أسباب سياسية وراء الخلاف حول تحديد رؤية هلال رمضان

يعتمد غالبية المسلمين فى التحقق من هلال رمضان، على رؤيته بالعين المجردة، اقتداء بالحديث الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وهو ما يفسر اختلاف تحديد غرة الشهر الكريم بين دولة إسلامية وأخرى.

ولكن تشير بعض الرؤى، إلى وجود أسباب سياسية وراء الخلاف بين الدول الإسلامية فى تحديد رؤية هلال رمضان، وهو ما أكده المحلل ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية فى القاهرة. ويقول رشوان إن بعض الدول تنقل خلافاتها السياسية إلى الساحة الدينية كما فعلت ليبيا مراراً، فهى تتعمد، حسب قوله، وبسبب خلافها السياسى مع السعودية بدء شهر رمضان فى يوم مغاير لذلك الذى تعلنه المملكة.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران، التى تحاول تأكيد هويتها الشيعية وسط البحر السنى، لذلك تتعمد بدء الصوم فى يوم مختلف عن غالبية الدول السنية، وكذلك يفعل عدد من أتباع المذاهب الشيعية فى دول ذات أكثرية سنية، بهدف التميز عن مواطنيهم السنة.

يذكر أنه قبل بضع سنوات دعا مفتى مصر على جمعة، الدول الإسلامية، إلى توحيد إعلان غرة شهر رمضان. لكن هذه الدعوة لم تلقَ قبولاً لدى الدول العربية والإسلامية، حيث أعلنت ليبيا أن الأحد هو أول أيام رمضان، فى حين أعلنت السعودية ومصر ومعها معظم دول الخليج، أن الأحد هو المتمم لشهر شعبان، فى حين يفترض أن يهل هلال رمضان فى باكستان الثلاثاء.

وفى كل بلد تتشكل لجنة من المشايخ والأئمة وعلماء الدين، تكون مهمتها تحرى رؤية هلال رمضان فى "ليلة الشك" أى ليلة التاسع والعشرين من شعبان، حيث تسهر هذه اللجنة بعد غروب الشمس للتأكد من رؤية الهلال أو عدمه، فإذا التمس الهلال فى تلك الليلة، تعلن اللجنة أن اليوم التالى هو غرة شهر رمضان، وألا يكون المتمم لشعبان. ولكن بعض الدول تعتمد، بالإضافة إلى الرؤية بالعين المجردة، وسائل أخرى مثل الحسابات الفلكية أو الاستعانة بطائرة، ولكن يبقى التماس الهلال بالعين المجردة مرجعاً لغالبية المسلمين.

ولهذا السبب يختلف مطلع الشهر بين بلد وآخر، فالهلال الذى يظهر فى هذه المنطقة، لا يظهر بالضرورة فى منطقة أخرى، وفى أحيان كثيرة تتعذر مشاهدة الهلال بسبب سوء الرؤية.

ورمضان هو الشهر التاسع فى ترتيب شهور السنة الهجرية القمرية، وعدد أيام هذه السنة أقل بـ11 يوماً من أيام السنة الشمسية، ولهذا لا يبدأ رمضان، كما سواه من الأشهر القمرية، فى كل عام فى اليوم نفسه.