يبدو أن المناضل الكبير والسياسى المحنك، إبراهيم شكرى أصر على أن يلقن جميع المحيطين به درساً فى السياسة، مؤكداً أن وفاته لا تعنى انتهاء عطائه السياسى.
فلم تكن مفاجأة أن يطلب الراحل فى وصيته، دفنه مع زملاء كفاحه، عبد الحكيم الجارحى وزميل آخر استشهدا فى إحدى مظاهرات الطلبة عام 1935 على كوبرى عباس، بعد أن تصدا للرصاص بكل استبسال وتضحية، فهذه وصية تليق بمكان وعطاء وشخصية الراحل إبراهيم شكرى.
تحولت جنازة السياسى الكبير، إبراهيم شكرى الأربعاء، والتى خرجت من مسجد عمرو بن العاص إلى جنازة رسمية شعبية، ضمت جميع الأطياف السياسية من الحكومة والمعارضة، واللافت للنظر كان عقب صلاة الجنازة عندما راح أحد قيادات الإخوان يلتقط الميكرفون، ويدعو للراحل إبراهيم شكرى، ثم راح يدعو على من أفسد البلاد ومن نكل بالمصلحين.
ودعت مصر الأربعاء المناضل والمجاهد الكبير إبراهيم شكرى رئيس حزب العمل، والذى لبى نداء ربه صباح الثلاثاء الماضى، عن عمر يناهز 93 عاماً، وكان جثمان الفقيد قد وصل، إلى مسجد عمرو بن العاص قبل صلاة الظهر حيث صلى المشيعون، صلاة الظهر وأعقبها صلاة الجنازة، وقد صلى غالبية الحضور، فيما انتظر أمام المسجد كل من حسين عبد الرازق وسيد عبدالعال ومعهم القيادى بحركة كفاية جورج إسحاق، وقد شهدت الجنازة حضوراً كثيفاً من رجال الإعلام ومراسلى الفضائيات، فيما حضر عدد من كبار رجال الدولة يتقدمهم صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطنى الديمقراطى والدكتور مفيد شهاب وزير الشئون البرلمانية والدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطنى والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدى عاكف، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء الأحزاب، بالإضافة إلى حضور مكثف من جماعة الإخوان المسلمين.
من جانبه نعى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الفقيد، قائلاً بكل الحزن، فقدت مصر شهيداً كبيراً ومجاهداً عظيماً، له دور سياسى وحزبى كبير، أفنى حياته لخدمة مصر، عرفناه رجلاً محافظاً ومتمسكاً بمبادئه، وبرحيله تكون مصر قد خسرت زعيماً سياسياً كبيراً، تتلمذ على يديه العديد من السياسيين فى مصر، فى حين أكد الدكتور مفيد شهاب أن وفاة إبراهيم شكرى خسارة كبيرة لمصر والوطن العربى، مشيراً إلى أن الفقيد كان يؤمن بالعدالة وحقوق الفقراء والفلاحين، سلوكياته عبرت عن حب جارف للوطن وإصرار على الاستمرار فى تقديم كل ما يملك لمصر ولشعبها، مؤكداً استمرار حياته الحافلة بالعطاء ونضاله المستمر، أما القيادى اليسارى عبدالغفار شكر، فقد أوضح أن رحيل المهندس إبراهيم شكرى، خسارة كبيرة للشعب المصرى، مؤكداً أنه ضرب المثل فى التضحية قائلاً تحمل الفقيد الكثير من المكاره، من أجل المحافظة على مبادئه.
فى حين نعى ياسر رمضان ممثل حزب الأحرار، المجاهد الكبير إبراهيم شكرى، مؤكداً أنه كان صاحب تاريخ عميق فى الجذور المصرية، حيث يرجع له الفضل كأول من قدم استجواباً فى البرلمان المصرى ضد الملك فاروق، متسائلاً عن حجم الأموال التى أنفقت فى تجديد يخت المحروسة، وكانت مكافآته هى الإقالة من مجلس الشعب، وأضاف أنه كان مدرسة سياسية، كما دافع باستماتة عن مبادئه.
وقد شهدت الجنازة عدة لقطات غريبة، منها قيام أمين عام الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان الدكتور محمد البلتاجى، بتجاذب أطراف الحديث مع الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون البرلمانية والقيادى بالحزب الوطنى.
أما مجدى حسين أمين عام حزب العمل المجمد، فقد حرص على مصافحة رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ووقف بجواره خلال السير فى الجنازة، فى حين لم يفارق مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب يسار رئيس مجلس الشورى، أما باقى رجال المعارضة فقد حرصوا على مصافحة رجال الدولة.
تصوير عصام الشامى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة