صدر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة "الدراسات الشعبية"، كتاب "الأغنية الشعبية بين الدراسات الشرقية والغربية" للدكتور محمد شمس الدين. وتناول الكتاب التطورات التى طرأت على الأغنية الشعبية المصرية، مع مقارناتها بالأغنية الشعبية فى العالم كله ليصل إلى عناصر تميزها.
ويعرف الروائى خيرى شلبى، فى مقدمته للكتاب، الأغنية الشعبية بأنها بطاقة هوية بالنسبة للشخصية الوطنية فى أية أمة، واعتبرها المرآة التى تنعكس فيها الملامح الطبيعية العامة لشخصية هذا الشعب أو ذاك.
وأشار شلبى أن سحر الأغنية الشعبية يكمن فى أنها نابعة من الأزقة الشعبية فى الحوارى والقرى، حاملة هذا الزخم المبهج حتى فى الحزن، وأكد أنها تكون شعبية بحق حينما تكون خارجة عن القصدية الفنية، لذا تأتى مصداقيتها أعلى وأقوى.
وأكد د.مجدى شمس الدين مؤلف الكتاب، أن الأغنية الشعبية لم تحظ باهتمام الدارسين والباحثين فى جميع أنحاء العالم، بالقدر الذى حظيت به الأنماط الأخرى، كالحكاية الشعبية والخرافية وغيرهما، على الرغم من أهميتها فى التعبير عن أفكار الشعوب ومعتقاداتها.
ويقارن المؤلف بين تعريفات الأغنية الشعبية، ويؤكد أنها تعريفات مرنة وأنها تبلغ من التنوع والاختلاف حداً كبيراً، حتى أن لجنة الفلكلور الإيرلندية تصنف الأغانى الشعبية إلى ما يقرب من خمسة وعشرين نوعاً، كما يستعرض الكاتب أنماط الأغنية الشعبية ويقسمها على 9أنماط وهى:
الأغنية السياسية، التعليمية وأغانى الأطفال، التجمعات الشعبية، الخلاعة والمجون، العمل، أغانى الحقل والزراعة، المرح والفكاهة، الأغنية المتزايدة، القصة النثرية الشعرية.
كما يشير إلى أن الأغنية الشعبية مرنة فى حد ذاتها وتخضع للتغيرات وفق عوامل مختلفة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو دينية، فمثلاً هناك أغنية يرددها المسلمون تقول :
جنينة نشوها .. فى ظريح النبى .. جنينة نشوها
جنينة نشوها ..كلمتها الملوك ..وراحوا وسبوها
ويغنى المسيحيون أغنية أخرى تقول:
جنينة نشوها .. فى ضريح العدرا.. جنينة نشوها
جنينة نشوها .. كلمتها الملوك .. لمريم وأبوهــا
وفى فصل خاص عن الموسيقى الشعبية، يؤكد الكاتب أن الموسيقى لا تنفصل عن الأغنية بأى حال من الأحوال، وقلما نجد لحناً منفرداً عن الأغانى، ويؤكد أن الموسيقى الشعبية موسيقى فطرية بسيطة ساذجة تخلو من التكلف والصنعة، وتصدر عن فطرة نقية ولا تخضع لقواعد وضوابط ثابتة دقيقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة