فى الوقت الذى يرفض فيه التليفزيون المصرى عرض مسلسل ناصر على شاشته، فجر أحد الوزراء السابقين مفاجأة جديدة رغم مرور سنوات على حدوثها، وهى أن الحكومة أخذت قرارا بعدم الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو إلا فى الاحتفالات الكبرى، واستندت الحكومة فى قرارها إلى تجارب الدول الكبرى فى أوروبا وأمريكا والتى تقصر الاحتفال بالأعياد القومية على التواريخ الفاصلة مثل اليوبيل الفضى والذهبى أو الماسى والاحتفال بمرور مائة عام، وأضاف الوزير أن الاحتفال بذكرى الثورة فى التليفزيون ظل متروكا لكبار القيادات فى المبنى، حيث يقتصر الاحتفال فى بعض القنوات على مجرد عرض فيلم من أفلام الثورة، بينما تقوم قنوات أخرى بإعادة عرض الأفلام التسجيلية وأغانى الثورة بمبادرة من المسئولين.
من جانبه أكد الكاتب أسامة أنور عكاشة أن الاحتفالات بذكرى ثورة يوليو ألغيت منذ عهد السادات، وما تحدث عنه الوزير السابق ليس جديدا لأن الاحتفالات تتركز فقط على حرب أكتوبر وأبطالها ولو طال المسئولون محو عبد الناصر من سجلاتهم لفعلوا ذلك، ورغم ذلك فإنه ما زال موجودا فى أذهان الملايين من المصريين والعرب، فسيظل تاريخه ملحمة وليس بحاجة إلى احتفال أو إلى مسلسل, وما تفعله الحكومة الآن ما هو إلا تصرفات مؤقتة وتجربة متكررة منذ عهد السادات.
لا يختلف د. عبد المنعم الجميعى – أمين عام الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وأستاذ التاريخ الحديث بجامعة الفيوم, عن الرأى السابق موضحا أن التقليل من شأن الزعماء السابقين عادة مصرية قديمة منذ العهد الفرعونى, فتحتمس الثالث محى آثار الملكة حتشبسوت وكثير من ملوك الأسره الفرعونية, وهاجم كل من مصطفى كامل وأحمد شوقى الثوره العرابية, وهاجم سعد زغلول البطل محمد فريد ورفض دفنه فى مصر.
وانطبق الحال على العصر الحديث، ورغم محاولات الحكومة القضاء على ذكرى عبد الناصر وثورته إلا أنها ستعجز عن محوهما من ذاكرة الأمة, فثورته غيرت مسيرة المجتمع المصرى بأكمله، ورغم عيوبها إلا أن الكثير من المثقفين والمؤرخين اعتبروها ركيزة من ركائز تاريخ مصر الحديث.