أخيرا، اعترفت الإدارة الأمريكية: لا دولة فلسطينية هذا العام. ومالم تعترف به كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية التى أجبرت على أن تتولى هى إعلان النبأ، أن الدولة المقصودة لن ترى الحياة لا فى العام المقبل ولا الذى يليه، ولا فى المدى القريب أو المتوسط.
ما هو المطروح للفلسطينيين إسرائيليا؟
لاشىء تقريبا.
المطروح عربيا فى المقابل لا شىء أيضا، سوى إطلاق بعض التحذيرات هنا أو هناك، تتلاشى طرديا مع العد التنازلى لخروج الإدارة الأمريكية الحالية من البيت الأبيض، وانتظارا لحلول أخرى مكانها.
والإدارة الجديدة أيا كانت، لن تفعل شيئا.. ببساطة لأن العرب لا يفعلون شيئا من أجل قضيتهم المركزية إلا المناشدات والتعويل على الآخرين فى جلب الحلول إليهم "دليفرى"حتى باب البيت. فات زمن حل الدولتين: إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب فى تبات ونبات، وينجبان صبيانا وبنات. هذا ما يوشك الجميع على الاعتراف به، قريبا.
وما المتاح الآن؟
دولة واحدة تضم قوميتين. الإسرائيليون والفلسطينيون معا "إسراطين " التى نادى بها الأخ العقيد معمر القذافى وتندر عليه الكثيرون وقتها، فيما كان هذا الطرح هو الأكثر عقلانية وجدية فى كل أحاديث الأخ العقيد على الإطلاق منذ قيامه بثورة الفاتح من سبتمبر قبل ما يقرب من 40 عاما.
هذا الطرح يتداوله إسرائيليون وفلسطينيون، ولا يجب أن نندهش أبدا إذا تمت ترجمته على أرض الواقع فى أى وقت ما، قريب أو بعيد، بعد أن تعيى الحلول الجميع، وأولهم العرب المنهكون بالاحباطات المتتالية.
دولة إسرائيلية فلسطينية ؟
نعم، وعلى تخوم مصر تماما. والمفارقة الأكثر سخرية أن الفلسطينيين آنذاك سيتحالفون مع مواطنيهم الإسرائيليين ضد.. . ضد من ؟.. مصر.
مصر، الخاسر الأعظم فى هذا التحالف الإسرائيلى الفلسطينى الداخلى المحتمل والذى سينضم إليه طرف ثالث جاهز ومستعد منذ فترة طويلة، هو الطرف الأردنى، وشواهد التعاون الثلاثى بدأت من الآن، وأعنى قناة البحر الميت التى يساهم فيها الأطراف الثلاثة بحماس منقطع النظير، بديلا أو منافسا لقناة السويس. ولا أحد هكذا يضمن آفاق التعاون الثلاثى المحتمل، والتى قد تمتد إلى أحلام يقظة إمبراطورية فى الإقليم تتسع لتشمل دولة من: النيل إلى الفرات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة