فى أقل من شهر أصبحت قناة "موجة" الأكثر مشاهدة بين جمهور الفضائيات، وحققت شعبية كبيرة، ساهم فى ذلك طبيعة فكرة القناة القائمة على عرض الأعمال الكوميدية فقط، سواء كانت مسرحيات أو أفلاماً، أو برامج مثل برنامج بعنوان "توك شو" يعرض اسكتشات ساخرة لبعض الإعلاميين البارزين، منهم عمرو أديب ومفيد فوزى وهالة سرحان ومنى الشاذلى، لتعطى القناة درسا لكل صناع الإعلام العربى يفيد بأن الفضائية الناجحة لا تحتاج إلى ملايين الدولارات لكى تحقق النجاح، حيث إن كل ما احتاجته "موجة" للانطلاق لم يتجاوز 2 مليون دولار فقط بتكلفة البث وجميع المواد المعروضة، وهو مبلغ قليل جدا بالنسبة لقنوات مثل "روتانا" و "إم. بى. سى" و"إيه. آر. تى".
أثبتت القناة أن الإعلام الناجح يعتمد على الفكرة المتميزة والمختلفة بعيدا عن الافكار المستهلكة، وأيضاً وضعت خطة جيدة لجذب المعلن، ونجحت فى جذب عدد من الحملات الإعلانية لشركات المحمول الثلاث وشركة الاتصالات الأرضية وشركة المياه الغازية الزرقاء وعدد من شركات مساحيق الغسيل والأغذية، ووصلت إيرادات هذه الإعلانات إلى ما يقرب من 20 مليون جنيه، وغطت تكاليف إنشائها قبل مرور 3 أشهر فقط على انطلاقها.
يثير الغموض والتساؤلات حول مالك القناة حالة من الاهتمام الفريد بالقناة وخاصة مع تردد أسماء مجموعة من المستثمرين المصريين، ليس من بينهم أى مستثمر عربى ومن بينهم شركة تليكو مصر صاحبة مسابقات الـ" 0900" الشهيرة. سيف ممتاز مدير البرامج فى قناة "موجة" وصاحب فكرة القناة واسمها، أوضح لـ "اليوم السابع"، أن فكرة القناة بدأت منذ 4 أعوام تقريبا، ولكن لم يتحمس لها أحد وقتها، ثم سافر سيف للعمل بدبى وعندما عاد أخذ فى التحضير للقناة قرابة عام كامل.
عن برنامج "توك شو" الذى قدم عدداً من رموز الإعلام المصرى بشكل هزلى، الأمر الذى قد يثير حفيظة من تعرض البرنامج لهم، قال سيف "إن المشاهد أصابه الملل من تكرار الأعمال وأفكارها وبنفس النجوم، فضلا عن أن النجوم السوبر أصبحوا أقل إبداعا، ويكررون أنفسهم فكان لا بد من تقديم وجوه وأفكار جديدة، كما أن الجمهور أصبح أكثر تقبلا لكل ما هو جديد إذا كان فعلا سيضحكه من القلب". أما مجموعة الشباب الذين يقدمون التوك شو وباقى الفواصل الكوميدية شاهدهم سيف وهو فى دبى فى بعض الإعلانات التجارية، وطلبهم على أساس الشكل لأنه لم يكن يعرف أسماءهم أصلا، موضحا أنه كانت لدية فكرة تقديم برنامج عن التقليد، ولكن بعيدا عن أفكار تقليد الممثلين التى أصحبت مستهلكة تماما، واعتمد على تقديم نماذج إعلامية جادة وناجحة ومؤثرة فى الرأى العام من خلال قالب كوميدى، ومن هنا يأتى الإضحاك.
وحول مدى تخوفه من اتخاذ أى إعلامى بارز لإجراء قانونى أو إبداء اعتراضه، لأنهم يسخرون من أسلوبه فى تقديم البرامج، أكد سيف أنه يثق فى درجة نضوج هؤلاء الإعلاميين وتفكيرهم المتحضر. أما عن خطة تطوير القناة، أوضح سيف أن "موجة" تستعد فى شهر رمضان المقبل لتقديم الجزء الثانى من برنامج "توك شو"، مع إضافة بعض التطوير عليه. تستعد القناة فى الموسم المقبل لإنتاج مسلسل "ست كوم" مختلف بفكرته وسيكون عملاً مصرياً خالصاً بشخصيات وأماكن وأحداث وديكورات مصرية تماما، بعيدا عن الست كوم المستورد الذى سيطر على تفكير الجميع، كما تستعد القناة لإنتاج مسرحية كوميدية لموسم الصيف المقبل، على أن يقدمها عدد من الوجوه الجديدة غير المعروفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة