الإسرائيليون يسهرون على شواطئ دجلة

الإثنين، 04 أغسطس 2008 02:00 م
الإسرائيليون يسهرون على شواطئ دجلة هل توجه إسرائيل مقدرات الحياة فى العراق؟
كتب رائد العزاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتلال العراق فى أبريل 2003، كان الضوء الأخضر للكثير من القوى الدولية والإقليمية لكى تتغلغل فى العراق، كل لتحقيق مصالحه الخاصة، فمنهم من يبحث عن النفط ومنهم من يبحث عن الاستثمار وفرص إعادة الإعمار، ومنهم من يبحث عن النفوذ والهيمنة، ومنهم من له أهدافه الدينية والتاريخية، التى ما كان يستطيع تحقيقها لو لم يتحقق الاحتلال وتنهار الدولة العراقية.

حرب الأعوام الثمانية التى خاضها العراق ضد إيران، كانت معلومة الأهداف، حيث أشعلتها إيران بغرض واضح، يتمثل فى تصدير الثورة الشيعية إلى العالم الإسلامى.

هذه الحرب كانت لها نتائج كبيرة لصالح إسرائيل، ويكفى أن نتذكر كلمات إيهود أولمرت، عندما قال إن الحرب العراقية الإيرانية كانت نعمة بالنسبة لأمن إسرائيل، وإن العراق بدون صدام حسين أفضل كثيراً بالنسبة لأمن وسلامة إسرائيل، وكل جيران إسرائيل.

ربما تكون كلمات أولمرت هذه قد عبرت أدق تعبير عما يعنيه غزو أمريكا للعراق بالنسبة لأمن إسرائيل، إذا ما علمنا أن إسرائيل تعد من بين أكثر الدول التى انتهزت فرصة احتلال العراق برجماتياً، بل إنها المحرك الأساسى لها من خلال صقور الإدارة الأمريكية.

يقول الجنرال الاحتياطى الإسرائيلى شولمو برون، إن إسرائيل عززت من قناعة الأمريكيين والبريطانيين بأن أسلحة الدمار الشامل موجودة فى العراق، وهى التى ساعدت على إعداد الأجندة التى قدمها وزير الخارجية الأمريكى السابق كولن باول إلى مجلس الأمن الدولى فى فبراير 2003.

بدأت بعد صفحة الاحتلال العسكرى الأمريكى، صفحة الاختراق الإسرائيلى للعراق اقتصادياً، وهو ما تجلى فى عدة مجالات منها زيادة الصادرات الإسرائيلية إلى العراق وشراء الأراضى والسيطرة على القطاع المصرفى والبنوك وأخيراً السيطرة على مناطق النفط.

تقوم أكثر من 100 شركة صناعية إسرائيلية، بتزويد المستوردين فى العراق بمنتجاتها، فتصدر بضائعها إلى العراق، بعد إعادة تغليفها لتزور مصدر تلك البضائع وتنسبه إلى دول أخرى وتتركز فى المواد الغذائية (البيبسى والكولا والعصائر واللحوم المعبئة والأسماك والمولدات الكهربائية الصغيرة والتلفزيونات والثلاجات والغسالات والملابس ولعب الأطفال والعطور والسجائر وحليب الأطفال)، وتحمل أسماء تجارية معروفة، ومنها ما وضع عليه اسم صنع فى المغرب أو الأردن أو قبرص أو مصر أو تركيا.

تحرك جهاز الموساد الإسرائيلى، بالتوازى مع التغلغل الاقتصادى، مستفيداً من الإمكانات الهائلة التى توفرها له القوات الأمريكية، حيث تقوم إسرائيل بتدريب بعض ميليشيات الأحزاب العراقية، ومنها الكردية بشكل فعلى فى كردستان، وأن جهاز الموساد ركب محطات تقنية متطورة فى أكثر من منطقة فى العراق، ومن بينها محطة فى منطقة حاجى عمران، وتوفر هذه المحطة إمكانية استكشاف ومتابعة ورصد الحركة فى جزء كبير من الأراضى الإيرانية والتركية أيضاً.

وتسلل بعض عملاء إسرائيل من العراق، إلى محيط منشآت نووية فى إيران، وحسب عدد من التقارير الغربية، يقدم هؤلاء العملاء أنفسهم على أنهم رجال أعمال يقومون بتدريب فرق كوماندوز فى كردستان العراق شمال البلاد فى منطقة يطلق عليها "مزرعة زاويتة" بمحافظة دهوك على الحدود السورية والمتاخمة للجنوب التركى.

أوضحت تلك التقارير أن المركز يضم عناصر مهمة فى جهاز الموساد، تقوم بمهام أمنية ومعلوماتية، تتمثل فى رصد التطورات السياسية والأمنية فى العراق، والتحقيق مع عناصر المقاومة العراقية التى تعتقلها القوات الأمريكية، وتقديم الدعم اللوجستى لأمريكا، ورصد ومراقبة سوريا، وحماية الاستثمارات الإسرائيلية فى العراق.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ ذكرت الضابطة الأمريكية المسئولة السابقة عن سجن أبو غريب، لقاءات متكررة لها بمحققين إسرائيليين شاركوا فى عمليات الاستجواب والتعذيب ضد المعتقلين العراقيين، وأكد عدد من المعتقلين العراقيين الذين أُطلق سراحهم بعد فضيحة سجن أبوغريب، أنهم خضعوا للتحقيق أمام رجال الموساد الإسرائيلى، حيث استطاع المعتقلون أن يتعرفوا على هويات المحققين من خلال نوعية الأسئلة، واستفساراتهم عن مناطق وأماكن عراقية، كانت تضم معالم يهودية وأثرية مقدسة.

كما ذكر شهود عيان، وجود عدد كبير من الموساد الإسرائيلى فى سجن تكريت، يتحدثون اللغة العبرية فيما بينهم. وهذا ما أكده الرئيس العرقى الراحل صدام حسين فى الجلسة التاسعة لمحاكمته الشهيرة، حيث ذكر أن الإسرائيليين استجوبوه، ومن مصادفات القدر، أن جزءاً كبيراً من الجلسة منع من البث، وكنت أحد الصحفيين الموجودين فى قاعة المحكمة، ولم يكن إسقاط نظام الحكم فى العراق هو الهدف الوحيد لإسرائيل فحسب، حيث يمكن الإشارة إلى بعض هذه الأهداف:

ـ بحسب النظرية التوراتية "إسرائيل من النيل إلى الفرات"، وحتى يتم ذلك يجب تنظيف المنطقة من ملايين العرب، أو على الأقل إضعاف الدول العربية وتفكيكها وتجريدها من مقومات القوة، وتحويلها إلى دويلات صغيرة عاجزة.

ـ يعد التغلغل الإسرائيلى فى العراق، أفضل نقطة ارتكاز لابتزاز المنطقة بأسرها ووضع 3 دول رئيسية من دول المنطقة تحت ضغوطه، وهى إيران وسوريا وتركيا.

ـ إجهاض المقاومة الفلسطينية، إذ يؤكد العديد من المحللين السياسيين أن الهدف الإسرائيلى الأول من الاحتلال الأمريكى للعراق، يتمثل فى الارتكاز إليه من أجل خلق المناخ المواتى لخنق الانتفاضة وتصفية المقاومة الفلسطينية ومحاصرة سوريا ولبنان وفرض الاستسلام عليهما.
ـ إعادة تشكيل خريطة المنطقة، فالعراق كان ولا يزال على قمة الأجندة السياسية والعسكرية الأمريكية ـ الإسرائيلية المشتركة، ون تفكيك وتدجين العراق وتدمير مقومات نهوضه ووحدته وقوته من جديد هى المهمة الأولى والكبرى، والمحطة الأولى على طريق تحقيق مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
ـ التطبيع مع الحكومة الجديدة فى العراق باعتباره بلداً عربياً وإسلامياً، له تاريخه وحضارته وموقعه، نصراً لإسرائيل، وقد نُسب إلى السفير العراقى صلاح الشيخلى قوله، إن هناك رغبة لدى عدد من رجال السياسة والأعمال العراقيين فى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأكبر مثال على ذلك زيارة أحد قيادى الحزب الوطنى العراقى إلى إسرائيل وعضو مجلس النواب (مثال الألوسى)، والذى لم يكتف بالزيارة لكنه هدد بالكشف عن تفاصيل الملف السرى للشخصيات العراقية التى تتعامل مع إسرائيل فى الخفاء، مشيراً إلى كل من الرئيس طالبانى ومسعود البرزانى وأحمد الجلبى وعدد من القياديين فى حزب الدعوة.
ـ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط: لا يمكن فصل الاختراق الإسرائيلى عن المخططات التى حاكتها تل أبيب للمنطقة حتى قبل مرحلة سقوط نظام بغداد، وهو الأمر الذى يتجلى فى كتابات شيمون بيريز عن الشرق أوسطية.
ـ للنفط أهمية خاصة لدى إسرائيل، خاصةً إذا علمنا أن الإسرائيليين يستهلكون حوالى 250 ألف برميل نفط يومياً يبلغ ثمنها 6.25 ملايين دولار، ويستوردون سنوياً 12 مليون طن، وكان هذا الهدف ضمن أهداف الإسرائيليين الدائمة فى فترات الحرب والسلم مع الدول العربية.
وفى ظل الاحتلال الأمريكى للعراق، فإن الفرصة أضحت مواتية لإعادة تشغيل خط "الموصل ـ حيفا"، وذلك لتوفير الكميات التى تحتاجها إسرائيل وبأسعار رخيصة؛ على اعتبار أن هذا الخط من الممكن أن يخفض أسعار الوقود بنحو 25%، ومن شأنه أن يحول حيفا إلى "روتردام الشرق الأوسط"، على حد تعبير وزير البنية التحتية الإسرائيلى.
ـ توفير المياه: يمثل العراق بنهريه فرصة ذهبية لإسرائيل، فى ظل الأزمة الطاحنة التى يواجهها الكيان الإسرائيلى فى المياه، وفى ظل تأكيد الكثيرين أن حروب هذا القرن ستكون بسبب المياه.
ـ يهود العراق والتعويضات: سربت أوساط عراقية نص رسالة بعث بها أمين عام الحزب الشيوعى العراقى حميد مجيد موسى إلى وزارة الهجرة العراقية فى حكومة إياد علاوى المؤقتة، مرفقاً معها قوائم بأسماء اليهود ومواليدهم، والأماكن التى كانوا مسجلين فيها، والهدف الأساسى لهذا الطلب ليس عودة اليهود، ولكن تثبيت حقهم فى العراق، خصوصاً إذا علمنا أن معظم الذين وردت أسماؤهم ماتوا بالفعل، ومن جهة أخرى فإن هذا الأمر قد يكون بمثابة مقدمة للمطالبة بتعويضات كبيرة عن أملاك يهود العراق، الذين هجروا إلى إسرائيل منذ مطلع الخمسينيات.
الوزارات العراقية يقودها إسرائيليون
تؤكد المعلومات وجود 185 شخصية إسرائيلية, أو يهودية أمريكية موالية لإسرائيل من منطلق دينى، تعمل على توجيه مقدرات الحياة فى العراق, وبعضهم يشرف على تسيير الوزارات, كل حسب اختصاصه, ومن موقعه داخل السفارة الأميركية فى المنطقة الخضراء, وهم التالية أسماؤهم:
ـ نوح فيلدمان وهو أحد أبرز من ساهم فى كتابة الدستور العراقى.
ـ روبير رافائيل ويشرف على وزارة الزراعة.
ـ الجنرال كاستيل ويشرف على وزارة الداخلية.
ـ دور أريدمان فى وزارة التعليم العالى, وهو رئيس شركة أمن خاصة أيضاً.
ـ فيليب كارول ويشرف على وزارة النفط.
ـ بولا دوبريانسكى مشرفة على وزارة شئون المرأة وحقوق الإنسان.
ـ ديفيد تومى مشرف على وزارة المالية.

الشركات الإسرائيلية فى العراق
أبرز الشركات الإسرائيلية التى تعمل تحت عنوان "الخدمات الأمنية والحراسات الخاصة" فى العراق فتتمثل فى:

ـ شركة فالكون ومقرها فى بغداد ـ الكرخ ـ مجمع الصالحية السكنى ـ محلة 220, زقاق 10/رقم 1722/1.

ـ شركة نمرود الرافدين ومقرها فى مدينة بغداد ـ حى المنصور ـ محلة 609 ـ زقاق 7 رقم 9.

ـ شركة ساندى ومقرها فى بغداد ـ الرصافة ـ شارع السعدون - محلة 102 ـ زقاق 9, بناية 955.

ـ شركة العرجون ومقرها فى بغداد ـ ساحة الفردوس ـ فندق عشتار ـ شيراتون ـ طابق 2 وطابق 4 قيد التجديد.

- شركة قرة جوغ ومقرها فى مدينة كركوك ـ طريق بغداد ـ فى عمارة الجادرجى ـ الطابق الأرضى.

ـ شركة الصفد فى مدينة بغداد ـ الرصافة ـ كراده خارج ـ محلة 905, زقاق 15, رقم 131.

ـ شركة سيكيوريتى غلوبل فى مدينة بغداد, الكرخ ـ المنطقة الخضراء داخل مبنى السفارة الأميركية لها فروع فى القاهرة, عمان, الدوحة, المنامة, وصنعاء.

ـ شركة بيروت فى مدينة كركوك ـ منطقة رحيم آوه ـ قرب جامع الإخوان ـ رقم 159.

ـ شركة الصفّارفى بغداد ـ الرصافة ـ حى الوحدة ـ قرب كنيسة القلب الأقدس.

ـ مجموعة الشاهرفى البصرة ـ منطقة البراضعية ـ محلة 669- زقاق 44, رقم 53€4.

ـ شركة شجرة طوبى فى بغداد ـ المنطقة الخضراء, بناية الزقوره شارع 2000 مجمع شركة بلاك هوك.

ـ شركة أرض الأمان فى بغداد, ساحة عقبه بن نافع, محلة 903, زقاق 99, رقم 1185.

أما خارج إطار الأمن والحراسات الخاصة وما شابه, فإن لائحة الشركات والمؤسسات الأخرى تغطى الأصعدة التجارية/الغذائية والاستهلاكية, والخدماتية المختلفة, ولا يمكن حصرها, لكن هذه بعض الأمثلة عليها فى أكثر من مجال:
ـ شركة شيريونيت حوسيم لتصفيح السيارات والأبواب.
ـ شركة عيتس كرميئل للأبواب الفولاذية ولوازم الحواجز ونقاط الحدود وما شابه.
ـ شركة توليدور المنتجة للأسلاك الكهربائية.
ـ شركة دان لتصدير حافلات نقل الركّاب المستخدمة.
ـ شركة لاجروب للعقارات.
ـ شركة نعان دان معدات السقى والرى الزراعى.
ـ شركة سكال للمنتجات الإلكترونية.
ـ شركة سونول فى مجال الوقود.
ـ شركة شطيحيى كرميل للسجاد الفاخر.
ـ شركة نختال العالمية للبنى التحتية.
ـ شركة بونيت التى حصلت على عطاء فى مجال الإعمار.
ـ شركة برينتكس بيسان للدروع الواقية من الرصاص.
ـ شركة ترانسكال مواد إلكترونية.
ـ شركة أجييش للمواد الاستهلاكية بالاشتراك مع شركة "شاى سوريك".

تبقى إشارة إلى عدم وجود أدلة عما إذا كانت هذه الشركات تحمل الأسماء نفسها فى إسرائيل والخارج, أو تحمل أسماء أخرى للتغطية. هذا أولاً, أما ثانياً, فإن منتجات هذه الشركات المعروفة لدى الدوائر الرسمية والقوى المسيطرة على الأرض، تدخل العراق على أساس أنها مصنعة من قبل شركات مصرية, أردنية, تركية, قبرصية, تونسية... إلخ.
مواقع محطات المخابرات الإسرائيلية فى العراق:
مواقع الشمال:
1ـ موقع زاويتة (محافظة دهوك) يبعد نحو 60 كلم عن الحدود السورية و45 كم الحدود التركية.
2 ـ موقع سرسنك (محافظة أربيل) ويقع بالقرب من مقر الحزب الديمقراطى الكردستانى بزعامة مسعود برزانى.
3 ـ موقع حاجى عمران (محافظة السليمانية)، وهو بالقرب من جبل متين على بعد 10 كلم من الحدود الإيرانية العراقية.
مواقع الوسط:
4 ـ موقع عرفة (محافظة كركوك) والقريب من مصفى النفط فى كركوك، وهو بداية تغذية خط أنبوب النفط العراقى عبر حيفا المتوقف منذ خمسينات القرن الماضى.
5 ـ موقع البكر (محافظة صلاح الدين)، وهو فى داخل قاعدة البكر الجوية لعسكرية ويعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية.
6 ـ محطة صغيرة فى الحبانية (محافظة الأنبار)، ومهمتها التحقيق مع المعتقلين فى سجن أبو غريب.
7 ـ بغداد (فندق بغداد القريب من ساحة النصر وسط بغداد) ـ (فندق السدير نوفتيل القريب من ساحة الأندلس) ـ (وزارة النفط فى الأدوار 16 و17) ـ (المنطقة الخضراء بالقرب من القصر الجهورى ومتاخم لوزارة الدفاع العراقية) ـ (مطار بغداد).
مواقع الجنوب:
8 ـ موقع الكفل (محافظة بابل) حيث مقام النبى عسقيل أحد أنبياء بنى إسرائيل.
9ـ موقع الطيب (محافظة ميسان) ومهمته المراقبة والتجسس على إيران.
10 ـ موقع أبو الخصيب (محافظة البصرة) ومهمته المراقبة والتجسس على السعودية.
ويقدر عدد عناصر الموساد فى العراق بنحو 800 شخص، ممن يحملون جوازت سفر (ملدافيا، سلوفنيا، تشيكية، فلبين، إستونيا)، ويعملون تحت ستار أنهم مستشارون أمنيون أو مدربون ورجال أعمال ومقاولون بناء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة