فى ندوة عن كتاب سعيد توفيق "عالم جمال الغيطانى"..

الغيطانى: أنفر الآن من الأشكال الكلاسيكية للرواية..

السبت، 13 سبتمبر 2008 03:02 م
الغيطانى: أنفر الآن من الأشكال الكلاسيكية للرواية.. ندوة لمناقشة كتاب سعيد توفيق "عالم جمال الغيطانى"
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقامت دار العين للنشر ندوة لمناقشة كتاب الدكتور سعيد توفيق الصادر مؤخرا عن الدار، بعنوان "عالم جمال الغيطانى"، وشارك ف الندوة د. سعيد توفيق ود. شاكر عبد الحميد، بالإضافة إلى الكاتب جمال الغيطانى وأدارت الندوة د. فاطمة البودى مديرة دار العين.
تحدث فى البداية د.سعيد توفيق عن سبب اختياره للكتابة عن "عالم الغيطانى"، موضحا أن النقد مثل الإبداع "اختيار"، ولا بد أن يكون الناقد متعاطفا مع ما يكتب عنه أو ملتزما "بالفهم العاطفى" كما كان يسميه الفيلسوف الألمانى هيدجر، الذى يولد حوارا مع النص، لا يكون فيه الناقد صامتاً، بل يساير العمل ويحاوره، لكى يتوحد مع النص ويستنطقه.

وأوضح توفيق، أن هذا ما حدث مع كتابات الغيطانى التى وجد فيها ما كان يؤمن به من رؤى فلسفية، أما د. شاكر عبد الحميد فاتفق مع توفيق فى مسألة التعاطف مع النص المراد الكتابة عنه، لأن هذا يحدث تماثل بين الناقد والنص، مما يجعله مفتوحا أمامه وبالتالى يقدر على استيعابه وتحليله والوصول إلى أغواره، وبالتالى يتمكن الناقد من أداء وظيفته الأساسية، ألا وهى تقديم جماليات النص الإبداعى.

وتحدث الكاتب جمال الغيطانى عن علاقته بالفلسفة، مشيرا إلى أن "أعتقد أن الأسئلة الفلسفية هى التى يطرحها الكبار، مثل السؤال المشهور: أنا جيت منين؟، مضيفا: كان سؤالى الخاص هو إمبارح راح فين؟، وكل ما فعلته فى حياتى بعدها كان محاولة للفهم، وسؤال الزمن هذا قادنى إلى الاهتمام بالفلك، حتى أننى كنت أقضى أياماً كثيرة فى مرصد حلوان، لأتابع ظهور النجوم، وحركة الكواكب.

قال الغيطانى: كل ما فعلته فى حياتى هو البحث عن الخصوصية، فأنا فى رأيى أن أى كاتب لا بد أت تكون له بصمة مختلفة عن الآخر. وهذا يأتى من تعدد اهتمامات الكاتب، أنا مثلا مهتم بالموسيقى الشرقية وبالسجاد الإيرانى، فى إشارة منه إلى أن صناعة السجاد كانت حرفته الأساسية، وكل هذه الاهتمامات كانت من أجل تحقيق الخصوصية.

وعن كتاب سعيد توفيق يقول: لا أجامل إذا قلت إن هذا نص على النص، فتوفيق ليس ناقدا وإنما هو إنسان عنده نفس تساؤلاتى، وهذا ما ظهر من كتابته عن كتاب دفاتر التدوين، وبالمناسبة ليست كل هذه الدفاتر واقعية، فالدفتر الأول خيال محض، لا يوجد فيه أية واقعة حقيقية، ولكنى انطلقت من سؤال صوفى يقول: ماذا كان ممكنا أن يكون لو أن ما لم يكن قد كان؟.

وأضاف الغيطانى: دفاتر التدوين هى مشروعى، الذى حلمت به منذ البداية، حيث تمنيت أن أكتب عملا ضخما على مدار السنين، وهو عمل مفتوح وأعتقد أنها خرجت بشكل جديد، وعن موقفه من الرواية الآن قال: الرواية طبقاً للمفهوم الكلاسيكى تحدد مفهوما للحياة، وهذا غير مقبول الآن بالنسبة لى، فأنا الآن أنفر من الأشكال الكلاسيكية للرواية، التى فى آخرها كلمة "انتهت"، فكيف تحدد نقاطا تمشى عليها 1.2.3 ليموت أحمد عبد الجواد فى النهاية.

العودة إلى الأصل هى الهاجس المسيطر على الغيطانى، كما أكد فى الندوة وقال: أنا عندى فكرة بسيطة وهى فكرة العودة للأصل، فمثلا المرأة فى "رشحات حمراء" هى نفسها المرأة التى شاهدتها صغيراً فى قريتى وكانت تسمى فعلا الحمراء، واكتشفت أن كل النساء اللواتى عرفتهن فى حياتى يرتبطن بصلة ما أو بأخرى لهذه "الحمراء"، وعن علاقته بالمكان والحنين إليه يقول، فكرة الحنين المسيطرة على جزء كبير من كتابتى، فى الأساس هى طقس فى قريتى يمارسه النساء حينما يتجمعن فى بيت أحداهن وينشدن الأغانى بصوت مرتفع، وذلك حتى يحن الناس لفريضة "الحج"، وأنا عندما سافرت من الصعيد إلى القاهرة، نازعتنى الأشواق إلى بلدتى الأولى، كما أننى عشت فترة طويلة فى الجمالية، التى أصبحت مرجعاً بالنسبة لى، فحينما أذهب إلى أى مكان فى العالم أقول "بس برضه مش زى الجمالية".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة