واحة سيوة تحتفى بالصائمين الجدد طوال رمضان

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008 05:05 ص
واحة سيوة تحتفى بالصائمين الجدد طوال رمضان
كتب حسن مشالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحة سيوة .. هذه البقعة الساحرة التى لا يعرف عنها الكثيرون إلا قليلاً وشهرتها عالمياً أكثر من شهرتها محلياً لطبيعتها وخصوصيتها الفريدة فى شتى المجالات، واستحقت أن يطلق عليها صفات تليق بها مثل "جوهرة مصر فى الصحراء الغربية" و "واحة الأحلام والأساطير"، حيث الفطرة والجمال والآثار وعيون الماء والنخيل والزرع والزيتون وسحر البشر التى تمتلئ حياتهم بعادات وتقاليد وخصوصية يمتازون بها دون غيرهم لذا كان لشهر رمضان عند السويين عادات وطقوس خاصة، اليوم السابع اقتربت منها ورصدت بعضها لنتعرف عليها أكثر.

تدين أهالى سيوة
يقول حمد خالد شعيب الباحث فى أطلس الفلوكلور المصرى، إن أهالى سيوة متدينون بالفطرة، لذا يتعاملون مع شهر رمضان بإجلال وورع ويمتنعون عن اللهو والموسيقى بما فى ذلك آلة "الشبابه" المحببة إليهم، والتى يسمونها بلغتهم الأمزيغية "تى شببت" وهى مصنوعة من النحاس وتشبه الناى فى إصدار نغمات شجية وحزينة، وكذلك يمتنعون عن أداء رقصة "الزقالة" الشهيرة وهى الرقص بالعصى كما يمتنعون عن كل الأشياء التى تلهيهم عن ذكر الله.

ويؤكد حمد على وجود طريقتين دينيتين فى سيوة، هما أقرب للتصوف "الطريقة السنوسية" و"الطريقة المدنية"، وهاتان الطريقتان ساهمتا فى لم الشمل بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين وقضت على النزاعات والخلافات بينهم.

الاستعداد لرمضان
تقوم النساء والأطفال بتنظيف الساحات حول المنازل وقطع بعض عراجين البلح، وتعليقها على أبواب المنازل ابتهاجاً بقرب الشهر الكريم ويقوم أهالى سيوة بإهداء المغتربين المقيمين فى الواحة البلح والطعام.
ورغم أن نساء سيوة جميعهن منقبات بطبيعتهن، إلا أنهن يحتجبن تماماً عن الخروج طوال شهر رمضان.

رؤية الهلال على الماء
قديماً كان هناك شخص حاد البصر يتمركز عند أعلى نقطة فى جبل "شالى" ومعه طبلة كبيرة لمراقبة طرق الواحة وقرع الطبل وتنبيه الناس فى حالة رؤيته لدخيل أو غزاة للواحة، وكان من ضمن مهامه أيضاً استطلاع الهلال من مكانه المرتفع حيث توضع بجواره "قصعة" كبيرة بها ماء لتكون بمثابة مرآة عاكسة وعندما يشاهد الهلال منعكساً على سطح الماء، يقرع الطبل بطريقة معينة، معلناً عن رؤية الهلال ومع التطور أصبح الإعلان عن رؤية الهلال بإطلاق أعيرة نارية، وكل من يسمعها يطلق أعيرة أخرى ليعرف أهالى المناطق البعيدة بقدوم الشهر الكريم.

المسحراتى
سيوة من المجتمعات التى عرفت المسحراتى منذ القدم، حيث كان يقوم شخص بالطواف بحماره على منازل الواحة المتفرقة وإيقاظ أهلها للسحور ومازالت هذه العادة موجودة حتى الآن.

تشابه الموائد فى رمضان
فى شهر رمضان من كل عام تتكفل مجموعة من أبناء سيوة بالمرور على المنازل وجمع الطعام والنقود ثم إعادة توزيعها على بيوت الواحة، وأصبح هذا التقليد عرفاً منذ القدم ولا يسبب حرجاً للفقراء، حيث يعطون ويأخذون وبهذا الأسلوب تتشابه موائد سيوة فى هذا الشهر الكريم.

ومن أهم الأكلات الملوخية السيوى والأرز بأصنافه والمكرونة واللحوم، ويفطر أهالى سيوة على التمر والرايب أو الزبادى ثم يذهبون إلى صلاة المغرب فى المسجد حيث يحرص الجميع على صلاة المغرب جماعة.

ومن المشروبات الخاصة بهم "اللتبى" أو روح النخلة وهو يستخلص من أحد أجزاء جزع النخلة وهذا المشروب مفيد ومقوى، لكنه إذا بات لليوم الثانى أصبح خمراً وضاراً.

حفاوة وهدايا للصائمين الجدد
تنفرد سيوة بظاهرة جميلة وهى الاحتفاء بالصائمين الجدد فى كل عام، حيث إن الصبى الذى يصوم لأول مرة لا يفطر فى منزله إلا آخر يوم فى رمضان، حيث يتبادل أقاربه وجيرانه ومعارفه استضافته يومياً على الإفطار وتقديم الهدايا له احتفاء به وبصيامه.

يؤكد ذلك السيد حبون من أبناء سيوة ويضيف أن الصائم أول مرة عند إتمامه صيام 15 يوماً يقوم بعمل (الأشنقوط)، وهو عبارة عن حفلة يجمع فيها أصدقاؤه وأقاربه ويقدم لهم الطعام (مكرونة ورقاق ملفوف بداخله لحم البط والبيض)، ويقدم لهم الحلو (عصيجه) وتتكون من الدقيق والسمن البلدى والسكر الناعم.
وعند إكمال الصائم الجديد لشهر رمضان، ومع أول أيام العيد يقوم بتوزيع نقود معدنية جديدة فئة 5و10 قروش على أصدقائه ومعارفه وأقاربه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة