السياحة من أهم المجالات التى تشتهر بها مصر، حيث تتنوع المواقع السياحية بين طبيعية وتاريخية، ويأتى السياح إليها من جميع بلاد العالم. ومصر فى شهر رمضان تزداد ازدهاراً وتزيدها عادات المصريين وتقاليدهم ومشاعرهم جمالاً، فكل من حضر شهر رمضان هنا لا يمكنه إلا وأن يسأل عن موعد قدومه مرة أخرى كى يأتى لزيارة مصر فيه.
الإيطالية سنسيا زامبيتى زارت مصر كثيراً وعاشت الحياة الرمضانية فى مصر عدة مرات، حتى إنها تعلمت التحدث قليلاً بالعربية "عند زيارتى لمصر فى بداية الأمر، صادفنى حلول شهر رمضان وكنت أفاجأ بما يحدث، ففجأة يقل عدد الناس حتى يكاد يختفى، ولا تمضى سوى بضع ساعات حتى يعود الناس وبأعداد كبيرة إلا أننى مع تكرار زيارتى لمصر وسؤالى أصدقائى من المصريين فهمت معنى وجود رمضان وأين يذهب الجميع"، سنسيا صارت حريصة على زيارة مصر فى شهر رمضان والاستمتاع بعادات المصريين الرمضانية "حضرت عدداً من موائد الإفطار مع أصدقائى، ويعجبنى كثيراً أن الجميع يصومون فى نفس الوقت، ويفطرون فى نفس الوقت، ويحتفلون معاً فى نفس الوقت".
لكن على الرغم من تمتع السائحين بوجودهم فى شهر رمضان فى القاهرة، إلا أن أغلبهم لا يعلم شيئاً عن طبيعة هذا الشهر، وهو ما يثير استغرابهم من الاختلافات التى تحدث فى مواعيد زيارات الأماكن السياحية، وهو ما يؤثر أحياناً على انطباعاتهم عن مصر، مصطفى محمد مرشد سياحى للأسبان يقول إنه على الرغم من أن أعداد السياح الأسبان لا تختلف كثيراً فى شهر رمضان عنها فى غيره من الشهور، إلا أن السائح الأسبانى لا يعرف شيئاً عن احتفالات المصريين بهذا الشهر "الأسبان اعتادوا زيارة مصر فى أوقات معينة من السنة وهو الصيف وحين يصادف أن يكون فى رمضان فلا يحدث ذلك فرقاً كبيراً لدى السائح"، ويضيف محمد أن السياح الذين يعايشون احتفالات المصريين بهذا الشهر يحبون التجربة ويرغبون تكرارها.
أما طارق أبو غزال وهو مرشد للسياح الإيطاليين، فيرى أن السياحة الأجنبية تشهد انخفاضاً فى العدد أثناء شهر رمضان "تغيير المواعيد وإغلاق المحال فى أوقات غير مفهومة بالنسبة للسياح يؤثر عليهم أحياناً"، لكنه يعتقد أن رمضان هذا العام لن يشهد انخفاضاً فى أعداد السياح لأن منتصف شهر سبتمبر هو التوقيت المعتاد لزيارات السياح الذين يتوافدون على مصر حتى موعد احتفالات الكريسماس.
أما المناطق الساحلية فلا تتأثر كثيراً بشهر رمضان على حد قول سامح اللاوندى مرشد للسياح الروس "شرم الشيخ مثلاً لا تتأثر كثيراً، لأن كل سائح لديه برنامج معين يقوم بالاتفاق عليه مع الشركة فى بلده ويحدد معها برنامجه والمناطق التى يرغب فى زيارتها".
السياحة العربية أيضاً لها مكان كبير فى شهر رمضان خصوصاً إذا تصادف مجيئه فى فترة الصيف، فعلى الرغم من أن أعدادهم تتناقص فى الأماكن الساحلية إلا أنها تتزايد فى مناطق الحسين وخان الخليلى التى يقضون بها الليالى الرمضانية، وهى الأماكن نفسها التى تزدهر فيها السياحة الداخلية، حيث يفدها الكثير من المصريين بعد الإفطار وحتى وقت السحور.