"لماذا لا ينظر بعض فنانينا فى التاريخ المدون على شهادة ميلادهم" راودنى هذا السؤال بشدة عند مشاهدتى لمسلسل "دموع فى حضن الجبل"، حيث فوجئت بأحمد عبد العزيز ونيرمين الفقى يقدمان شخصية طلاب فى كلية هندسة، واندهشت بشدة وتوقعت أن يكون هذا مجرد "فلاش باك"، أو أنهم يظهرون كذلك فى أول حلقة فقط ، ولكنى صدمت بعد متابعتى لعدة حلقات من المسلسل واكتشفت أن هذا لم يكن فلاش باك أو حلقة "وتعدى"، بل إنهم يجسدون دور طلاب جامعيين بالفعل.
نجد ذلك فى الوقت الذى ظهر فيه خالد صالح فى مشهد بأولى حلقات مسلسل "بعد الفراق" فى دور طالب جامعى يغش فى لجنة الامتحان، واكتفى بارتداء باروكة فى محاولة لإقناع الجمهور بأنه شاب صغير، وكان الأولى أن تستعيض المخرجة شيرين عادل عن ذلك المشهد بأن يأتى على سبيل الحكى والحوار بين خالد صالح وأحد الأبطال المشاركين معه على سبيل المثال.
كما يظهر شريف منير فى مسلسل "قلب ميت"، فى دور شاب فى بداية الثلاثينيات من عمره، كما ذكر هو بنفسه فى حواره مع والده جمال إسماعيل ضمن أحداث المسلسل قائلا له "يابا أنا عديت التلاتين ولسة معملتش حاجة فى حياتى"، مع أن عمر شريف تعدى الأربعين بعدة سنوات، وإن كنا نرى أنه كان ينبغى الإشارة ضمن أحداث المسلسل أن بطله شريف منير أو "رضا أبوشامة" فى نهاية الثلاثينيات على الأقل حتى نعطى جزءا من المصداقية للشخصية، إلا أننا نشيد ببراعة أداء شريف منير فى تجسيده للدور.
ولا أعرف كيف يقبل ممثل تعدى عمره الأربعين ربيعاً أن يؤدى دور طالب جامعى لم يتخط حاجز العشرين، خاصة أن هذه الظاهرة باتت واضحة بشدة فى الدراما المصرية، حيث بات الكثير من الممثلين الكبار فنا وسنا يظهرون فى أدوار ومرحلة عمرية لا تتناسب معهم، ولا يدرك هؤلاء أنه باستطاعة أى مشاهد الآن معرفة عمر الممثل، وأن لم يستطع معرفته بالتحديد سيحسب له متى كانت بداية ظهوره فى أول عمل له، ولاننسى أنه مهما برع عمال التجميل والماكياج فإن علامات تقدم السن تظهر على الوجوه.
