعد أكثر فقراً من الدويقة، حيث التلوث وندرة الخدمات، الأمر الذى دل على فشل الحكومة فى توفير حياة بشرية طبيعية لهؤلاء المواطنين.
وأشارت الصحيفة، أن مشروع سوزان مبارك للإسكان، والذى تبرعت فيه دولة الإمارات العربية ببناء مساكن لإيواء الفقراء فى مصر أيضا شابه الفساد، حيث يوجد حوالى 10 آلاف شقة فارغة دون ساكن، والسبب أن المسئولين عن المشروع طلبوا رشاوى تقدر بعشرة آلاف جنيه للشقة الواحدة، ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين، أنه للحصول على إحدى الوحدات السكنية فى هذا المشروع إما أن تدفع أو أن تكون أحد أقرباء مسئول كبير أو محافظ.
دولار يومياً لمواطنين وفيلات وقصور لآخرين
الواشنطن تايمز: القاهرة عاصمة التناقضات
الأحد، 14 سبتمبر 2008 01:58 م