مصر .. إخفاقات فى حقوق الإنسان والتنمية البشرية

السبت، 09 أغسطس 2008 08:12 ص
مصر .. إخفاقات فى حقوق الإنسان والتنمية البشرية
كتب وليد شاهين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عدم الاهتمام بالإنسان المصرى والحفاظ على ذاته وكرامته يهدد قاطرة التنمية البشرية فى المجتمع"، تلك حقيقة أكد عليها الدكتور وليد صلاح خبير التنمية البشرية ورئيس مؤسسة تيرانس لتنمية الموارد البشرية، خلال الندوة التى دارت مساء الخميس فى مؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الإنسان حول "دور القانون فى ترسيخ مفاهيم المواطنة".

انتقد الدكتور وليد خلال الندوة موقف مصر السلبى فى مجال احترام حقوق الإنسان، واصفا هذه السلبية، بأنها العقبة الرئيسية الأولى أمام التنمية البشرية داخل المجتمع المصرى.

وقال الدكتور وليد صلاح، إن مصر تم إدراجها فى المرتبة السادسة بين الدول التى تنتهك حق الأفراد فى حرية الممارسة السياسية، وذلك طبقاً لتقرير منظمة بيت الحريات Freedom House ، التى أدرجت مصر أيضاً فى المرتبة الخامسة فى انتهاك الحرية المدنية.

ويرى الدكتور وليد أن هناك دولاً تشترك مع مصر فى نفس النسب وهى " الجزائر، ولبنان وعمان وقطر وتونس"، حيث تبلغ نسبة الحرية فيها 5.5 %، رغم أن حرية الصحافة فى تلك الدول، ومن بينها مصر تبلغ 68 %، طبقاً لما جاء فى التقرير ذاته.

ويعلق الدكتور وليد قائلاً: إن هذا يدل على عدم وجود حرية كاملة للصحافة، رغم وجود مصادر متعددة لها، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحدث فى دول أخرى مثل أفغانستان، وبنجلاديش والكاميرون وإثيوبيا والمالديف وروسيا، مشيرا إلى أن تقرير "مراسلون بلا حدود"، يضع مصر فى مستوى بوتان وساحل العاج فى حرية الصحافة، حيث جاءت مصر فى المركز رقم 143 من إجمالى 167 دولة مشتركة فى حركة حرية الصحافة.

وأضاف صلاح أن الحرية الدينية فى مصر تأتى بنسبة 5 % نظير تركيا وإندونيسيا، مضيفاً أن منظمة الهيرتاج تصنف مصر فى الحرية الاقتصادية بنسبة 1.65 %، متساوية مع بلغاريا وكازاخستان وتنزانيا والكاميرون وأذربيجان وألبانيا ولسوتو وبينين.

وأشار صلاح إلى مخاوف منظمة مراقبة حقوق الإنسان Human rights watch بخصوص تجاهل القانون وعدم اعتباره لحرية الدين واختياره. ويرى صلاح أن المشرع سن قوانين تعاقب بشدة أية إهانة ضد الديانات السماوية "الإسلام والمسيحية واليهودية"، بينما تجاهل فئات كالبهائيين منذ عهد الزعيم الراحل عبد الناصر.

كما لفت الدكتور وليد صلاح النظر إلى قضايا أخرى مثل إهدار حقوق المرأة والطفل والشواذ، ومنتقداً حكم الإعدام وغيره من القضايا التى يرى من وجهة نظره ضرورة التروى فيها، والنظر إليها من جانب آخر يتماشى مع حقوق الإنسان.

من جهة أخرى، رأى كامل مرسى الناشط الحقوقى، ورئيس إحدى الجمعيات العاملة فى مجال حقوق الإنسان والتنمية البشرية، أن عصر عبد النصر كان زاخراً بالإيجابيات التى عايشها المجتمع المصرى، وعاش فى كنفها.

وأشار مرسى إلى أن مبادئ عبد الناصر الست كانت تعج بالإيجابيات، حيث عمل على بناء المصانع، وأوجد العديد من فرص العمل، وجعل منتجات هذه المصانع مدعمة، حيث إن الدولة وقتها كانت تتحمل هامش الخسائر عن هذا الدعم، وعمل أيضاً على بناء المساكن الشعبية لكل الشباب والأسر التى لا تملك إلا قوت يومها.

وأضاف مرسى أن عبد الناصر كان يأخذ من الأغنياء والإقطاعيين القدامى، ما يزيد على حاجياتهم هم وعائلاتهم، ويعطى للفقراء الذين وقعوا تحت وطأة الفقر المدقع، بينما نرى الآن من يفعل عكس ما فعل عبد الناصر؛ إذ أنهم يأخذون من الفقير ذى الحاجة، ليعطوا الغنى ذا المنصب والسلطان.

وفى إطار الحديث عن التنمية البشرية، أكد الدكتور أشرف الدعدع مستشار وخبير حقوق الإنسان والمواطنة، ورئيس مؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الإنسان، أن التنمية البشرية تحدث من الرأس وصولاً إلى كل فئات المجتمع، ويرى أن الحاكم يجب أن يكون بمثابة الراعى الرفيق، وليس فى عزلة عن شعبه، وعليه أن يحكم بالقانون، والوصية التى تنمى الرعية، وتدعمهم، وتلبى الاحتياجات الأساسية والضرورية لهم، ليكون نبراساً للحب والعطاء والاهتمام.

الدعدع أكد على ضرورة أن يعمل الشعب على مساعدة الحاكم، ويتعاون معه، ويميزوا الأزمنة ويقدروا المجهود ليعرفوا قادتهم ويقدرونهم.

وعاد الدعدع ليوضح أن المجتمع الذى يعيش فى ظل قيادة كسولة ونظام متراخ بيروقراطى، يوفر المجال للهمجية والانهيار داخل هذا المجتمع، كما يرى أن عدم النضوج الشخصى للفرد، وقلة المصادر الداخلية، والجمود الوظيفى فى النمو الشخصى له أثره السلبى على الحالة العامة للكل.

وانتقد الدعدع خطط التنفيذ الاستراتيجى للدولة، مشيراً إلى أنه يسير بسرعة السلحفاة، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى رؤية قومية ووطنية واضحة، وحث الحضور على سرعة المبادرة فى الاشتراك فى خطط التنمية البشرية، التى تضعها مؤسستا الانتماء الوطنى لحقوق الإنسان، و"تيرانس"، بهدف تأهيل الشباب، وتوفير فرص العمل للعاطلين منهم.

وتم أثناء الندوة، طرح عدة فرص عمل للشباب من الجنسين، وذلك من خلال بعض رجال الأعمال الذين حضروا اللقاء، ليكون ذلك نواةً لتنمية بشرية تتحقق بفعل العمل الأهلى المتميز.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة