أثار مقال مدحت قلادة، القيادى البارز بأقباط المهجر، جدلا كبيراً عند نشره باليوم السابع، وفجر موجة انتقادات حادة لأقباط المهجر وأفكارهم الأقرب للطائفية بين مفكرين وشخصيات قبطية لها ثقلها. ورغم اتفاقهم على وجود مشكلات تواجه أقباط مصر، إلا أنهم نفوا أن يكون لها خلفيات دينية، أو أن يكون لها ارتباط بمناسبة دينية محددة كشهر رمضان الكريم، الذى ربط قلادة بينه وبين تصاعد أعمال العنف ضد الأقباط فى مصر .
استنكر المفكر القبطى جمال أسعد ما جاء بمقال قلادة، وقال إن هذا الطرح الطائفى مرفوض جدا ، ولا يصدر إلا عن شخص لا يعيش فى مصر ولا يعى ما يدور فيها ، ولا يريد لها السلام . مضيفا أن شهر رمضان من أكثر شهور السنة التى يزيد فيها التواصل إنسانيا واجتماعيا بين المسلمين والأقباط الذين وصفهم بالـ "المصريين الحقيقيين" الذين يؤمنون أن مصر لكل المصريين بعيدا عن التطرف والمغالاة .
وانتقد أسعد الذين يقسمون مصر إلى مصر مسلمين ومصر إقباط ، وقال إن هؤلاء هم الذين لا يشعرون بشهر رمضان. وأضاف أن الادعاءات القائلة بأن المسلمين يضطهدون الأقباط ويثيرون معهم المشكلات خلال شهر رمضان كاذبة وعارية تماما من الصحة ، وإن لم ينف أسعد وجود بعض المشاكل التى تواجه الأقباط عموما ، مؤكدا أنها معروفة للجميع وأن حلولها بسيطة، فقط تحتاج رغبة حقيقية فى حلها من جميع الأطراف . وأضاف أن المتاجرين بهذه المشكلات لهم أغراض أخرى بعيدا عن الدين وحقوق الأقباط كما يزعمون . لأن المتاجرة بالقضية فى غير صالح الأقباط والمسلمين على السواء ، ولن تحل مشاكل الأقباط فى مصر بل ستضخمها.
وأبدى أسعد استياءه من طريقة تناول قلادة لقضية الأقباط فى مقاله ، مؤكدا أنه ليس من باب اللياقة أن يتم تناول هذا الشهر الكريم بهذه الطريقة التى لا تليق بالقيم المسيحية التى تدعو إلى الحب والتسامح ، وبالتالى فهى لا تتفق مع قيم المسيحية .
وأكد ممدوح رمزى المحامى القبطى أن اضطهاد الأقباط موجود فعلا فى مصر، ولكن ليس له وقت محدد ، وغير مرتبط بشهر محدد أو بمناسبة دينية إسلامية بعينها . وأوضح أنه لم يفهم المقصود من مقال مدحت قلادة تحديدا ، ولا سر هجومه على شهر رمضان بالذات. وقال إن اضطهاد الأقباط مسلسل مجهز من جانب الدولة وتشارك فيه بسلبيتها تجاه القضايا التى تتطلب تدخلا مباشرا وسريعا .
ووجه رمزى كلامه إلى مدحت قلادة قائلا "اضطهاد الأقباط ليس له علاقة بشهر رمضان إطلاقا، على العكس رمضان شهر تسامح ومحبة بين المصريين مسلمين وأقباط" . واتفق معه هانى لبيب الكاتب القبطى ، مؤكدا أنه ضد مثل هذه المقالات المستفزة، ووصف تصريحات قلادة فيها بـ "الهزل" و"التهريج السياسى"، قبل أن يتساءل متعجبا : " ماذا يقدم أقباط المهجر هذا الشكل من المقالات المثيرة ؟".
من جانبه قال كمال زاخر - المنسق العام لجبهة العلمانيين – إن كل طرف يعبر عن رؤيته بأسلوبه، وطرح مدحت قلادة فى مقاله يعبر عن رؤيته تجاه قضية الأقباط فى مصر ، وهو رصد تاريخى لأحداث طائفية حدثت فى مثل هذه الأوقات دون ترتيب مسبق أو قصد لتواكب حدثا دينيا بعينه عند المسلمين ، أما الأحداث الطائفية والاضطهاد الذى يتعرض له الأقباط يحتاج بالفعل إلى دراسة موضوعية لعلاجه ، لا أن يكون العلاج بمثل هذه الطرق. مضيفا أنه ليس مع الرصد التاريخى لهذه الأحداث وتأويلها لتحقيق نظرية المؤامرة التى يلجأ إليها البعض . وأوضح زاخر أن مقال قلادة هو رد طائفى على أحداث طائفية.
قالوا إنه لا يصدر عن شخص يعى ما يدور فى مصر
رفض قبطى لمقال مدحت قلادة باليوم السابع
الخميس، 11 سبتمبر 2008 01:26 ص