الحدثان فى أسبوع واحد.. لا يفصل بينهما سوى 72 ساعة. الأول جاء فى صفحة الحوادث فى مختلف الصحف المصرية، لكن لم يحظ الثانى بالنشر سوى فى دورية واحدة لا يطلع عليها سوى المسئولين.
الحدث الأول حكم محكمة جنايات المنيا على 14 متهما فى قضية تسريب امتحانات الثانوية، فيما ظهرت القصة الثانية فى ملحق الوقائع المصرية الصادرة فى 4 سبتمبر الجارى. كانت مفاجأة جريدة الوقائع ثقيلة، حين أوردت نص 11 قرارا لوزير التعليم الدكتور يسرى صابر حسين الجمل، المشهور باسم يسرى الجمل، بتحويل 11 مدرسة خاصة من نظام التعليم العادى، إلى نظام تعليم على طريقة الأمريكان "هاى سكول ".
الغريب أن المدارس التى تم تحويل نظامها، جاءت فى مناطق لا أحد يتوقعها، فى أوسيم تم تحويل مدرستين، إحداهما فى عزبة الأبعدية بأوسيم، ومدرستين فى إدارة السلام، إضافة إلى مدارس فى مناطق راقية، مثل: مدرسة سان جوزيف بشرم الشيخ، وأخرى فى مدينة الطور. ومدرسة الشروق التابعة لإدارة غرب القاهرة، وميدرية أخرى فى مدينة العاشر من رمضان، ومثلها فى مساكن شيراتون بالقاهرة.
وجاءت المفاجأة فى مدارس الشويفات بمدينة 6 أكتوبر، حيث حولت نظامها إلى النظام الأمريكى، على الرغم من سمعتها العالمية فى نظامها التعليمى، مما يعكس مؤشر التكالب على النظام الأمريكى فى التعليم.
لكن التكالب على التعليم الأمريكى يبدو مواكبا لإصرار الأسرة المصرية على استئثارها بهذا النظام التعليمى لأبنائها، لأنه يقيهم أزمات الامتحانات من الحضانة إلى ما قبل الصفين الثانى والثالث الثانوى، اللذين لا تتجاوز نسبة الامتحانات فيهما أكثر من 40 %.
الأمر هنا لا يعكس انتقادا سلبيا لنظام التعليم الأمريكى، لكنه يسلط الضوء على التحولات التى طرأت على الأسرة المصرية، حيث أكدت إحصاءات رسمية وعملية موثقة اتجاه مؤشر الرغبات التعليمية فى مصر إلى النظام الأمريكى، حيث ينهض نظام الامتحانات فيه على أسئلة سريعة بنظام "الصح والخطأ"، ويحصل طلاب المدارس الأمريكية على درجات لا تقل عن 95 % عادة.
الأرقام تؤكد أن فاتورة التعليم فى مصر تتراوح بين 65 و80 مليار جنيه سنويا، وفقا لدراسة أجراها الباحث الاقتصادى د. عبد الخالق فاروق، وهذا المبلغ ينقسم بين ما تضخه الدولة وما تنفقه الأسر على التعليم الخاص.
