أعلنت شركة "مصر للطيران" مؤخرا انضمامها لتحالف "ستار" أكبر تحالف دولى فى صناعة النقل الجوى، بما يتيح دخول طائرات الشركة مطارات 895 مدينة، فى مقابل تدفق طائرات هذا التحالف الذى يضم 21 شركة عالمية على مطار القاهرة.
ورغم تأكيد الكثيرين أن انضمام شركة مصرية لهذا التحالف مكسب بكل المقاييس، وسيتيح الكثير من الميزات لم تكن موجودة من قبل، مثل زيادة الوفود القادمة إلى مصر عبر زيادة عدد الرحلات، وخصوصا رحلات الترانزيت وغير ذلك من المكاسب، إلا أن آخرين قللوا من هذه المكاسب، وقالوا إن الخاسر الأكبر من انضمام "مصر للطيران" لهذا التحالف هو مطار القاهرة، الذى لن يستوعب مثل هذه الزيادات الضخمة فى كل شىء، فى الركاب والمسافرين ومتعلقاتهم، بالإضافة إلى العدد الضخم من الطائرات وما يتطلبه ذلك من ممرات الهبوط والإقلاع ووسائل التأمين اللازمة، وهى أمور فيها قصور أصلا فى الفترة الماضية قبل الانضمام للتحالف من "وجهة نظرهم" .. فهل استعدت "مصر للطيران" فعلا للانضمام لهذا التحالف؟ أم أن المطار فى انتظار كارثة محققة مع بداية العمل فى ظل التحالف؟
أسعد قطيط رئيس المنظمة الدولية للطيران المدنى سابقا، اعتبر أن تواجد مصر فى هذا التحالف سيكون إيجابيا لو سعت إلى الأخذ بكل ما هو متقدم وتطبيقه على مطاراتها، أما أن تتعامل مع الموضوع برؤية محلية، والاكتفاء بعضوية التحالف بدون مجاراة التوسع القائم عالميا فهذا سينعكس سلبا. قال صفوت مسلم رئيس قطاع التحالفات بمصر للطيران، إن انضمام "مصر للطيران" إلى تحالف "ستار" يضمن الوصول إلى 895 مدينة فى العالم على شبكة التحالف، بدلاً من 70 مدينة فقط على شبكة مصر للطيران والارتقاء بمستوى الخدمة على الطائرات، والوصول إلى المستوى العالمى للتحالف وانخفاض أسعار تذاكر السفر الناتج عن خفض التكاليف، واستخدام جميع استراحات شركات التحالف فى جميع المطارات، والتى تصل إلى 740 استراحة ذات مستوى متميز ومنح أولوية فى التعامل للمشاركين فى جميع برامج الطيران.
وأشار مسلم إلى أن حدوث أى مشاكل خلال العمل فى ظل التحالف لا يمنع الانسحاب فى أى وقت، بما لا يؤثر بأى شكل على تجانس العمل بالتحالف، خاصة وأن كل شركة مستقلة فى ميزانيتها تماماً. أكد المهندس إبراهيم مناع رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، أن إنشاء مبنى ثالث فى مطار القاهرة سيزيد من القدرة الاستيعابية للمطار، وسوف يستوعب أى زيادة فى أعداد الركاب أو الطائرات عند بدء العمل ببنود التحالف، خصوصا أن المبنى الجديد يستوعب 21 مليون راكب سنوياً، بدلاً من 11 مليوناً يستوعبها حاليا، لمواجهة الحركة الجوية وحركة الركاب المتزايدة على مصر التى ضاقت بها المبانى الحالية، وقال إن تكلفة مبنى الركاب الجديد رقم "3" بلغت 350 مليون دولار، بتمويل من البنك الدولى بنسبة 70%، و30% من البنوك المحلية.
قال مناع إن المبنى مزود بـ15 قاعة انتظار بثلاث مساحات مختلفة، بالإضافة إلى جميع الأنظمة الحديثة للتأمين من دوائر تليفزيونية مغلقة عددها 326 وحدة، وأجهزة تأمين أمتعة ركاب بعدد 66 جهازاً وعدد 67 جهازاً لتأمين الأفراد، تعمل وفقاً لأحدث كود عالمى فى تأمين المطارات والركاب. أشار مناع أيضا إلى أنه تقرر تخصيص مبنى الركاب رقم «3» لرحلات شركات طيران تحالف ستار ايرلاينز، التى تضم شركة مصر للطيران و21 شركة طيران أجنبية أخرى هم أعضاء التحالف، من بينها الألمانية لوفتهانزا، والإيطالية والصينية والتايوانية كما تم تخصيص مبنى الركاب رقم «2» لشركات طيران الخليج والسعودية والإمارات، والكويتية والبريطانية، وتخصيص مبنى الركاب رقم "1" لشركات تحالف سكاى تيم، تمهيداً للسماح لرحلات الشارتر بالهبوط به بعد بدء تطبيق سياسة فتح السماوات فى مطار القاهرة.
أكد مناع وجود خطة لزيادة الطاقة الاستيعابية لمبنى الركاب رقم "2" المخصص لشركات طيران الخليج والسعودية والكويتية، من خلال عملية تطوير سيتم البدء فيها مع افتتاح مبنى الركاب رقم "3"، وستتم بطريقة جزئية، حيث لا تؤثر على مركز الركاب والطائرات، مشيراً إلى أنه فى حالة تأثر الحركة قد يتم التفكير فى نقلها مؤقتاً إلى مبنى الركاب رقم "1"، لحين انتهاء عمليات التطوير التى من المخطط أن تسفر عن زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار حوالى 2 مليون راكب. وأوضح أن هناك عدداً من المشروعات يتم التخطيط لها وتنفيذها على مراحل لتخدم مبنى الركاب رقم "3" بصفة خاصة، أو المطار بأكمله، ويأتى على رأسها الفندق الجديد الذى سيتم إنشاؤه على مساحة 22 ألف متر، ويضم 250 غرفة، وقاعات للمؤتمرات والأفراح وسيتم ربطه بمبنى الركاب رقم "3" حتى يتمكن الركاب من الوصول إليه من دون استخدام أى وسيلة للمواصلات. وأكد مناع أنه تتم حاليا دراسة إنشاء خط قطار يربط بين مبانى الركاب الثلاثة، ليسهل عملية انتقال الركاب من مبنى لآخر، مشيراً إلى أن كل المشروعات القائمة الآن، والتى سيتم تنفيذها تتم فى إطار خطة وزارة الطيران المدنى فى تحويل مطار القاهرة إلى مطار محورى بالمنطقة.
