طاه لم يعشق الطبخ فى صغره..

الشيف أسامة السيد.. قلب موازين الطبخ

الخميس، 11 سبتمبر 2008 03:37 ص
الشيف أسامة السيد.. قلب موازين الطبخ
نقلاً عن الحياة اللندنية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتوقع الشيف أسامة السيد "سفير شركة براون المتخصصة فى الأجهزة الكهربائية المطبخية والوجه الإعلانى المألوف"، القادم من دبى إلى جدة للاحتفال مع جمهوره، بأن يجد هذا العدد الهائل من الجمهور الذى ينتظره فى أحد مولات جدة الشهيرة، فأكثر من 2000 سيدة انتظرن قدومه حاملات فى أيديهن أجهزة الجوال لتصويره ولالتقاط صورة معه، كما تقول إحدى الحاضرات أم مهدى التى جاءت تنتظره لأكثر من ساعتين.

وقالت إحدى السيدات: "أتابع برنامجه بشكل يومى واشتريت كتابيه المتخصصين فى الطبخ، وبصراحة له الفضل فى نجاح زواجي"، وأضافت أن حياتها الزوجية كانت مهددة وغير مستقرة لعدم إجادتها للطبخ وبعد أن نصحها الكثير بمتابعة الشيف أسامة، استطاعت أن تتجاوز المحنة التى كانت بسبب المطبخ" على حد قولها، فالشيف أسامة كثيراً ما يشجع السيدات للدخول إلى عالم المطبخ ويقول "لا للاستسلام" يقصد فى حالة عدم نجاحك للمرة الأولى هذا لا يعنى فشلك، وهذا سبب احتفاظ مشهد الجماهير الغفيرة والمكتظة من حول الشيف، خيل للبعض بأن هناك فناناً أو مطرباً أو ممثلاً، لدرجة أن بعض الصبايا اللاتى لا يعرفن شيئاً عن المطبخ حضرن إلى المكان فقد خيل لهن بأن "تامر حسني" يتسوق فاكتظت النساء والفتيات من حوله.

الشيف "الطباخ" أسامة السيد مصرى الجنسية، لم يعشق المطبخ يوماً من أيام طفولته على عكس غيره، ولم يتعرف على موهبته إلا بعد أن أنهى دراسته بمعهد الفنادق بالعاصمة المصرية فى عام 1979، التى تفرض على طلابها التعرف على جميع خدمات ومرافق الفندقة، فوجد نفسه كما يقول فى حديثه لـ "الشرق الأوسط" يعثر على ضالته فى المطبخ.

من هنا ومن بين الأفران والصاج ورائحة الملح والفلفل الأسود، كتبت بداية هذا العشق بين أسامة السيد والمطبخ، ليجد نفسه وبشكل سريع استطاع أن يجمع من المال ما لم يكن باستطاعته أن يجمعه فى أى مهنة أخرى وهذا سبب كما يقول: "الطبخ صار بالنسبة لى مهنة أكثر من هواية، فكان لابد من تطوير أدواتى للاحترافية".

ولم يعترض من حوله على مهنته الجديدة "الطباخ"، بل صار اسمه مشهوراً ومعروفاً فى مصر فى غضون سنوات، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل مسيرته فى الدراسات المتخصصة فى مجال الطهي، حيث درس فن التجميل بالسكر والشوكولاتة والثلج وغيرها من الفنون من خلال دراسته فى L’Académie de cuisine بولاية ميرلاند عام 1982، بالإضافة إلى الدراسة المتخصصة فى علم التغذية من جامعة كورنيل الأمريكية فى عام 1988. وظل فى أمريكا قرابة ستة وعشرين عاماً عمل خلالها كرئيس للطهاة فى أهم مطاعم العاصمة الأمريكية، وكان نائباً لرئيس أكبر شركة للحفلات الخاصة بأمريكا وقام بأعمال المتحدث بأسماء أكبر شركات للأدوات المنزلية فى أوروبا، وكذلك قام بالتدريس فى بعض مدارس الطهى الأمريكية.

شغل الشف أسامة العديد من المناصب، حيث عمل رئيساً للطهاة عام 1981 فى مطعم Serbian Crown وهو من أرقى المطاعم الفرنسية الصربية بواشنطن، عام 1983 تدرج ليصبح رئيساً للطهاة ومسئولاً عن المطبخ فى واحدة من أهم شركات الحفلات الخاصة بالعاصمة الأمريكية Braun's Fine Caterers ، وهى الشركة المسئولة عن تحضير وإعداد الحفلات الخاصة لغرفة التجارة ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض وغيرها. وساعدته الشركة كما يقول كثيراً ليتعلم فنون المطابخ العالمية بين أوروبية وشرق آسيوية وهندية ومكسيكية من أبناء نفس تلك المناطق ويقول: "عملى فى أمريكا تطلب منى أن أجيد جميع أنواع المطابخ العالية".

أياً كانت، فضيوف البيت الأبيض من جميع دول العالم وعادة ما ينظمون حفلات على شرف وفد ما، فعلى سبيل المثال إذا كان الوفد هندياً فمن المفترض أن يعد الطعام الهندى على نفس جودة ومذاق المطبخ الهندى الأصيل، "فكنت استضيف طباخين هنوداً يجيدون المطبخ الهندى لأتعلم منهم وهكذا حتى طورت نفسى وتعلمت جميع أهم وأشهر الأطباق فى كل مطبخ من المطابخ العالمية".

وبعد أن نال شهرة واسعة فى أمريكا توقف السيد أمام نقطة كانت تراوده كثيراً ما جعلها رسالته، ألا وهى نشر المطبخ الشرقى ليكون عالمياً كما يقول: "لم يتعرف الشرقيون أنفسهم على هذا المطبخ، وبالتالى لم يتعرف الغرب عليه، باستثناء بعض المطابخ كاللبنانية والسورية". ويضيف: "من خلال سفرى وتنقلى من بلد لآخر اكتشفت أنه على سبيل المثال تختلف سفرة وأطباق السعوديين من منطقة لأخري، إضافة إلى أن أهل الحجاز لا يعرف معظمهم إعداد الأطباق لشهيرة لأهل نجد والعكس صحيح وهكذا فى بقية المناطق، هذا ليس فى السعودية فحسب، فالنموذج ينطبق فى جميع الدول العربية".

وتحقيقاً لرسالته لم يكتف السيد بإصدار كتاب للطبخ، فتوجه للتلفزيون الذى فتح أمامه باب الشهرة على مصراعيه وصار واحداً من أشهر نجوم الطبخ فى العامل العربي، وتتسابق شركات المنتجات الغذائية أو الكهربائية المتعلقة بالمطبخ بأن يكون الوجه الإعلانى لمنتجها، وهذا كما يقول عمر صاحب مدير التسويق لشركة براون بمنطقة الخليج "أجرينا دراسة للسوق قبل أن يقع اختيارنا للشيف أسامة السيد فأثبتت النتائج، بأن الشيف يحتل المرتبة الأولى كأفضل طاه تفضله النساء وتتابع برنامجه، فهو يتمتع بأسلوب سهل وسلسل فى عرضه لطريقة إعداد الطعام ويتوافق فى هذا مع فكرة الخلاط ملتيكويك".

لم يجد السيد صعوبة فى تقديم برنامجه "مع أسامة أطيب"، فالمسألة كلها كما يقول: "أركز فى إعداد الطعام دون أن أهمل اتصالات وملاحظات المشاهدات". وبسؤاله عن جملة "سر الطبخ"، يضحك ويقول: " قديماً كان الطبخ يحتفظ بسر نكهة طعامه ليبقى سراً لبعد موته، وقد يورثه لعائلته لتكمل من بعده ما قام به وكثيراً ما كانت عائلات أوروبية وأمريكية تحتفظ بهذا السر، لأنه يعد ماركة لوجبتها الشهيرة، إلا أن الوضع اختلف اليوم فلم يعد هناك ما يسمى بسر الطبخ، لأن من يرفع هذا شعاراً له يدل على أفكاره التقليدية وخوفه من المنافس، وبالتالى هو غير قادر على التطور ومواكبة جنون الأطباق المتجددة وغير مبتكر".

على الرغم من أن الشيف أسامة السيد، متزوج وأب لثلاثة هم آدم وعمر وسارة، إلا أنه يترك المطبخ فى البيت لزوجته، لأن البيت هو عالمها ومملكتها الخاصة ولا يدخله إلا بعد موافقتها. ومن الجدير ذكره أنه حصل على العديد من الجوائز لمشاركته فى مهرجانات الطهي، ومنها الجائزة الأولى فى مسابقة Culinary Salon بواشنطن، وأخيراً حصل على العضوية الشرفية فى World Gourmet Club فى مهرجان Grand 2006 Gourmet Summit.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة