المفتى: الحب فى زماننا يحتاج لمحاكمة

أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن الإسلام انتشر بالأخلاق وليس بالسيف كما يزعم البعض، وبحسب الإسلام – على حد قوله – إنه لم يلوث تاريخه باستعمار أو محاكم التفتيش وتفرقة بين أبيض وأسود "لذا فنحن غير مطالبين بالاعتذار لأحد"، مضيفا أن الأمة الإسلامية هى الوحيدة من بين الأمم التى جعلت من عبيدها حكاما واستشهد بمقولة المؤرخ ريتشارد اليوت "بعد مائة سنة من دخول الإسلام مصر وإيران وبلاد الشام كانت نسبة المسلمين فى هذه البلدان 5%، وبعد مائتى عام من دخوله كانت نسبتهم 20%، وبعد مرور أكثر من ألف عام تعدت النسبة 90% فأين هو الإكراه".

وقال جمعة فى الندوة التى عقدتها جمعية مصر الجديدة – السبت – إن العالم بحاجة للمسلمين بعد أن أصبح يشكو ويئن من اختفاء منظومة الأخلاق ولابد علينا نحن المسلمين أن نكون القدوة الصالحة للعالم، خاصة بعد أن قامت "اليونسكو" بعمل تقرير يحمل عنوان "التعليم ذلك الكنز "قالت فيه: لابد أن نربى أبناءنا على القيم وإلا لن ندرى أين ذهبت الأخلاق؟ وأكد جمعة أننا لو بحثنا فى السنة النبوية سنجد كنوزا عجيبة تحمل من الأخلاق ما يزيد على تقرير اليونسكو.

كما رفض جمعة أن يكتفى البعض بوصف النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه مصلح وعظيم فقط، مؤكدا أنه نبى فوق كل ذلك وبالتالى تجتمع فيه كل صفات المديح مدللا على ذلك ببعض المواقف التى تبين أخلاق النبى، مثل رفقه بالأطفال وتواضعه للفقراء واحترامه للنساء، وأضاف جمعة أن حب الصحابة للرسول كان أكبر من حب الأم لابنها، فى حين يدعى البعض الآن حبه للرسول وهو أبعد ما يكون عن هذا الحب المتعصب وعلق على ذلك بقوله "الحب فى عصرنا هذا يحتاج إلى محاكمة وسيخرج منها منتصرا لأن العيب فينا وليس فى الحب"

وقام المفتى فى نهاية الندوة بالإجابة على بعض الأسئلة الخاصة بالصيام والزكاة، حيث أكد أن من الجائز أن تستخدم شنطة رمضان كفارة لعدم صوم غير القادر، كما أجاز جمعة تقسيط مبلغ الزكاة إذا كان الفقير المستحق لها غير رشيد فى إنفاقه، كما أفتى جمعة بعدم جواز أداء صلاة التراويح خلف الصلاة المنقولة تلفزيونيا من الحرم المكى، كما أفتى بعدم جواز أداء الشخصيات الدينية فى الأعمال الفنية، كالأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة، وقال أيضا إنه لا يجوز استخدام أموال الزكاة فى بناء المساجد طالما يوجد فقراء بين المسلمين مدللا على ذلك بقوله "لابد أن نهتم بالساجد قبل المساجد وبالانسان قبل البنيان".