قدم شريف منير مشهد وفاة شقيقه الأصغر "كريم"، غرقاً فى البحر بالعين السخنة فى مسلسل "قلب ميت"، بحرفية شديدة وأداء طبيعى وغير مفتعل، واستطاع توصيل شعوره بالذنب وإحساسه بأنه السبب فى موته، لإعطائه أموال لشقيقه للسفر دون علم والده.
جسد شريف هذا المشهد بأداء عالٍ، فشعر كل من تابع المشهد بآلامه وأحزانه التى ظهرت عليه، ودموعه التى انهمرت بانسيابية شديدة، جعلت دموع المشاهدين تنهمر معها، ثم جاء أداؤه متوازناً فى مشهد الدفن، خاصة عندما مسح شريف وجهه بـ "التى شيرت" الذى يرتديه أكثر من مرة، لأنه لم يكن لديه الوقت الكافى ولم يفكر أيضاً فى أن يحمل منديلاً فى جيبه، ليمسح به دموعه فجاء المشهد طبيعياً.
واستطاع المخرج مجدى أبو عميرة توجيه الممثلين فى مشاهد الوفاة والدفن والجنازة "لكريم" بشكل شديد الإحكام والتميز، فجميعهم أدوا هذا المشهد بواقعية ومنطقية، استطاعت إقناع المشاهد بالحدث، فالكل أجاد، بدءاً من الوجه الجديد ميار الغيطى التى جاء أداؤها التمثيلى متقناً وطبيعياً، مروراً بمنى هلا التى قدمت رد فعل صامتاً، عندما دخلت فى حالة فقدان للوعى وعدم القدرة على الكلام لفقدانها شقيقها التوأم.
أما الفنان جمال إسماعيل فقد شعرنا وهو يؤدى المشهد الحزين على فقدان ابنه، بأنه لن يكمل المشهد واقفاً على قدميه من شدة التأثر.
فعلى مدى حلقتين الكل شعر بحجم الكارثة التى أصابت أسرة "أبو شامة"، حيث نجح المخرج فى نقل الإحساس بمدى الفاجعة التى تصيب أسرة صغيرة فقيرة لا تمتلك من الدنيا سوى إحساسها بالدفء العائلى، عندما تفقد أحد أفرادها فى غمضة عين.
