أنور عصمت السادات

فكر جديد جداً

الخميس، 07 أغسطس 2008 12:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبتت تجربة شباب 6 أبريل وبالدليل القاطع أن الشباب قادر على الإصلاح والتغيير ... فهم مجموعة من الشباب المصرى لا يجمعهم إلا حب هذا الوطن والرغبة فى إصلاحه... مقتنعون بحقهم فى التعبير عن هذا الواقع الأليم... ومع أنهم لا يملكون مقرات أو جريدة أو مؤسسات فقد عبروا بصدق عن جماعة جديدة، هدفها الوحيد هو"البقاء على أرض هذا الوطن"، فرفضوا الرحيل أو الانخراط فى اللعبة السياسية الزائفة وفضلوا البقاء والإصرار على التغيير، رغم ما يتعرضون له من قمع منذ بداية الطريق.

لم يدرك أصحاب شعار الفكر الجديد بلجنة السياسات أنه قد يأتى اليوم الذى يعبر فيه الشباب عما بداخله، من قهر وظلم ناتج عن الفساد.... وكان هذا يوم 6 أبريل... حيث تحرك شباب الفيس بوك والمدونات.. ونتيجة هذه التحركات شعر الحزب الوطنى أن هناك طاقة كبيرة عند جموع الشباب، نتيجة المشاكل التى يعانى منها كالبطالة والإدمان والاغتراب والفراغ السياسى.

وجاء رد الفعل غريبا ومحيرا.. فأعلن نيته إنشاء منظمة شباب - مستقلة ظاهريا - متواجدة فى الجامعات والأندية ومراكز الشباب، بحيث تصبح قوة تمتص شباب المعارضة خاضعة لسيطرة الحزب الوطنى لينفرد بالساحة، ويقف الآخرون للمشاهدة والتصفيق.... "كيان شبه حكومى" كان لنا تجربة سابقة معه "منظمة الشباب الاشتراكى" تجربة نتج عنها نوع من التقلب الاجتماعى والسياسى لدى الشباب، بسبب استغلالهم كأداة فى يد النظام، بحيث يتم تجنيد البعض منهم ضد الآخرين، وكانت مرحلة لا يمكن وصفها سوى بالتراجع الذى تصاعدت معه مظاهر اليأس وفقدان الثقة بالعمل السياسى، وساد الميل نحو الانعزالية الفكرية والسياسية بعد إحباط آمال الشباب وطموحاته.. لماذا إذن نفكر فى إعادة التجربة من جديد، رغم أننا عشناها سابقا وحصدنا النتائج وما هو الفرق بين الماضى والحاضر
سوى رفع شعار ... فكر جديد!

إذا كنا نعيش فى مجتمع ديمقراطى حقيقى، فمن حق الشباب وجود مؤسسات وأحزاب حقيقية - تدعم حقوقهم ومشاركتهم السياسية - وليس من الضرورى أن تنتمى كل هذه المؤسسات لحزب واحد، فأفكار الشباب وأساليبهم فى المطالبة بحقوقهم متنوعة.. وقد أصبح من الضرورى إتاحة الفرصة لأجيال أخرى تحمل على عاتقها مهمة الإصلاح والتغيير والإبداع، ولن يجدى الوقوف أمامها لأنها رسمت طريقها ووجدت ضالتها المنشودة بعد سنوات من التيه والضياع.

نحن لا ننكر حق الحزب الحاكم فى جذب قطاع جديد من الشباب للعمل فى إطار الحزب، ووفقا لمبادئه وأهدافه، ولكن ليس من العدل والمساواة أن يستغل الحزب إمكانيات الدولة وأجهزتها، لينفرد بالساحة السياسية، ويسيطر أعضاؤه محتكرو السلطة والمال على الأندية ومراكز الشباب والجامعات، فنصبح كالمجتمعات الاشتراكية أو الشمولية.

حكومتنا الرشيدة وحزبنا الأوحد، من فضلكم آن الأوان أن تعوا أن الشباب له رؤيته المتميزة، وأدواته الخاصة لتحقيق أهدافه، وأن أى محاولات لإقصائه أو استقطابه لن تفيد، و"منظمة شباب الحزب الوطنى" لن تكون السبيل الوحيد للتغيير. فلتعلموا أنه كلما رفعتم شعار فكر جديد، فسيعمل الآخرون تحت شعار.. فكر جديد جدا! أفلا تعقلون!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة