مسلسل ناصر أبهر المشاهدين على مدار الحلقات العشر الماضية..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن للوجدان الشعبى المصرى أزمة مزمنة مع الملح... نعم مع الملح! والطبخة الرائعة الجميلة التى تتكلف الشىء الفلانى وتستهلك الوقت والمجهود ثم تفسد فى النهاية، ويكون مصيرها سلة المهملات؛ والسبب نسيان الملح تماما أو الإفراط فيه! والكلام هنا لا ينسحب على المطبخ فقط، بل على موسم الدراما الرمضانية كذلك!
فى مسلسل "ناصر"، الشخصيات مرسومة بدقة، والإيقاع سريع دون ملل، والتعامل مع المراجع التاريخية اتسم بالنضج والذكاء، ومجدى كامل يتفوق على نفسه فى تجسيد عبد الناصر شكلاً ومضموناً، صوتاً وصورة، وانفعالات، ومع ذلك يطالعنا العديد من الأخطاء الساذجة التى لا تليق بعمل كبير!
وفاء عامر فى الحلقة الأولى تظهر باعتبارها أم جمال عبد الناصر فى قرية بنى مر بأسيوط، أى سيدة ريفية من الصعيد "الجوانى"، ومع ذلك تتفنن فى رسم "حاجبيها" بأحدث لمسات 2008 رغم أن وقائع المشهد تعود إلى 80 عاماً انقضت على الأقل، فماذا كان يضير "وفاء" لو تركت حاجبيها بدون أى "لمسات" شهرين قبل التصوير، لتعطى المشهد مصداقية.
وفى نفس المسلسل يقف "الطفل" جمال على قبر والدته بعد رحيلها، وفى هذه اللحظة ينتقل زمنياً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، فى قفزة زمنية سلسة ومفهومة، لكن غير المفهوم أنه انتقل فى الثوانى ذاتها إلى المرحلة التى يجسدها مجدى كامل، وبعد انتهاء المشهد فوجئنا بأن الأحداث استمرت لعدة حلقات مع عبد الناصر "المراهق"، فلماذا ظهرت لقطة عبد الناصر "الشاب" وكيف لم ينتبه أحد إلى هذا الخطأ فيحذفه، ويمر المشهد دون أن يحدث التباس أو يثير سخرية المشاهدين.
كما كان غريباً أن "الطفل" جمال حين يزور قبر والدته يحمل إليها باقة من الزهور! فهل نحن فى باريس ولندن أم فى بنى مر؟ ألا يعرف المؤلف يسرى الجندى أن الشىء الوحيد الذى يحمله القرويون لزيارة قبورهم هو نوع من الفطائر والمخبوزات الفقيرة توزع على "الفقها"، والأطفال المتناثرين حول المقابر باعتبارها "رحمة ونور على روح المرحوم".
والأكثر غرابة أن السادة صناع المسلسل لم يكتفوا بذلك، فجعلوا جمال "الشاب" يكرر وهو ضابط بالجيش نفس المشهد، فيزور قبر الأم وهو مرة أخرى يحمل باقة الزهور إياها.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة