الداخلية تحذر الدقهلية من الفيضان

حذرت وزارة الداخلية للمرة الأولى منذ إنشاء السد العالى المواطنين من فيضان النيل هذا العام فى دلتا مصر، خاصة الأماكن الملاصقة لمجرى نهر النيل. ففى مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية قامت مديرية الأمن بتحذير المواطنين من فيضان النيل وطالبتهم بالاستعداد وتوخى الحذر خلال موسم الفيضان، ووزعت منشورا على النوادى والمبانى يقول:على المواطنين واضعى اليد على الجذر والمساطيح داخل القطاع المائي، وكذلك الأراضى الواقعة بين نهر النيل وجسر النيل، الاستعداد وتوخى الحذر خلال موسم الفيضان وعمل الاحتياطيات اللازمة، حيث إنه سيتم صرف كميات كبيرة من المياه بنهر النيل، مما قد ينتج عنه ارتفاع منسوب المياه وغمر بعض الجذر والمساطيح داخل القطاع المائى، وذلك على واجهة نهر النيل ببندر طلخا.

يأتى هذا التحذير وكأنه يعود بنا للوراء بمصر لما قبل بناء السد العالى، وعلى المواطنين الاستعداد ببناء سدود من الطين وتجهيز أحجار لبناء سدود على النيل، وعلى كل فرد أن يستعد أو أن يترك مكانه ويرحل منه حتى يهدأ فيضان النيل.

وقد سادت حالة من السخط على أجهزة الدولة من هذا التحذير خصوصا فى منطقة النوادى، والتى يصل عدد النوداى فيها إلى 22 ناديا، بالإضافة إلى المبانى الرسمية وغير الرسمية، كلها ينطبق عليهم هذا التحذير، مما يعنى تعرض استثمارات بملايين الجنيهات لفيضان النيل وهذا أمر لايمكن تصوره، حيث إن مصر عندها من البحيرات والمجارى المائية ما يمكنها من السيطرة على هذه الفيضان فلماذا هذا التحذير؟

قامت شرطة مركز طلخا بتوزيع المنشور بتوقيع العقيد راغب الجندي، وأخذ توقيعات إدارات النوادى والنقابات بعلمهم باحتمال حدوث الفيضان وعليهم الاستعداد دون أن تقول مدى خطورة الفيضان ومدى ارتفاعه وما هى الاستعدادات التى تطلب منهم أخذها.

يقول محمد إبراهيم ( مدير أحد النوادى ) إن التحذير جاء لنا ووقعنا على استلامه دون أن نعلم. ماذا نفعل فهذه هى المرة الأولى منذ إنشاء النادى منذ بداية تسعينيات القرن الماضى يأتى هذا التحذير. كما تساءل: هل يمكن أن يحدث ذلك كما حدث بجزيرة الوراق فى ثالث أيام العيد عندما أتت المياه لهم من كل مكان وأغرقت كل شئ، وكان دور الوزارة الوحيد أنها حذرتهم من الفيضان وتركت المواطنون يواجهون الفيضان حتى غرقت الجزيرة.

من جهته، يقول عيسى مصطفى ( من سكان منطقة النيل بطلخا ) كيف يحدث ذلك ونحن المحافظة قبل الأخيرة فى مصب نهر النيل، ومعنى حدوث ذلك أن مصر كلها ستغرق هذا العام، أم أن السد العالى يمكن ألا يتحمل فيضان هذا العام وتحدث الكارثة على مصر كلها، ولماذا يأتى هذا التحذير فى مجرد ورقة يتم توزيعها دون أى توعية للمواطنين، فالمصريون قبل بناء السد كانوا يستعدون لاستقبال الفيضان جيدا ويقومون ببناء السدود، حتى أنه عندما كان يأتى لا تحدث إلا أقل الخسائر، أما الآن فنحن نعيش فى أمان منه منذ ما يزيد عن 40 سنة، ويأتى اليوم الذى تقول فيه الداخلية أنها حذرت المواطنين ووقعوا على ذلك.